خطوة جديدة للتلاحم الوطني..البشارة بميلاد المسيح عيد رسمي بالأردن

الثلاثاء 27/مارس/2018 - 01:47 م
طباعة خطوة جديدة للتلاحم
 
بالقرب  يحدث الانتصار والتلاحم الشعبي والوحدة الوطنية  اساس  الطريق  لقوة الاوطان . وبالفعل هناك دول تدرك عمق واهمية  ومعني الوحدة الوطنية وقدرتها .لذلك تبحث عن المناسبات التى  تعمق وتحيى هذا القرب .وتمد جسورا حقيقية يسير عليها الوطن نحو مستقبل امن ومستقر . من هنا تاتي اهمية المبادرة  التى اعلنت  في دولة الاردن الشقيق  وهي اقامة احتفال مشترك بين المسلمين والمسيحيين وهو الاحتفال بعيد البشارة  والمقصود البشارة بميلاد السيد المسيح .لتدرج المناسبة وتزيد الفرح  والوحدة .وهذا ما يجب ان نلتفت اليه  ونفرح به ونتمني ان تقلده جميع الدول .وقد سبقتها لبنان في الاحتفال المشترك  بهذا العيد حيث تتفق العقيدة الاسلامية والمسيحية علي واقعة " ميلاد السيد المسيح " وبالتالي  من المؤكد انها تتفق علي البشارة بهذا الميلاد لرمز المحبة والسلام .لقد كسبت الاردن عيدا جديدا واتخذت خطوة كبري  نحو مزيد من التلاحم الرسمي والشعبي .وفي هذا الاطار قال المدير العام للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر إن رسالة الاحتفال الإسلامي المسيحي الأول بـ"عيد البشارة" بالمملكة، مضمونها تمتين أواصر الإخاء والصداقة والتلاحم بين أبناء الأسرة الأردنية الواحدة.
وأضاف إن الاحتفال الذي سينظمه المركز يوم الأربعاء( 28 مارس ) تحت رعاية نائب رئيس الوزراء وزير دولة لشؤون رئاسة الـوزراء جمال الصرايرة، يحقق التوافق والانسجام بين معطيات القرآن الكريم والإنجيل المقدس حول شخصية السيدة العذراء.
وقال، ان الاحتفال يأتي استكمالاً للبناء على المبادرات التي بدأها الأردن والتي تدعو للسلام والمحبة والوئام بين الأديان، "رسالة عمان" و"كلمة سواء" و"أسبوع الوئام بين الأديان"، مؤكدًا أن هذه المبادرات التي تأتي من دولة محاطة بالنزاعات والحروب الأهلية التي تحصد أرواح الأبرياء، تعكس رسالة صريحة وواضحة لدول الجوار والعالم أجمع، بأن الدين بأساسياته الإيمانية وقيم المحبة فيه، قادر أن يسهم اسهامًا جليًا في صنع السلام والاستقرار وإعادة اللحمة والوئام.
وعبّر الأب بدر عن افتخاره بتبني الاحتفال المشترك بعيد البشارة، ليكون لبنة جديدة من المبادرات الأردنية الراقية الداعية لوحدة الأسرة البشرية على أسس ثابتة ومتينة، مضيفًا أنه وعلى مدار العقود السابقة ساهم الأردن بشكل فعّال في بناء المبادرات وصياغتها، التي أبرزت العديد من العوامل المشتركة بين الإسلام والمسيحية.
وسيتضمن الحفل ترانيم مسيحية لجوقة "ينبوع المحبة" في الأردن، وأناشيد إسلامية لفرقة "الفلاح للإنشاد الإسلامي"، وكلمة لراعي الحفل نائب رئيس الوزراء، وكلمة ترحيبية للأب رفعت بدر، وكلمة للأمين العام للاحتفال الإسلامي المسيحي بعيد البشارة في لبنان ناجي خوري.
وبيّن الأب بدر أن عيد البشارة هو عيد سنوي تحتفل فيه الكنائس في 25 مارس  كل عام، حيث يتم الاحتفال ببشارة الملاك جبرائيل للسيدة مريم العذراء، بأنها ستكون أمًا للسيد المسيح، منوّهًا أن الاحتفال العالمي بهذه المناسبة يكون في مدينة الناصرة كل عام، لأنها المدينة التي تقع كنيسة البشارة في جنباتها، وعادة ما يحضر الاحتفال أبناء مدينة الناصرة وجماهير غفيرة من مختلف أنحاء العالم، مذكرًا أن قداسة البابا يوحنا بولس الثاني ضمن زيارة الحج المقدسة له للمنطقة في عام 2000، وبعد زيارته للأردن انتقل لفلسطين وحضر الاحتفال العالمي بعيد البشارة في الناصرة.
وأشار مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام إلى أن الاحتفال تشارك به لجنة البشارة في لبنان الشقيق ممثلة بأمينها العام ناجي خوري، وأن عيد البشارة يُحتفل به في لبنان من المسيحيين والمسلمين منذ 12 عامًا، ومنذ 6 سنوات أصبح العيد عطلة رسمية وطنية لكل أطياف المجتمع اللبناني، بهدف توحيد القلوب من خلال الاحتفال بعيد ديني جامع.
ويحضر الحفل عدد من الوزراء والسفراء العرب والأجانب والنواب والأعيان ورؤساء وممثلي الكنائس في الأردن وممثلين عن دائرة الإفتاء العام ودائرة قاضي القضاة ووزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، اضافة للعديد من المؤسسات والجمعيات الإسلامية.
ويعد المسيحيون الأردنيون هم من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم. حيث انتشروا في الأردن في بدايات القرن الأول الميلادي. ووفقًا لبي بي سي تتراوح أعداد مسيحيي الأردن من 174,000 إلى 390,000 نسمة، أو 3-6% من عدد سكانها البالغ حوالي 8.5 مليون والمسيحيون مندمجون بشكل استثنائي في المجتمع الأردني، وهناك حالة تعايش وتآخٍ تربط المواطنين الأردنيين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين في عادات وتقاليد متشابهة. حريتهم الدينية وإقامة شعائرهم في الكنائس مصونة، وتمارس بحرية تامة في أجواء أمن واستقرار، كما أن حقوقهم السياسية مكفولة في الدستور الأردني كمواطنين أردنيين. ويخصص للمسيحيين 9 مقاعد من أصل 130 مقعدا في البرلمان الأردني، كما أن لهم حضوراً فاعلاً في المجتمع، ولهم مؤسسات ومدارس دينية خاصة. وقد برز عدد وافر من الشخصيات المسيحية على الصعيد العسكري والاقتصادي والثقافي والاجتماعي ويعتبر الأردن الدولة العربية الوحيدة التي زارها ثلاثة بابوات للفاتيكان  هم بولس السادس ويوحنا بولس الثاني وبندكت السادس عشر،ولا قيود على إنشاء الكنائس أو المؤسسات الكنسية في البلاد.

شارك