لماذا يرفض «جيش الإسلام» الخروج من دوما السورية؟

الخميس 29/مارس/2018 - 10:57 م
طباعة لماذا يرفض «جيش الإسلام»
 
لماذا يرفض «جيش الإسلام»
طلبت قيادة «جيش الإسلام»  في سوريا، ، أثناء مفاوضات جرت مع روسيا عبر جنرال روسي، على اتفاق مصالحة يتضمن إجلاء مسلحي التنظيم وعائلاتهم، أو مواجهة عملية عسكرية «ضخمة» يشنّها النظام السوري على المدينة،، السماح لمسلحيها بالانسحاب إلى منطقة القلمون عند الحدود السورية - اللبنانية، أو إلى محافظة درعا جنوب البلاد، مع احتمال تسوية أوضاع عشرات المسلحين للبقاء في دوما بعد عودة مؤسسات الحكومة إليها، وبحسب ذلك فإن مدينة دوما في الغوطة الشرقية  تترقب مصيرها، فيما تتواصل المفاوضات، وأفادت تقارير اعلامية، بأن الأطراف المتفاوضة في دوما تمكنت من التوصل إلى «صيغة أولية» للاتفاق المقبل، لكن من غير المرجح أن يلجأ الطرفان إلى السيناريو العسكري في خصوص المدينة، بسبب وجود آلاف المخطوفين المحتجزين من جنود الجيش السوري والمدنيين الموالين للحكومة، في معتقلات "جيش الإسلام"، وأكبرها سجن التوبة.
وفيما تظاهر المئات في دوما مؤخرًا، مطالبين بالاطلاع على نتائج المفاوضات، وبإفراج "جيش الإسلام" عن المعتقلين لديه، تواصل وسائل إعلام محسوبة على دمشق التلويح بقرب بدء الهجوم العسكري على المدينة المحاصرة. وقال مسؤول سوري لوكالة «رويترز» إن الوضع في دوما يمرّ بمرحلة مصيرية، مضيفاً أن اليومين المقبلين سيكونان "حاسمين"، وبحسب مصادر سورية، تقع المدنية تحت تهديد روسي بهجوم على المدينة لتدميرها كلها.
ووصف مسؤول فرنسي متابع للملف السوري وضع «جيش الإسلام»، بأنه «بالغ الصعوبة، أنه لو قرر الأخير مغادرة المنطقة، فسيرفض النظام السوري وروسيا توجه المسلحين إلى منطقة درعا الحدودية، علماً أن ليس بإمكان «جيش الإسلام» المغادرة إلى إدلب، باعتبارها وجهة الإجلاء المعهودة بالنسبة الى مقاتلي المعارضة، وذلك بسبب وجود «هيئة تحرير الشام» المناهضة له هناك. ورأى أن الجانب الروسي يفاوض لإخراج المجموعات المسلحة كافة من الغوطة، وليس فقط «جبهة النصرة» التي يقول الجانب الروسي إن عدد مسلحيها ١٥٠٠، فيما هم في الواقع حوالي 400 عنصر.
ومن المعروف – بحسب وجهة النظر الغربية -  أن مشروع روسيا الحقيقي هو إزالة اي مجموعة مقاومة في الغوطة بهدف إعادة سيطرة النظام بالكامل على المنطقة»، مضيفاً أن موسكو «لا تريد أي تدخل ديبلوماسي لوقف القتال والتوصل إلى حل». وهو ما تتناقش بشأنه باريس وموسكو دون أي نتيجة، حيث تعتمد روسيا منطق المواجهة والانغلاق على النفس من دون أي استعداد لاعتماد نهج بعيد عن الحل العسكري، وأن الجانبين الأمريكي والأوروبي يشعران بالحرج، لعدم تمكنهما من دفع الجانب الروسي إلى حل غير عسكري.
بينما ترى المعارضة السورية، إنه في حال عدم وقف «الكارثة» فإن «الغوطة ستفرغ كلياً» من وجود المعارضة، ولمخيف هو التهجير كونه ينطوي على عملية تغيير ديموغرافي ممنهج وصولاً إلى إدلب، وأن عمليات الإجلاء المتواصلة في الغوطة تُمثل شكلاً من أشكال التطهير للمعارضة السنية وليس فقط المعارضة السنية المسلّحة، وهدف النظام وإيران ليس إخراج الفصائل فحسب، بل أيضاً إحداث تغيير ديموغرافي وإنزال عقوبة جماعية بأهالي منطقة ثارت على النظام.
تم الإعلان عن تشكيل "جيش الإسلام" في عام 2013 عبر اتحاد أكثر من 45 فصيلاً من "الجيش الحر" الذي كان يُعد أكبر تشكيل عسكري معارض. ويتكون "الجيش الاسلام" من مجلس قيادة و مكاتب ادراية مسؤولة عن مختلف جوانب نشاط الجماعة. ويقد عدد مقاتليه ما بين 10 إلى 15 الف مقاتل حاليا.
وشارك جيش الاسلام في الكثير من العمليات العسكرية في مختلف المدن السورية، وخاصة في ريف دمشق حيث اتخذ من مدينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية منطلقا لعملياته العسكرية وتمكن من توسيع رقعة عملياته والسيطرة خلال فترة قصيرة على عدد كبير من المواقع الهامة للنظام من بينها كتيبة الدفاع الجوي في الغوطة الشرقية، والفوج 274 ورحبة إصلاح المركبات الثقيلة وكتيبة المستودعات وكتيبة البطاريات وكتيبة الإشارة والدفاع الجوي، وشارك قائده ومؤسسه، زهران علوش، في عمليات عسكرية كثيرة، وتعرض إلى محاولات اغتيال عدة، خصوصاً بعد محاربته تنظيم "الدولة الاسلامية" في الغوطة الشرقية، نجا منها جميعاً، ليلقى حتفه في غارات جوية روسية.
ومسقط رأس علوش هو مدينة دوما التابعة للغوطة الشرقية في ريف دمشق، وهو ابن الشيخ عبد الله علوش المقيم في السعودية منذ سنوات عديدة. وخرج من السجن بعد ثلاثة أشهر من انطلاقة "الثورة" السورية، بعد أن امضى عامين في سجن صيدنايا الذائع الصيت. وبدأ العمل على تأسيس قوة عسكرية أطلق عليها اسم "سرية الإسلام"، ثم توسعت لتصبح "لواء الإسلام" وبعد اندماج عدد من الكتائب والجماعات الاسلامية ذات الطابع الاسلامي السلفي تم تشكيل "جيش الاسلام"، لكن اغتيال علوش اواخر عام 2015 وهو عام التدخل الروسي في سوريا، أضعف جيش الاسلام بسبب افتقار القائد الجديد له لكاريزما علوش القيادية فضلا عن تجربته، كما أن التدخل الروسي وحملة القصف العنيف على معاقل جيش الاسلام في ظل الحصار الخانق المفروض على مناطق سيطرته ترك أثره على قدرات التنظيم وقوته.

شارك