ولى العهد السعودي يحذر من التمدد الإيرانى بالمنطقة العربية .. وترامب غائب

السبت 31/مارس/2018 - 12:13 م
طباعة ولى العهد السعودي
 
فى الوقت الذى حذر  ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمجلة "التايم" الأمريكية من ان الانسحاب الامريكى من سوريا سيدفع الى المزيد من التمدد الايرانى بها وان  الدور الذى يلعبه الجيش الأمريكي داخل سوريا لمنع إيران من مواصلة توسيع نفوذها مع الحلفاء الإقليميين وأن وجود القوات الأمريكية داخل سوريا يسمح لواشنطن بأن يكون لها كلمتها على وجوده في سوريا  نجد ان دونالد ترامب يقول  أمام تجمع من الناس بولاية أوهايو بأن القوات الأمريكية ستنسحب قريبا من سوريا.
وأشار إلى أن إيران ستقوم من خلال الميليشيات التي تعمل بالوكالة بالإضافة إلى الحلفاء الإقليميين بتأسيس طريق بري من بيروت عبر سوريا والعراق إلى طهران معتبراً إن ما يسمى "الهلال الشيعي" من شأنه أن يمنح إيران موطئ قدم أعظم في منطقة مضطربة من خلال سلسلة من الحلفاء.
وتشير المجلة إلى القاعدة الأمريكية الموجودة في دير الزور، شرق سوريا، على أنها في وسط الممر الشيعي الذي تحدث عنه (بن سلمان). حيث تقوم قوات العمليات الخاصة الأمريكية بالتنسيق مع مقاتلي الفصائل للقضاء على ما تبقى من مقاتلي "داعش" المتحصنين في سلسلة من البلدات الممتدة على طول نهر الفرات وفي الصحراء الممتدة بين طرفي الحدود العراقية -السورية.
وقال (بن سلمان) إن "خروج القوات من شرق سوريا، بمثابة فقدان لنقطة التفتيش هذه" مضيفاً "أن جود هذا الممر يمكن أن يولد الكثير من الأشياء في المنطقة" وبحسب المجلة، شكلت تعليقات (ترامب) هذه خروجاً عن المواقف التي أعلنها كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية والبنتاغون، والذين أعلنوا استمرار بقاء قوات الولايات المتحدة داخل سوريا للقضاء على المقاتلين المتبقيين من "داعش" ومنع تشكيل مجموعة جديدة. 
وذكر مسؤولون أمريكيون يوم الجمعة أن أحد أفراد القوات الأمريكية قتل في سوريا يوم الخميس بسبب عبوة ناسفة. ليرتفع عدد الجنود الأمريكان الذين قتلوا في المعارك ضد "داعش" في العراق وسوريا إلى 14 جندياً ضمن العملية العسكرية التي بدأت قبل أربعة أعوام تقريباً.
وبحسب "التايم" فإن تعيين (ترامب) مؤخراً لـ(جون بولتون)، والذي يعد ناقداً صريحاً للهيمنة الإقليمية لإيران، كمستشار للأمن القومي قد يعيد صياغة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه طهران ولكن الواقع على الارض فى سوريا يقول انه لا يمكن القضاء على النفوذ الإيراني في سوريا، لأنه لا يوجد فصيل أو وكيل إيراني محدد يمكن استهدافه وإنما شبكة واسعة من القادة والمقاتلين والموارد والأسلحة التي تمتد عبر المنطقة وصولاً إلى أفغانستان.
ومنذ تدخل النظام الإيراني في النزاع السوري عام 2012 عززت كثير من الميليشيات المدعومة من إيران قبضتها على الأرض ومن خلال الدعم الذي تلقاه النظام من هذه المليشيات فقد تمكن من تحويل ميزان القوى لصالحه على الأرض.
هذا الأمر لا يدعو للعجب، فقد أمضت إيران قرابة أربعة عقود في رعاية وتخصيص موارد باستمرار للجمعات المسلحة التي يمكن لها أن تعزز نفوذ النظام في المنطقة أو على الأقل تضعف من قوة منافسيها.
لقد عمل الحكام الإيرانيون منذ استلامهم السلطة عام 1979 على إنشاء جماعات مسلحة في العالم العربي في الثمانينات أسس النظام الإيراني حزب الله اللبناني، جنباً إلى جنب مع جماعات المتمردين الشيعة العراقية الذين قاتلوا نظام البعث وبعضهم اليوم يشكلون أقوى الميليشيات والعناصر السياسية الفاعلة في العراق.
