بعد السيطرة على عفرين.. داعش والظهور مجددًا في سوريا

الثلاثاء 27/مارس/2018 - 10:02 م
طباعة بعد السيطرة على عفرين..
 
نشر معهد "جيت ستون" الأمريكي، للسياسة الدولية، تقريرًا مطولًا بعنوان "داعش والظهور مجددًا في سوريا"، للكاتب السوري الكردي سيروان كاجوو، المقيم في واشنطن، يتناول فيه انعكاس الحرب التركية وسيطرتها على عفرين على الوضع السوري الداخلي، التقرير الذي ترجمه بوابة الحركات الإسلامية.
بعد يومين من سيطرة الجيش التركي والقوات الجهادية المتحالفة على مدينة عفرين الكردية في شمال غرب سوريا، شن إرهابيو تنظيم داعش هجومًا كبيرًا على قوات النظام السوري في محافظة دير الزور الشرقية، وأسفر الهجوم عن مقتل 25 جنديًا على الأقل،  واستيلاء التنظيم على حقل نفط كبير في نفس الوقت تقريبا، كما استطاع متشددو التنظيم من الاستيلاء على منطقة استراتيجية في العاصمة السورية دمشق، حيث قتلوا أكثر من 60 جنديًا حكوميًا.
ويشير التقدمان الأخيران إلى عودة التنظيم الإرهابي بعد أشهر من خروجه من مدينة الرقة السورية أكبر معاقله في أكتوبر الماضي 2017.
وكانت الولايات المتحدة قد حذرت - منذ أن شنت تركيا هجومها على عفرين ضد وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) - من عودة التنظيم الإرهابي مرة أخرى بسبب الاقتتال الدائر بين الحليفين مما يشتت انتباههم، ويعطي فرصة للتنظيم من إعادة ترتيب أوراقه مرة أخرى.
الأمر الذي أعرب عنه روب مانينغ، الناطق باسم الجيش الأمريكي، معلقًا على الهجوم التركي ضد الأكراد في عفرين قائلًا: "إننا نشعر بقلق بالغ إزاء تأثير القتال هناك على هزيمتنا لداعش، ونود أن نرى نهاية للعمليات العدائية قبل أن تتاح الفرصة لداعش لإعادة تنظيم صفوفهم في شرق سوريا"، في الوقت الذي كانت فيه وزارة الخارجية الأمريكية مقتنعة تمامًا بأن التنظيم كان يعيد بناء نفسه في بعض الأماكن في سوريا، إذ علقت هيذر نوايرت، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في بيان صدر مؤخرا: "إن القتال في غرب سوريا على مدى الشهرين الماضيين بما في ذلك في عفرين صرفت انتباه القوات المتقاتلة عن تنظيم داعش، مما أتاح الفرصة للأخير في إعادة بناء نفسه والعودة إلى بعض المناطق".
وكان الهجوم بقيادة تركيا على مدينة عفرين قد أجبر أكثر من ألفين من المقاتلين الأكراد والعرب - المنتشرين على الخطوط الأمامية لتنظيم داعش في شرق سوريا – على الانسحاب؛ للدفاع عن المنطقة. 
وقد أعرب المسؤولون الأمريكيون عن قلقهم من أن مثل هذه التغييرات في أولويات ساحة المعركة ستخفف الضغط عن تنظيم داعش، وبالتالي تسمح للمتطرفين بإعادة تنظيم صفوفهم، وإعادة تنظيم قدراتهم الهجومية على طول وادي نهر الفرات، على الجانب الآخر فمن المتوقع أن يتراجع المزيد من المقاتلين الأكراد عن المعركة ضد داعش، بعد تهديدات رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا بشن المزيد من الهجمات على مناطق أخرى يسيطر عليها الأكراد في سوريا بعد عفرين.
وكان تنظيم داعش قد فقد معظم الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا، بعد أكثر من ثلاث سنوات من الغارات الجوية وعمليات الحرب البرية التي تقودها الولايات المتحدة يوميا ضد التنظيم في سوريا، بما في ذلك رأس مالها الفعلي. في الرقة، ورغم هذه الهزائم الذي مني بها التنظيم إلا أنه لايزال يسيطر على 5% من الأراضي السورية، لا سيما في الشرق والأطراف بالقرب من دمشق. 
ويتمتع التنظيم الإرهابي بشعبية كبيرة بين السكان المحليين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، كما يحافظ التنظيم على وجوده بالقرب من الحدود الإسرائيلية، حيث يوجد جيش خالد بن الوليد أحد أفرع التنظيم المهمة.
وتشير التقديرات إلى أن هناك ما يقرب من 1500 من مقاتلي داعش المنتشرين في جميع أنحاء سوريا، بعضهم يتحرك بحرية في الأغلب، حيث انخفضت الحملة الجوية بقيادة الولايات المتحدة بشكل كبير، خاصة بعد تحرير الرقة، على عكس العراق، حيث تمكنت الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة ـ بغض النظر عن نقاط ضعفها ـ من الحفاظ على قبضتها على المناطق التي استعادتها من الإرهابيين.
ويستمر داعش في الاستفادة من الحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات في أجزاء كثيرة من سوريا، خاصة وأن تنظيم داعش يضم المئات من الخلايا النائمة والمجموعات المتمردة السنية، التي تتعهد بالولاء له في أي لحظة.
وينهي الكاتب المقال قائلًا: "قد ينحسر التنظيم في سوريا والعراق في الوقت الحالي، ولكنه في الوقت نفسه سيحاول خلال الفترة القادمة أن يعيد بناء نفسه في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينما سيستخدم سوريا - التي خربتها الحرب - كمركز قيادة له".

شارك