كيف يستخدم «داعش» الأسرى لعقد صفقات جديدة مع قوات الجيش السوري؟

الثلاثاء 27/مارس/2018 - 10:00 م
طباعة كيف يستخدم «داعش»
 
جرت عمليات تبادل بين تنظيم "داعش" الارهابي، وقوات الأسد جنوبي العاصمة دمشق، في إطار اتفاق غامض جرى قبل أيام، وقالت مصادر مطلعة من جنوب دمشق، إن صفقة عقدت بين الطرفين، السبت الماضي، ضمنت تسليم عشرات الجثث من قوات الأسد، جميعهم قتلوا خلال معارك حي القدم، مقابل إطلاق النظام سراح معتقلات في سجونه.
وتحدثت صفحات موالية للنظام، مؤخرًا، عن تبادل العشرات من الجثث كانت بحوزة التنظيم، مقابل معتقلات خرجن من السجون، وقدرت عدد الجثث التي بادلها التنظيم، بحوالي 85 حتى اليوم، مؤكدةً أن العملية ستجري على مراحل، برعاية “الهلال الأحمر السوري”، مشيرةً إلى إن مجمل أعداد الجثث لدى التنظيم تتجاوز 100، إلا أن أخرى تحدثت عن قرابة 30 جثة و12 أسيرًا من قوات الأسد لدى التنظيم، لافتة إلى أن التنظيم جمع الجثث على دوار الحجر الأسود.

كيف يستخدم «داعش»
وكان تنظيم “داعش” أعلن قبل أيام سيطرته على مساحات واسعة من حي القدم، جنوبي دمشق، مقدرًا نسبة سيطرته بحوالي 90% من الحي، ووفق ما تم رصده في العدد “124” من صحيفة “النبأ” الأسبوعية، الخميس الماضي، قتل 175 من قوات الأسد بينهم ضباط، خلال العملية العسكرية المستمرة منذ أكثر من أسبوع، وقدر التنظيم خسائر القوات بخمس دبابات وعربة “BMP” وراجمة صواريخ، إضافة إلى رشاشين ثقيلين والاستحواذ على أسلحة وذخائر متنوعة.
كما يتمركز في حي الحجر الأسود (معقله الرئيسي)، ومنطقة العسالي وأجزاء من حي الماذنية في حي القدم، إضافة إلى سيطرته على قسم من حي التضامن الدمشقي،  كما وثقت صفحات موالية للنظام السوري مقتل 12 عنصرًا من مخابرات الفرع 215 خلال المعارك الدائرة في الحي ضد تنظيم داعش، إلى جانب العشرات من الجنود، خلال الأيام الماضية، وتحدثت عن انتشال جثث بعض العناصر من محور بور سعيد في الحي، دون تحديد العدد.
وجرت خلال السنوات الماضية مفاوضات بين الطرفين على أكثر من صعيد، وتم بعضها عن طريق وسيط، هو رجل الأعمال المقرب من رأس النظام وعضو مجلس الشعب "حسام القاطرجي"، الذي استطاع خلال ذلك التعاون تغذية مناطق النظام بقمح مناطق التنظيم، وأشارت تقارير إلى أن مزارعين ومسؤولين إداريين، تحدثوا عن كيفية سير العملية في الرقة، وعمليات التهريب التي قام بها القاطرجي وتجار تابعون له، وعمليات شراء القمح من مزارعين في مناطق تنظيم داعش، ونقلها إلى دمشق، والتي ساعدت على إطعام المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام.
ووفقاً للتقارير، فقد روى مزارعين ومسؤولين إداريين في الرقة كيف كانوا يبيعون القمح لتجار القاطرجي خلال سيطرة "داعش" وذلك في مقابلات جرت بمبنى المجلس المدني للرقة الذي تشكل لتولي إدارة الأمور بمجرد استعادة المدينة، حيث قال المسؤولون المحليون إن تجار قاطرجي كانوا يشترون القمح من الرقة ودير الزور ويعطون "داعش" 20 في المئة. 

كيف يستخدم «داعش»
وفي شأن أخر، وكان والى مدينة الرقة فى شمال سوريا فى ٢٠١٤ المدعو بأبو لقمان هو الوسيط بين داعش ونظام الأسد، فيما يخص بيع النفط من حقل توينان، بعد سيطرة داعش على الحقل، ووقع داعش والنظام السورى عقدا ينص على قيام التنظيم بحماية الحقل وتأمين وصول المواد الخام إلى مصافى النظام، فيما يقوم الأخير بتأمين الصيانة والمهندسين لإدارتها، على أن تقسم الأرباح إلى قسمين: ٦٠٪ للنظام و٤٠٪ لتنظيم داعش، وهو ما يؤكد التعاون الوثيق بين الجانبين.
وكان التنسيق بين نظام الأسد وتنظيم داعش فيما يخص الحصول على الغاز أكبر بكثير من مسألة النفط، خاصة من معمل توينان جنوب مدينة الطبقة ومعمل كونيكو قرب دير الزور فى شرق سوريا، فكان النظام السورى يرسل خبراء من أجل صيانة آبار النفط التى تقع تحت سيطرة داعش، لضمان الحصول على النفط وإغداق الأموال فى الوقت ذاته على التنظيم الإرهابي.
رغم أن تنظيم داعش الإرهابي عرض عليه منذ نشأته العديد من الصفقات لتحرير الأسرى الذين وقعوا تحت قبضته سواء فى سوريا أو العراق، إلا أنه كان يرفض، واختلف الامر مع حزب الله وهو الذراع الإيراني فى لبنان، إذ وقعا صفقة مشبوهة تسمح بانتقال أكثر من ٢٥٠ من عناصر داعش، من الحدود اللبنانية السورية إلى مناطق التنظيم فى دير الزور شرقى سوريا، وتمت الصفقة فى منتصف ٢٠١٧.
وسمحت لعناصر التنظيم بركوب «أتوبيسات مكيفة»، والخروج إلى دير الزور، وشاهدها العالم أجمع فى فيديوهات بثت عبر مواقع «الإنترنت»، بالرغم من أن حزب الله كان من أشد المعارضين للتفاوض مع داعش، بحجة رفضه الخضوع لمنطق المقايضة والمبادلة، إلا أنه تورط فيما كان رافضا له، ووصلت القوافل إلى نقطة تبادل فى شرق سوريا، حيث انتقلت الحافلات إلى أراض خاضعة لسيطرة التنظيم بموجب الاتفاق مع حزب الله.
وكانت منظمة (دير الزور 24) قد كشفت في وقت سابق عن بيع تنظيم "داعش" خلال شهر مارس عشرات الأطنان من مخزون القمح في دير الزور للتاجرٍ حسام قاطرجي، توجه بها إلى مناطق سيطرة النظام، مشيرة إلى أن هذا التاجر هو همزة الوصل في التعامل التجاري بين "داعش" والنظام.

شارك