"فيلق الرحمن" في عفرين.. التغيير "الديمغرافي" الورقة الرابحة لتركيا وإيران بسوريا

الأربعاء 28/مارس/2018 - 01:41 م
طباعة فيلق الرحمن في عفرين..
 
تكشفت ملامح الصفقة بين نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورسيا وإيران، في سوريا حيث اشارت تقارير سورية ومصادر كردية لوجود صفقة بين تركيا وروسيا وإيران بنقل مقاتلي الجماعات المسلحة من الغوطة الشرقية إلي عفرين، في استمرار لسياسية التغير الديمغرافي في سوريا.
ويري مراقبون أن هناك مخاوف من إفراغ الاكراد من مناطقهم وقراهم الذين ينحدرون منها منذ آلاف السنين واحتلالها من قبل تركيا والموالين لهم من فصائل المعارضة الذين اتوا من مناطق مختلفة خارج عفرين.

اتفاق الغوطة-عفرين:

اتفاق الغوطة-عفرين:
وبدأت عمليات إجلاء الآلاف من مقاتلي فيلق الرحمن وعوائلهم ومدنيين في الخامس والعشرين من مارس 2018 من جنوب الغوطة الشرقية للتوجه إلى شمال غربي سوريا في محافظة إدلب. يأتي هذا بموجب اتفاق بين فيلق الرحمن والحكومة السورية بضمانة روسية يقضي بعدم تعرض المنسحبين من الغوطة للتفتيش من قبل القوات الحكومية.
ويتضمن الاتفاق الذي توصل إليه فيلق الرحمن مع ضابط روسي، خروج فيلق الرحمن وأحرار الشام مع عوائلهم بأسلحة خفيفة على أن تضمن روسيا عدم تعرضهم للتفتيش أو مصادرة أمتعتهم وأجهزتهم ووثائقهم وأموالهم من قبل قوات الحكومة السورية بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتشمل المناطق التي بدأت فيها عمليات الإجلاء عربين وزملكا وعين ترما و جوبر. وستقوم روسيا بنشر نقاط عسكرية داخل مدن وبلدات الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي بعد الانتهاء من عمليات الإجلاء.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم، أن «فيلق الرحمن» وهيئة تحرير الشام يعتزمان التوجه إلى مدينة عفرين التي سيطرت عليها تركيا مؤخرا، بعد خروجه من الغوطة الشرقية بسبب سيطرة الجيش السوري عليها.
وأوضح المرصد في بيان، أن الأمر جاء ضمن الاتفاق الذي جرى بين فيلق الرحمن وجنرال روسي، وينص في بنوده على البدء الفوري بنقل الحالات المرضية والجرحى إلى مشافي العاصمة دمشق أو المشافي الميدانية الروسية، عبر الهلال الأحمر.
وإلى جانب ذلك، نص الاتفاق على وجود ضمانة روسية لعدم ملاحقة عناصر فيلق الرحمن من قبل النظام، وتخييرهم بين العودة للغوطة أو الانتقال إلى الشمال السوري بعد انتهاء علاجهم.
وقال المرصد إن نقطة الانطلاق لخروج مسلحي فيلق الرحمن وعوائلهم ستكون من مدينة عربين، في حين ستكون نقطة الوصول قلعة المضيق، والمناطق التي سينسحب منها فيلق الرحمن هي كل من عربين وزملكا وعين ترما وجوبر.
وإلى جانب ذلك يشمل الاتفاق أيضا في أحد بنوده غير المعلنة، نقل المقاتلين في صفوف هيئة تحرير الشام وعوائلهم من الجزء الذي يسيطرون عليه في مخيم اليرموك بجنوب دمشق، إلى الشمال السوري مع الخارجين ضمن هذا الاتفاق الجاري في غوطة دمشق الشرقية.

