التعاطف الفرنسي مع الأكراد يعرقل زحف الأتراك إلى منبج وسنجار

السبت 31/مارس/2018 - 01:21 م
طباعة التعاطف الفرنسي مع
 
بدا أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مُصراً على التصعيد في المنطقة وتأجيجها بالصراعات تحت مزاعم قتال الأكراد، حيث جدد تعهده باجتياح سنجار العراقية في أي وقت.
فيما يبدو أن القوات الكردية تبحث عن حليف عربي جديد بعدما خاب أملها في الأمريكان، حيث كشفت التقارير أن الاكراد في الوقت الحالي منفتحين على باريس، حيث عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وساطته بين القوى الكردية وأنقرة، كما تعهد بالوقوف مع قوات "قسد" ودعمها.
وعلى الرغم من الهدوء الذي كان يسود العلاقات التركية الفرنسية إلا أن عرض ماكرون تسبب في إطلاق التلاسن التركي ضد باريس، حيث هاجم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشدة نظيره الفرنسي، وأعلن رفضه أي جهود للوساطة مع الأكراد.
ويرفض إردوغان أي حوار بين أنقرة وقوات سورية الديمقراطية "قسد"، ذات الأغلبية الكردية، التي زار ممثلون عنها الإليزيه وتلقوا وعداً بالمساعدة في إرساء الاستقرار في مناطق سيطرتها.
التعاطف الفرنسي مع
وفي خطاب حاد ألقاه في أنقرة، قال إردوغان: "لسنا بحاجة لوساطة ومتى كانت تركيا تجلس إلى الطاولة مع منظمة إرهابية؟"، مشدداً على أن فرنسا تبنت "نهجاً خاطئاً، ونأمل أن يكون نتيجة سوء فهم".
وقال غاضباً: "الذين يقولون وعدنا وحدات حماية الشعب بدعمهم، يمكننا التوسط بين تركيا وقوات سورية الديمقراطية، يتخطون حدودهم". وتابع: "يمكنكم الجلوس إلى الطاولة مع منظمات إرهابية لكن تركيا ستواصل حربها ضد الإرهاب".
وهاجم إردوغان فرنسا. وقال إنها "لم تقدم بعد كشفها بماضيها القذر والدموي" و"بعد هذا الموقف لم يعد لديها حق أن تشكو بشأن منظمات إرهابية وإرهابيين وهجمات إرهابية".
وأكد الرئيس التركي أن نظيره الفرنسي أدلى "بتصريحات غريبة" في اتصال حول سورية الأسبوع الماضي، وقال: "اضطررت لأن ألفت نظره إلى ذلك، وإن كانت النبرة مرتفعة قليلاً".
وقبيل تصريحات إردوغان، كان الناطق باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين، قال: "نرفض أي جهد يهدف إلى تشجيع حوار أو اتصالات أو وساطة بين تركيا وهذه المجموعات الإرهابية"، مضيفاً: "بدلاً من اتخاذ إجراءات من شأنها أن تترجم على أنها توكل شرعية لمنظمات إرهابية، على الدول التي نعتبرها صديقة وحليفة أن تتخذ موقفاً حازماً ضد الإرهاب بكل أشكاله واختلاف أسمائه".
التعاطف الفرنسي مع
وتحاول فرنسا ان تلعب دورًا بارزًا في ازمات المنطقة منذ فترة، حيث تدخلت وحلت الأزمة اللبنانية مع مصر، وكذلك تحاول التدخل في الأزمة الليبية، والعراقية والسورية، وحاليًا تأخذ صف الأكراد.
واستقبل الرئيس الفرنسي أمس الأول الخميس، في قصر الإليزيه وفداً من "قسد" ضم "عدداً متساوياً من النساء والرجال العرب والأكراد السوريين"، وأشاد "بالتضحيات وبالدور الحاسم" لها في مكافحة داعش".
وخلال اللقاء، أكد ماكرون التزام فرنسا ضد حزب العمال الكردستاني وتمسكه بأمن تركيا، لكنه دعا أيضاً إلى حوار بين أنقرة وهذه القوات المدعومة أميركياً.
وعلى الأرض، تحدث إردوغان عن بدء القوات التركية التحضير لطرد المسلحين الأكراد من عين العرب "كوباني" وتل أبيض والحسكة حتى الحدود العراقية- السورية، واستعدادها لدخول سنجار في أي وقت، مشيراً إلى أن أنقرة ليست لديها نية لإيذاء عناصر الدول الحليفة في المنطقة لكنها لا تسمح للمسلحين الأكراد بالتجول هناك بحرية.
التعاطف الفرنسي مع
وبحسب المعطيات على الأرض، فإن دخول تركيا إلى منطقة منبج وسنجار، أمر معقد حيث تتواجد القوات الأمريكية، حيث تعتبر المنطقتان مصدر لاستجراج البترول ولن تسمح واشنطن بأي قلاقل في تلك المنطقة تعوق عملية التنقيب فيها.
في المقابل، أفادت مصادر في قصر الإليزيه بأن الحكومة الفرنسية تشاطر الولايات المتحدة موقفها الرافض لأي عمليات عسكرية تركية في منبج ولا تتوقع شن أي عمليات عسكرية في شمالي سورية خارج نطاق التحالف الدولي ضد "داعش".
الأمر الذي يعزز من فرضية عدم مجازفة إردوغان والدخول إلى منبج وكوباني "عين العرب" وسنجار، وأن تركيا ستكتفي يما حققته في عفرين من احتلال لها، وتمكين العناصر المتطرفة الموالية لها من التواجد فيها. 

شارك