بعد "عفرين".. مدينة منبج "عقدة" تركيا القادمة فى الشمال السورى

الثلاثاء 27/مارس/2018 - 03:32 م
طباعة بعد عفرين..  مدينة
 
يبدو أن مدينة منبج ستكون "عقدة" تركيا القادمة فى الشمال السورى فبعد أن توجّهت أنظار العالم عقب سيطرة قوات الاحتلال  التركية والعناصر السورية الموالية لها  على مدينة عفرين، إلى المنطقة التالية التي ستبدأ تركيا فيها عمليتها العسكرية الجديدة، ولا سيّما مع التصريحات التي أفاد بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي أكّد على استمرارية العمليات التي ستشمل على مناطق أخرى ومنها  مدينة منبج .
وكان الرئيس التركي (أردوغان) قد أفاد قبل أيام بأنّ قوّات بلاده ستحاول -من خلال السيطرة على مدينة تل رفعت- تحقيق باقي أهداف عملية غصن الزيتون التي بدأتها في 20 يناير 2018م  في مدينة عفرين  وانه من خلال عملية درع الفرات حققنا الضربة الأولى، وبعملية غصن الزيتون قطعنا الممر الإرهابي المتّجه نحو البحر الأبيض، وخلال مدة قصيرة من خلال إحكام السيطرة على تل رفعت سنحقق باقي الأهداف من العملية".
صحيفة خبر ترك ذكرت أنّ القوات التركية التي تسعى إلى  إزالة عناصر "الوحدات الكردية" من غرب الفرات، وأنّها تستعد في الوقت نفسه لعمليات محتملة في منبج و أنّ تركيا تحاول التوصّل إلى حلول دبلوماسية فيما يخص منبج، مما قد يغنيها من استخدام قوّة عسكرية في المدينة.
وأضافت (خبر ترك) أنّ المنطقة الآمنة التي تسعى تركيا إلى تشكيلها ستمتد من البحر الأبيض المتوسط مرورا بنهر الفرات وصولا إلى حلب الواقعة تحت سيطرة النظام ومع تحقيق السيطرة على منبج فإنّ امتداد المنطقة الآمنة المتشكلة في غرب الفرات سيصل إلى 30 كم".
كتّاب ومحللون أتراك من بينهم (مراد يتكين) من صحيفة حرييت، و(كورتولوش تاييز) من صحيفة أكشام، لفتوا في وقت سابق إلى أنّ القوّات الأمريكية المتواجدة في منبج لن ترغب بالبقاء في مواجهة مباشرة مع القوّات التركية، موضحين -الكتّاب- أنّ هذه الرغبة قد تؤدي إلى الوصول لحلول دبلوماسية بين الطرفين تنتهي بإزالة عناصر "الوحدات الكردية" من دون اللجوء لعملية عسكرية محتملة في منبج.
وكان وزير الخارجية التركي (جاويش أوغلو) قد توصّل مع (تيلرسون) الوزير الأمريكي الذي أقيل مؤخرا، إلى اتفاق دبلوماسي يضمن إزالة التهديد المتمثل بـ "الوحدات الكردية" في المدينة من دون تدخل عسكري،  وذلك بعد المحت تركيا عقب سيطرة قوّاتها على مدينة عفرين على لسان رئيسها أردوغان إلى استمرارية العمليات العسكرية التي من الممكن أن تمتد حتى مدينة سنجار العراقية. 
فيما  أشار تقرير لـ(نيويورك تايمز) إلى قيام الجنرال جيمي جيرارد والجنرال بول فانك بزيارة قاعدة أمريكية في منبج وكانت العربة التي تقلهما ترفع علماً أمريكياً كبيراً لكي يمنعوا بذلك قوات درع الفرات من استهدافها ويقول الجنرال جيرارد، وهو قائد قوات العمليات الخاصة الأمريكية في سوريا والعراق: "نحن نتباهى بقواعدنا العسكرية في منبج، ونريد لفت أنظار الجميع إلى هذا"، أما الجنرال فانك، وهو قائد رفيع المستوى في قوات التحالف: "في حال استهدافكم إيانا، فسنرد عليكم بقوة". ويقصد فانك بهذا قوات درع الفرات التي تبعد خنادقها بضع أمتار فقط عن خنادق القوات الأمريكية.
وحسب التقرير، فقد اجتمع الجنرال فانك مع قائد المجلس العسكري لمنبج، محمد عادل، وأبلغه بأن مهمة الجنود الأمريكيين هي ضمان استمرار هزيمة داعش فترة طويلة. وأعلن: "هذه المنطقة خاضعة لكم الآن، وأداؤكم فيها جيد". وطلب محمد عادل استمرار العمليات الجوية الأمريكية لمساندة قوات سوريا الديمقراطية، لكنه لم يلق جواباً واضحاً من فانك.
وتبعد منبج 80 كيلومتراً عن عفرين من جهة الغرب، ويتولى المجلس العسكري في منبج الدفاع عن المدينة، وهذا المجلس حليف لقوات سوريا الديمقراطية لكنه مستقل في قراراته وأغلب مسلحيه من العرب، وتقول تركيا إن مجلس منبج العسكري وقوات سوريا الديمقراطية وقوات حماية الشعب جميعها قوة واحدة تحمل ثلاثة أسماء مختلفة.
ويقول عدد من مسؤولي البيت الأبيض العسكريين إن مخاوفهم لا تنحصر في احتمال حدوث الصدام بين قوات مجلس منبج العسكري والقوات التابعة لتركيا يؤدي بالتالي إلى تصادم مصالح أنقرة وواشنطن، بل أنهم يخشون ظهور مشاكل كبرى للسيطرة الأمريكية على كامل المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات.
وقالت خبيرة الشؤون السورية في معهد أبحاث الحروب، جنيفر كافاريلا، لـ(وول ستريت جورنال): "زجت تركيا قوات سوريا الديمقراطية في حرب مناطقية ما يعيق مهمة إعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة حديثاً ومواجهة جيوب داعش فيها بصورة كاملة".
هذا وتتولى قوات سوريا الديمقراطية الآن واجب توفير الأمن والاستقرار في رقة التي تم تحريرها منذ أكتوبر الماضي. وستستمر هذه المهمة لحين تشكيل المجلسين العسكري والإداري في رقة لكن مسؤولي البنتاغون الذين تحدثوا للجريدة يشعرون بالقلق من ازدياد عدد المقاتلين الذين يغادرون المنطقة ويتوجهون إلى عفرين ولا يرى الجنرال جيرارد أن القوات الكوردية أقامت إدارة جيدة في منبج فحسب، بل يقول: "طوال فترة تعاملي مع هذه القوات وإلى الآن لم ألاحظ إشارة تدل على أنهم وحزب العمال الكوردستاني شيء واحد".
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان  مدينة منبج ستكون "عقدة" تركيا القادمة فى الشمال السورى  فبعد سيطرة قوات الاحتلال  التركية والعناصر السورية الموالية لها  على مدينة عفرين ستكون منبج الهدف القادم ولكن يبقى السؤال هل سيسمح لتركيا بإحتلالها كما حدث مع عفرين .  

شارك