فيلق الرحمن في عفرين:

فيلق الرحمن في عفرين:
من جانبه كشفت ميليشيا «فيلق الرحمن» أنها تتواصل مع تركيا وميليشيا «الجيش الحر»، لتوطين مسلحي غوطة دمشق الشرقية وعائلاتهم الذين تم ترحيلهم إلى إدلب، في منطقة عفرين التي احتلها النظام التركي.
وأكد المتحدث باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان في تصريحات صحفية له، نقلته وكالات معارضة، أنهم يتواصلون مع النظام التركي وميليشيا «الجيش الحر» المتحالفة معه في العدوان على مدينة عفرين، وما تسمى «الحكومة المؤقتة» التابعة للائتلاف المعارض، لتوطين الرافضين للتسوية من مسلحي الغوطة الشرقية وعائلاتهم وتوجهوا إلى محافظة إدلب، في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.
وقال علوان: إنهم «يحاولون لكون المنطقة سيطرت عليها (ميليشيا) «الحر» حديثاً وهي بعيدة عن التجاذبات الفصائلية والازدحام الهائل الذي تشهده إدلب»، في إشارة إلى حرب التصفيات الدائرة بين تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي من طرف، وميليشيا «جبهة تحرير سورية» من طرف آخر.
وأعرب علوان عن أمله في الوصول إلى موافقة على طرحهم، في إشارة لعدم الحصول عليها بعد، لافتاً إلى عدم معرفة من سيسمح له بالدخول مسلحين أم مدنيين أم الاثنين معاً.

مخطط تركي:

مخطط تركي:
وقد كشفت قيادية كردية سورية عن مخطط قذر يتم تنفيذه من قبل نظام أردوغان لاستهداف التغير الديمغرافي في عفرين، وكذلك دعم القوات التركية بالجماعات الإرهابية التي خرجت من الغوطة الشرقية، وعلى رأسها ما يسمى بـ”فيلق الرحمن”.
وقالت فوزة يوسف، الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية للفدرالية الديمقراطية لشمال سوريا، إن تركيا بالاتفاق مع روسيا يعملان على تغيير ديمغرافي في منطقة عفرين، بنقل جماعات مسلحة من الغوطة إلي عفرين.
واضافت “حسب المعلومات تم البدء بنقل فيلق الرحمن من الغوطة الشرقية إلى عفرين، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن عفرين تتعرض لإبادة عرقية، لذلك على شعبنا أن ينتفض في كل مكان ضد حرب الإبادة هذه”.
واتهمت القيادية الكردية نظام أردوغان بارتكاب جرائم إبادة عرقية وتشريد قسري، وتغيير ديمغرافي في شمال سوريا.
وطالبت فوزة يوسف، منظمات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بالتحرك لوقف المخططات التركية وجرائم أردوغان التي يمارس ضد الشعب في عفرين، بسب وكالة ” أنباء هاوار” الكردية.

مقاتلي فيلق الرحمن:

مقاتلي فيلق الرحمن:
وتحت ضغط الهزائم التي تلقتها ميليشيات الغوطة الشرقية على يد الجيش العربي السوري، تم التوصل، الجمعة 23 مارس 2018، إلى اتفاق يقضي بخروج مسلحي «فيلق الرحمن» الرافضين للتسوية من القطاع الأوسط للغوطة الشرقية (مدينتي عربين وزملكا وبلدة عين ترما) وحي جوبر الدمشقي، كما ينص على إخراج الجرحى للعلاج من دون ملاحقة وتخييرهم بين العودة للغوطة أو التوجه إلى إدلب بعد تماثلهم للشفاء.
,فيلق الرحمن، تحالف عسكري يتبع الجيش السوري الحر، يتكون من عدة ألوية، "يؤمن بأهداف الثورة السورية ويعمل على تحقيقها" وعلى رأسها إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد "بكافة رموزه وأشكاله" وهو يعارض أي مشروع لتقسيم سوريا.
ويعرف فيلق الرحمن نفسه بأنه "كيان ثوري عسكري يهدف لإسقاط  الحكومة السورية برئاسة الرئيس السوري بشار الأسد"، ووفق الفيلق، يبلغ قوام أفراده "أكثر من عشرة آلاف مقاتل".
وتم الإعلان عن "تشكيل لواء البراء بداية أغسطس 2012 الذي كان نواة فيلق الرحمن بقيادة النقيب عبد الناصر شمير المنشق عن الجيش السوري وبعد ازدياد الأعداد والانضمامات أعلن عن تشكيل فيلق الرحمن نهاية عام 2013" وفق الموقع الإلكتروني للفيلق.
وفق فيلق الرحمن، ينضوي تحت رايته لواء البراء، لواء أبو موسى الأشعري، لواء شهداء الغوطة، تجمع جند العاصمة، كتائب أهل الشام، لواء هارون الرشيد، لواء القعقاع، لواء الحافظ الذهبي، لواء المهاجرين والأنصار، لواء عبد الله بن سلام، لواء أم القرى، لواء الصناديد، لواء أسود الله، لواء سيف الدين الدمشقي، الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، اللواء الأول في القابون وحي تشرين، كتيبة العاديات في الغوطة الغربية.
وتمتد جبهات فيلق الرحمن على أغلب محيط مدينة دمشق الشرقي وعلى تماس مباشر مع قلب دمشق في كل من جوبر وزملكا وعين ترما وعلى امتداد بلدات الغوطة الشرقية في كل من عربين ومديرة وكفر بطنا وجسرين وبالا وزبدين ودير العصافير وحتيتة الجرش ومرج السلطان، بالإضافة إلى القلمون الشرقي والغوطة الغربيةن ولكن بعد الاتفاق مع الجانب الروسي في 25 مارس قام "فيلق الرحمن" بتسليم هذه المناطق إلي  روسيا والحكومة السورية.
وفق موقع "فيلق الرحمن" الإلكتروني، قي تمويل عملياته علي دعم مجموعة أصدقاء سوريا المساندة للثورة، دون ان يذكر من هم اصدقاء الثورة السورية الذين يدعمون المليشيا المسلحة، ولكن بعد اتفاق الغوطة،  تشير التقارير إلي ان تركيا هي الدولة التي تقود وتنسق عمليات "فيلق الرحمن" في دمشق".
ويوم 16 أغسطس 2017، وقعت في جنيف روسيا وفيلق الرحمن على اتفاق يقضي بانضمام الأخير إلى اتفاق إقامة مناطق خفض التصعيد بسوريا الذي تم التوصل إليه في مايو الماضي في أستانا عاصمة كزاخستان.
وقالت الدفاع الروسية إن فيلق الرحمن، أحد أكبر فصائل المعارضة السورية المسلحة بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، وقع على الاتفاقية بحضور ممثلين عنه، وأضافت أن الاتفاق دخل حيز التنفيذ.

المشهد السوري:

المشهد السوري:
يري العديد من المراقبون ان  تركيا تسعي الي توطين عائلات ومقاتلي فيلق الرحمن في عفرين وحزام الحدود السورية التركية، من اجل كسر التركيبة الديمغرافية التاريخية لمناطق شمال سوريا، والتي يقطنها اغلبية كردية، لتغلب علي الخصم التاريخي للأتراك وهم الكرد، عبر تغيير التركية الديمغرافية لمناطق الحزام الحدود لتركيا مع سوريا، او ما يعرف بكردستان السورية، ويأتي توطين عائلات "فيلق الرحمن" وغيرها من الجماعات المسلحة لتضمن تركيا  السيطرة علة مناطق الحزام الحدودي مع سوريا مستقبلا.
واوضح المراقبون ان عمليات  التغيير الديمغرافي هي الأكثر وضوحا في سوريا، منذ اندلاع الحرب فقد جري العديد من عمليات التغير الديمغرافي سواء بينما يضمن للأطراف المتصارعة، مصالحها المستقبلية في سوريا وفقا  لما عملية سياسية توطين وتغير ديمغرافي للتركيبة السكانية للقري والمدن السورية.
الامر الأخر ان أردوغان ، بنقل مسلحي" فيلق الرحمن" وعائلاتهم، يضمن بشكل قوي التحكم والسيطرة في القرار السوري بمنطقة عفرين والحزام الحدودي كما جري في مناطق "درع الفرات"، وهو ما يشكل استكملا لسياسية تركيا في سوريا بالإتفاق مع روسيا وإيران، الثلاث دول هم  الذين يضمنون مناطق "خفض التوتر" وفقا لاتفاقية بين موسكو وانقرة وطهران في شهر مايو الماضي على اتفاقية تقضي بإنشاء "مناطق خفض التوتر" في سوريا من دون أن تحمل توقيع أي طرف سوري.
خلاصة يتوافق المشروع الأردوغاني الإيراني في سوريا، بأن التغيير الديمغرافي هو الحل الأفضل والامثل في بقاء نفوذ البلدين داخل سوريا التي تعاني من ويلات الحرب وتدفع ثمن الصراع .

شارك