إيطاليا وأليات مكثفة لمكافحة الارهاب

الخميس 29/مارس/2018 - 02:52 م
طباعة إيطاليا وأليات مكثفة
 
أوقفت الشرطة الإيطالية اليوم الخميس 29 مارس 2018، خمسة أشخاص في إطار عملية لمكافحة الإرهاب استهدفت مقربين من منفذ الاعتداء الذي وقع في برلين في 19 ديسمبر 2016 وأوقع 12 قتيلا و100 جريح.
وذكرت وكالة اجي الإيطالية أن بين الموقوفين الخمسة أحد المتواطئين مع منفذ هجوم برلين أنيس عامري، وهو تونسي من مدينة لاتينا جنوب روما، ويشتبه في أنه خطط لتزويد منفذ الاعتداء بوثائق مزورة لتمكينه من اللجوء في الخارج.
ويشتبه في قيام المعتقلين بـ"تدريب أو نشاط في إطار الإرهاب الدولي" و"تشكيل عصابة أشرار لتزوير وثائق وتشجيع الهجرة غير الشرعية"، حسب الوكالة.
وجرت العملية الأمنية في روما ولاتينا وكاسيرتا ونابولي وماتيرا وفيتيربي، فيما تأتي الاعتقالات غداة القبض على مغربي بتهمة نشر الدعاية الإلكترونية لداعش وقبله إمام مصري بتهمة تعليم أطفال التفسير المتشدد والعنيف للإسلام.
يذكر أن عامري وهو تونسي، عاش في الماضي في إيطاليا، وقتل في ضواحي ميلانو أثناء عملية تفتيش روتينية للشرطة بعد أربعة أيام من المطاردة عبر أوروبا في أعقاب اعتداء برلين.
وقد كانت السلطات الإيطالية ألقت القبض على رئيس جمعية إسلامية من أصول مصرية بتهمة "الترويج" للإرهاب بين الأطفال وتحريضهم على قتل "الكفار". الثلاثاء الماضي 29 مارس 2018، وقالت إدارة مكافحة الإرهاب الإيطالية، في بيان، إن الموقوف هو عبد الرحمن محيي الدين مصطفى، إيطالي الجنسية، من أصل مصري، 59 عاما ومتزوج من إيطالية 79 عاما، ويرأس جمعية "الدعوة" الثقافية الإسلامية في فوجا جنوب شرق البلاد.
وأضافت إدارة مكافحة الإرهاب أن المذكور يواجه تهم "ممارسة أنشطة متصلة بالإرهاب الدولي وتعليم مبادئ الحرب الدينية للأطفال"، حسب وسائل إعلام محلية.
وأوضح بيان الإدارة أن اعتقال الداعية تم بناء على قرار من النائب العام في مدينة باري، جوزييه فولبه، "نظرا للخطورة التي يشكلها على الأمن العام".
وجاء في البيان أن مصطفى قام بمتابعة أخبار تنظيم "داعش" عبر وسائل التواصل الاجتماعي و"أشاد أكثر من مرة في صفحته على موقع فيسبوك بزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي".
وأدخل مصطفى، حسب وسائل الإعلام الإيطالية، في عقول الأطفال أن السبيل الوحيد للانتقال إلى الجنة هو الموت في ساحة القتال.
وتحفظت قوات الأمن على مقر الجمعية، بينما سيحال عدد من الأطفال، والذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 10 أعوام إلى النيابة العامة لدى محكمة الأحداث للتحقيق معهم، وفق المصدر نفسه.
وتشهد إيطاليا تهديدا إرهابيا من منخفض إلى متوسط ، لكنها لم تشهد عمليات إرهابية على أراضيها على غرار ما شهدته عدة دول أوروبية أخري وتحديدا ألمانيا وفرنسا ، وتتميز بإجراءاتها الواسعة في مجال مكافحة الإرهاب ، لكنها تعتبر نقطة عبور مهمة للإرهابيين نحو أوروبا ، ضمن حشود المهاجرين غير الشرعيين ، حيث طردت إيطاليا أكثر من 133 مشتبها فيهم على خلفيات إرهابية خلال أعوام (2015 ، 2016)
