"سرايا السلام" الصدرية تعود للواجهة بتأمين "طريق الموت" من "داعش"

الأحد 01/أبريل/2018 - 12:21 م
طباعة سرايا السلام الصدرية
 
عادت ميليشيا "سرايا السلام" التابعة لزعيم جماعة الصدريين، مقتدى الصدر، إلى الواجهة مجددًا بإعلان حمل السلاح لحماية ما يسمونه "طريق الموت" الرابط بين بغداد وكروك، ذلك على الرغم من إعلان زعيم الصدريين أنه أمر العناصر المسلحة التابعة له بإلقاء السلاح في إطار دعوته التي أطلقها مؤخرًا، بضرورة حصر السلاح في يد الدولة العراقية فقط.
"طريق الموت" الاستراتيجي يربط بين محافظتي بغداد وكركوك، مرورا بديالى وصلاح الدين، وعُرف باسم "طريق الموت"، حيث دأب تنظيم "داعش" الإرهابي على استهداف قوافل المارة على هذا الطريق، دون تفرقة بين العسكريين والمدنيين.
كان الصدر دشن ميليشيا "سرايا السلام" في أعقاب إعلان أبو بكر البغدادي تأسيس تنيظم "داعش" من مسجد النوري في الموصل منتصف 2014، حيث بدأ التنظيم يتبنى سياسة استهداف المزارات الشيعية، ما دفع المرجع الشيعي الأعلى علي الحسيني السيستاني إلى إصدار فتوى "جهاد الدفع" لحماية المقدسات والمزارات الشيعية من همجية التنظيم الإرهابي.
سرايا السلام الصدرية
تشكل على إثر فتوى السيستاني العديد من الميليشيات المسلحة الشيعية التي ارتكبت هي الآخرى انتهاكات طائفية في أماكن تجمع المواطنين السنة، على رأسها ميليشيا "الحشد الشعبي" – المدعومة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية - التي تحولت أخيرًا إلى قوات نظامية، يرتب أوضاعها قانوناً أصدره مجلس النواب العراقي، إلا أن القانون جعل مع "الحشد الشعبي" كيانًا عسكريًا يوازي الجيش ويفوقه في الصلاحيات، وذلك على غرار الحرس الثوري الإيراني. 
سجلت العديد من الجمعيات الحقوقية الدولية تلك الانتهاكات، وطالبت بتقديم المتورطين فيها إلى المحاكمة، إلا أن نفوذ "الحشد الشعبي" في العراق عرقل تلك المساعي تمامًا.
سرايا السلام الصدرية
تعاني العراق من انتشار الجماعات المسلحة التي تحمل السلاح، وفشلت جميع الدعوات التي طالبت تلك العناصر بوضع السلاح، بما فيها دعوة المرجع الأعلي علي السيستاني، ومبادرة زعيم الجماعة الصدرية، مقتدى الصدر. 
رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، حاكم الزاملي، المنتمي للتيار الصدري، أعلن بيانا صادرا عن "سرايا السلام" جاء فيه: "يعلم الجميع ما حصد الطريق الرابط بين بغداد وكركوك من أرواح للأبرياء من شعبنا الكريم، حتى صار طريق موت وغدر لما تحمل العصابات الإجرامية من خسة لا تميز بين المقاتل والأعزل"، في إشارة إلى تنظيم "داعش" الذي تبنى العديد من تلك الهجمات.
أضاف الزاملي أن "سرايا السلام ستنتشر في المنطقة الممتدة بين بلدتي داقوق وطوزخورماتو، وصولا إلى بلدة آمرلي، للمشاركة في تأمين الطريق الرابط بين بغداد وكركوك، وفق قناة الرشيد".
سرايا السلام الصدرية
أشار إلى أن العملية تأتي لإسناد القطعات من الشرطة الاتحادية والتدخل السريع والجيش العراقي، داعيا القوات الأمنية إلى متابعة خلايا التنظيم النائمة، وعدم السماح بانتشارها مرة أخرى.
يبدو أن الصدر يسعى إلى العودة مرة آخرى إلى المشهد بعدما تراجع نجمه خلال الفترة الأخيرة، فضلاً عن قرب عقد الانتخابات البرلمانية في العراق ويسعى الصدر إلى تقديم نفسه للناخبين عبر حماية الطريق المحوري الرابط بين بغداد وكركوك. 
يفرض إجراء ميليشيا "سرايا السلام" العديد من التحديات على الجماعة المسلحة، خاصة في ظل النشاط المطرد لتنظيم "داعش" عبر اللجوء إلى خلاياه النائمه التي عمدت على استهداف التكتلات سواء العسكرية أو الدينية الشيعية في المناطق الرخوة، على الرغم من إنهاء وجود التنظيم في معاقله الرئيسية (الموصل ونينوى والأنبار). 

شارك