في عالم اليوم تسفر استثمارات إيران السابقة عن مكاسب  ففي حين أن الكثيرين لم يكونوا مستعدين للنظام الإقليمي الناشئ، حيث تقوم الجماعات المسلحة بتوفير الأمن والسيطرة على البيئة المحلية بسبب النزاع وهشاشة الدولة، فإن إيران تتمتع بخبرة طويلة في تجربة واختبار وتعلم الحرب الوسيطة التي تجتاح العالم العربي حالياً.
لعب حزب الله البناني دوراً حاسماً في سوريا منذ استيلاءه على القصير عام 2013م  وفي ذلك العام تدفقت أيضاً الميلشيات العراقية إلى سوريا للقتال إلى جانب النظام، كثير من هذه المليشيات قاتلوا بشراسة وكانوا قد اكتسبوا خبرتهم من قتال الجيش الأمريكي والبريطاني في العراق.
أما الميلشيات الشيعية التي أنشأتها إيران ومولتها في العراق فقد مُنحت هويتها الخاصة وبالتالي القدرة على الحصول على موارد محلية وزيادة تدعيم صفوفها في العراق وقد أصبحت هذه الجماعات مندمجة في النظام السياسي العراقي، وبات لها الآن فروع راسخة بقوة في سوريا في المناطق التي تسيطر عليها.
وبدأت هذه الفروع في سوريا بدورها بحشد الدعم المحلي ودعم الشيعة في كل المناطق الذين يخشون أن تشكل الإطاحة بالأسد تهديداً وجودياً لهم ككل، وخوفاً من استغلال إيران لهم.
كما إن تأثير إيران في سوريا له بعد ثقافي وديني مما يزيد من تعقيد مهمة مكافحته لذلك وبدلاً من التركيز على هزيمة إيران في سوريا يجب على الولايات المتحدة التركيز على احتوائها.
إن مواجهة إيران على نحو فعال تتطلب مقاربة طويلة الأمد لمشكلة معقدة ومتطورة باستمرار. يجب على الولايات المتحدة أن تواجه المجهود والموارد التي استثمرتها إيران في سوريا الأمر الذي يعني إقامة موطئ قدم لها في سوريا.
إن إنشاء المنطقة الآمنة الذي تدرسه إدارة ترامب والذي دعا إليه حلفاؤها سيشكل جداراً صلباً ضد النفوذ الإيراني لم يعد الأمر مجرد ضرورة أخلاقية في هذه المنطقة بل ضرورة استراتيجية أيضاً.
من المرجح أن يكون مستقبل سوريا هو نموذجاً اتحادياً يتم بموجبه نقل السلطات إلى مناطق مختلفة  وبالتالي فإن استراتيجية إيران هي أن تستولي على نفوذ لها في هذه المناطق يسمح لها بالسيطرة على السلطات الحاكمة فيها.
من المتوقع أن تعمد إيران إلى دمج أذرعها ووكلائها والأراضي التي تسيطر عليها حالياً في النظام السياسي بعد انتهاء الصراع وإضفاء الطابع المؤسساتي عليها كما فعلت مع وكلائها في العراق.
إن تواجد الولايات المتحدة على الأرض في سوريا سيعطيها الأفضلية في ساحة الحرب وعلى طاولة المفاوضات وسيمكنها من منع إيران عن محاولة دمج أذرعها ووكلائها وإضفاء الطابع المؤسساتي عليهم ستكون المناطق الآمنة بمثابة عازل ضد النفوذ الإيراني وستضمن أن لا تتمكن إيران من تشكيل مستقبل سوريا.
بالرغم من امتلاك موسكو لنفوذ قوي في سوريا فإن يداها مقيدتان هناك من وجهة النظر الإيرانية سيكون من غير المنطقي سحب ميليشياتها التي توفر لها نفوذاً لا مثيل له، وهذه الميليشيات على أية حال تفوق بكثير القوات التي نشرتها روسيا عدداً وقوة على الأرض.
مما سبق  نستطيع التأكيد على انه فى الوقت الذى يحذر  ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمجلة "التايم" الأمريكية من ان الانسحاب الامريكى من سوريا  وانه سيدفع الى المزيد من التمدد الايرانى بها نجد الرئيس الامريكى دونالد ترامب غائب عن المشهد وكأنه لازال لم يستوعب خطورة الوجود الايرانى فى سوريا . 

شارك