محاولات دمج "المسلمين" تثير الجدل داخل الحكومة الألمانية

السبت 31/مارس/2018 - 11:03 م
طباعة محاولات دمج المسلمين
 
يتواصل الجدل فى المجتمع الألمانى بين محاولات احتواء اللاجئين والمهاجرين المسلمين، وبين دعوات التعامل الحذر معهم فى إطار سياسات الدمج التى تسعى الحكومة الألمانية القيام بها، فى ظل مطالبة البعض باستبعاد هؤلاء بدعوى اختلاف ثقافتهم مع المجتمع الألمانى، أو التعامل معهم باعتبارهم واقعا ملموسا لابد من قبوله، وإن كان ذلك دون التنازل عن القيم الألمانية.

محاولات دمج المسلمين
من جانبه قال فولفجانج شويبله، رئيس البرلمان الألماني أن الإسلام أصبح في الوقت الراهن جزءً من ألمانيا، وذلك في إطار النقاش حول دمج مئات آلاف المسلمين المهاجرين، والتأكيد على أنه "لا يمكننا أن نوقف مسار التاريخ، وعلى الجميع أن يتعامل مع حقيقة أن الإسلام أصبح جزءً من بلادنا"، واتفق شويبله مع ميركل ضد تصريحات وزير الداخلية زيهوفر مؤكدا على أن "الإسلام ليس جزءً من ألمانيا" 
واتسعت حدة الخلاف داخل تحالف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسيحي، حول دور الإسلام والتعامل مع المسلمين في ألمانيا، بعد أن اتسعت الهوة بين الساسة الألمان بعد تصريحات هورست زيهوفر، وزير الداخلية وزعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الذي صرح بأن الإسلام ليس جزءً من ألمانيا لكن المسلمين المقيمين بها "ينتمون إليها بشكل بديهي".
حثَّ شويبله المسلمين المقيمين في ألمانيا على أن يعلموا أنهم يقيمون في بلد لا يتسم بطابع التقاليد الإسلامية " وعلى بقية السكان أن يقبلوا وجود نسبة متزايدة من المسلمين في ألمانيا"، مشيراً إلى أن هناك حاجة إلى التماسك المجتمعي والقواعد المستندة إلى قيم الدستور، وقال إن المهم هو التعايش معاً بسلام واحترام الاختلافات.

محاولات دمج المسلمين
في حين قال الكسندر دوبرينت، زعيم الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، إن "الإسلام ليس جزءً من ألمانيا". وأضاف دوبرينت أن عبارة "الإسلام ينتمي إلى ألمانيا، هي عائق بالنسبة للاندماج لأنها ترسل إلى المهاجرين إشارة خاطئة"، ولفت إلى أن المهاجرين عليهم "أن تكون لديهم الرغبة في الاندماج في مجتمعنا ولا ينبغي أن تكون لديهم الرغبة في العيش إلى جوارنا أو ضدنا".
قال دوبرينت إن حزبه خاض النقاش في هذا الموضوع بنهج واضح وبشكل مباشر وبناء. وتابع أن حزبه "لن يغير موقفه في هذا الأمر لأن غالبية الشعب في النهاية ترى أن الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا"، وأن الحزب البافاري يعطي للأغلبية صوتا "يحفظ هويتنا الثقافية للمستقبل".
يذكر أن ألمانيا يقترب عدد سكانها الآن من 83 مليون نسمة، ويعيش فيها نحو 4.5 مليون مسلم، وينتظر زيادة ذلك العدد في ظل موجة الهجرة الجديدة.

محاولات دمج المسلمين
كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل صرحت أن الإسلام صار جزءاً من البلاد، والإشارة  "ليس هناك من شك في أن الطابع التاريخي المميز لبلدنا مسيحي ويهودي، لكن بنفس قدر صحة هذا الأمر، فإن من الصحيح أيضاً أن مع 4.5 مليون مسلم يعيشون لدينا، صار دينهم  الإسلام  الآن جزءاً من ألمانيا".
نوهت ميركل على أن كثيرين لديهم مشكلة "في تقبل هذه الفكرة وأن مهمة الحكومة الألمانية إدارة كافة النقاشات على نحو يؤدي في النهاية عبر قرارات محددة إلى جعل التضامن بين كافة الأفراد الذين يقيمون على نحو دائم في ألمانيا أكبر وليس أصغر، والإشارة إلى أن الغالبية الكبيرة من المسلمين في ألمانيا يرفضون التطرف والإرهاب الإسلاموي، و"الكثير منهم يمارسون عقيدتهم، الإسلام، بسلمية وعلى نحو ملتزم بالقانون والدستور".
وردت ميركل على وزير داخليتها هورست زيهوفر، واعتبرت ان هذه التصريحات غير مقبولة، إلا انها شددت على  وضع أسس جديدة للخطاب الموجود في المساجد في ألمانيا، مضيفة بقولها  "إن قيامنا على مدار عقود بالاعتماد على أئمة ضيوف من تركيا أمر لم يعد كافياً في القرن الحادي والعشرين"، وأنه يجب على الاتحاد والولايات الألمانية وبمساعدة مؤتمر الإسلام أيضاً تطوير هياكل تتلاءم مع المستقبل".

 كانت المستشارة  ميركل أكدت بقولها " القلق بشأن تماسك مجتمعنا أصبح كبيراً، ولهجة النقاش السياسي أصبحت أكثر فظاظة، وأزمة اللاجئين والتغلب عليها قسمت المجتمع بشدة، على الرغم من أن الأحوال الاقتصادية في ألمانيا تسير على نحو جيد للغاية لم تشهده البلاد منذ إعادة توحيدها، وكذلك تسير دولة القانون على نحو جيد أيضاً، كما أن المجتمع في حالة استقطاب قوية للغاية لدرجة أن جملة بسيطة مثل "سوف ننجز ذلك"، التي كانت قد كررتها ميركل من قبل في خريف عام 2015، أصبحت محوراً للنقاش. وأضافت المستشارة الألمانية أن "أغلب الناس الذين جاءوا إلينا ليسوا مسؤولين عن الفشل الذي سجله المجتمع الدولي، وقد استقبلناهم كأناس في وضع عسير".

شارك