ويرصد تقرير للعرب اللندنية أن السلطات الإيطالية نفذت 36 حالة إبعاد في عام 2017، لأسباب تتعلق بالأمن العام، فيما بلغ المجموع 168 منذ عام 2015، فعلى سبيل المثال طردت السلطات الإيطالية عددا من التونسيين من أراضيها خلال أعوام (2015 ، 2016)، وذلك نتيجة شبهات إرهابية أو تورطهم في التحريض على العنف والدعاية لتنظيم داعش على مواقع التواصل الاجتماعي، وتفيد بعض الإحصائيات غير الرسمية أن عدد التونسيين المبعدين من إيطاليا لأسباب أمنية بلغ حوالي 150 شخصا.
وعن أشكال الإجراءات الإيطالية لمكافحة الإرهاب فإنها تتمثل في:
 •اجراءات الاعتقال والترحيل ( الإجراءات الأمنية الداخلية).
 •إدخال تعديلات تشريعية على قانون مكافحة الإرهاب ، منذ فبراير 2015 ، تشمل تشديد العقوبات، ومنع السفر للخارج للقتال في منظمات إرهابية، وطرد الأجانب المتورطين في الإرهاب، وسحب جوازات سفر المشبوهين غير محددي الجنسية.
•محاربة التطرف والتشدد داخل السجون وعبر الإنترنت، حيث أصبحت السجون الإيطالية أرض خصبة للمتشددين لتجنيد أشخاص أضعف للقتال لحسابهم، وفق نقابة العاملين بالسجون الإيطالية، على أن غالبيتهم لم يظهروا ميولا للعنف قبل سجنهم.
•تدريب قوات عربية على مكافحة الإرهاب، حيث أشرفت إيطاليا، في نوفمبر 2016، على تدريب عناصر من الشرطة السعودية لمكافحة الإرهاب، في إطار تعاون مشترك ضمن حلف شمال الأطلسي (ناتو).
•التباحث مع الدول التي تمثل معبر للمهاجرين إلي إيطاليا، أو قاعدة إنطلاق للمتطرفين على غرار تونس التي تجمع الأمرين، بهدف إستعادة أبناءها مقابل دفع تعويضات.
وفي وقت سابق كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن وثيقة استخباراتية إيطالية تؤكد تسلل عناصر تنتمي لداعش إلى أوروبا عبر برنامج صحي تشرف عليه حكومة الوفاق الوطني الليبية لعلاج الجنود ، وتقول الصحيفة في تقرير لها نشرته ، في ابريل 2017،  تحت عنوان “مخاوف إيطالية من تسلل عناصر داعش إلى أوروبا متنكرين ضمن جرحى ليبيين”، إنها اطلعت على وثيقة استخباراتية إيطالية، تكشف عن وجود شبكة معقدة قام فيها أفراد من داعش وآخرون إرهابيون منذ عام 2015، بالتسلل إلى أوروبا بعد تظاهرهم بأنهم جرحى من الجنود الليبيين تقدموا للمستشفيات بجوازات سفر ووثائق مزورة.
لتقوم تلك المستشفيات والمراكز الطبية والتي تشرف عليها حكومة الوفاق الوطني بإرسالهم للخارج للعلاج، وتركز وثيقة الاستخبارات الإيطالية على مشروع صحي مدعوم من الغرب لتأهيل ورعاية الليبيين المصابين خلال الحرب، وتشرف عليه حكومة الوفاق الوطني.
وأشارت الاستخبارات الإيطالية إلى أن عددا غير معروف من مقاتلي داعش قد تسللوا بهذه الطريقة وقد ساعدهم بذلك مجموعة من مسؤولين فاسدين وشبكة إجرامية، فضلا عن أن داعش سيطر عام 2016 على مكتب جوازات في سرت وسرق ما يصل إلى 2000 وثيقة ، وتعد مصراتة في الواقع موقع تهريب هؤلاء الرجال من ليبيا إلى بلدان أخرى، كما أنها هي المكان الذي يحدث فيه الاتجار بجوازات سفر مزورة عندما تكون هناك حاجة إلى هوية مزيفة لتغطية الهوية الحقيقية لهؤلاء المقاتلين ، وتقول الغارديان إن الدول الرئيسة التي حددتها الوثيقة الاستخباراتية، هي تركيا ورومانيا وصربيا والبوسنة، مشيرة إلى أن المصابين من داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى، يُعتقد أنهم بقوا في فرنسا وألمانيا وسويسرا.

شارك