مع تحرير درنة.. نهاية الإرهاب بات "وشيكا" في ليبيا

الأحد 01/أبريل/2018 - 04:35 م
طباعة مع تحرير درنة.. نهاية
 
مع توتر الوضع الحالي في ليبيا، ومحاولات تطهيرها من الجماعات الإرهابية، لا زالت بعض المدن يحيطها الإرهاب وعلي رأسهم مدينة درنة، الواقعة في الشرق الليبي، والتي كانت تلقب بعروس ليبيا نظرا لما تتمتع به من مناطق سياحية خلابة وشلالات المياه التي تزينها.
ودخلت درنة منذ سنوات في بؤرة الإرهاب وأصبحت ملجأ الإرهابيين الذين اتخذوها مركزا رئيسيا لهم لشن هجمات ضد الداخل الليبي ودول الجوار، وأصبحت الذراع القوي للجماعات الإرهابية، وبالأخص بعد تحرير بنغازي وسرت وعدة مناطق أخري من أيدي الجماعات الإرهابية.
وفي زيارة للقائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، لبلدة عين مارة قرب مدينة درنة التقى عددًا من أعيانها ووجهائها، أكد أن عملية تحرير مدينة درنة باتت وشيكة مثمنا الدور الكبير الذي لعبته عين مارة في مكافحة الإرهاب وجماعاته وميلشياته المسلحة بحسب وكالة الأنباء الليبية.
وقال حفتر في كلمة وجهها للحضور إن القيادة العامة منحت أكثر من فرصة للجماعات المتطرفة لدرنة لكي تسلم سلاحها وتحقن دماءها دون جدوى.
من جانبهم، عبر أهالي عين مارة في كلمة لهم عن دعمهم الكامل للقيادة العامة في حربها ضد الإرهاب مطالبين بقيادتها للمرحلة، نظرا للوضع الحرج التي تمر به البلاد.
كانت مصادر ليبية، قالت إن عملية تحرير درنة من الجماعات المتطرفة والإرهابية باتت وشيكة، وذلك بعد تقدم قوات الجيش الليبي في الشرق عبر العمليات التي تقوم بها منذ فبراير الماضي لتحرير المدينة.
ووفق تصريحاتـ له، قال مفتاح أبو خليل عميد بلدية الكفرة إن تحرير مدينة درنة هو نهاية مشروع الإرهاب وبداية مشروع الدولة، مضيفا أن الانتهاء من العملية يمثل نقطة هامة في تاريخ مواجهة الإرهاب في ليبيا، خاصة أنها تعد معقل الجماعات المتطرفة والإرهابية منذ سنوات طويلة،مشددًا على ضرورة الفصل بين سكان المدينة المدنيين، والجماعات المتطرفة التي تتصدر المشهد بأن جميع الأهالي يقفون خلفها، على الرغم من عدم صحة ذلك، حيث تضم المدينة مكونات مختلفة من قبائل عدة بعكس بعض المدن الليبية.
وأشار أبو خليل إلى أن درنة تعد من أعرق المدن الليبية، وتتمتع بتركيبة سكانية هامة، إلا أن الجماعات المتطرفة ساهمت في تصديرها على أنها مدينة إرهابية.   
في ذات الإطار قال محمد المبشر رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة، إن تحرير درنة من الجماعات المتطرفة يعد خطوة هامة على الطريق الصحيح، إلا أنه يجب الفصل بين الجماعات المتطرفة وبين سكان المدينة المدنيين.
ووفق تقارير إعلامية، ففي نوفمبر 2014، أعلنت مجموعة من الجماعات الموجودة في درنة مبايعتها لتنظيم داعش الإرهابي، عدا جماعة أنصار الشريعة وظل مجلس شورى مجاهدي درنة يحافظ على كيانه حتى اصطدم بعناصر من تنظيم داعش في عام 2015 بعد قتل بعض قياداته على يد عناصر التنظيم، ما اضطر عناصر داعش إلى الهروب إلى سرت بعد معركة استمرت لنحو 10 أشهر قضت إلى بقاء سيطرة مجلس شورى مجاهدي درنة الذي يحاصره الجيش الليبي حاليا لإخلاء المدينة من كافة التنظيمات المتطرفة هناك. 
ووقعت مدينة درنة تحت قبضة التنظيم الإرهابي "داعش" عام 2015 بشكل كامل، حيث تحولت عقب ذلك الى ساحة حرب بين التنظيمات الارهابية، انتهت بسيطرة مجلس "شورى مجاهدي درنة" المرتبط بتنظيم القاعدة،الذى جعل مركزا لشن هجماته ضد قوات الجيش الليبي واستهدافه من خلال عمليات ارهابية.
ويعتبر مجلس" شورى مجاهدي درنة" هو تحالف لعدد من الميليشيات التي تهدف إلى تطبيق الشريعة في ليبيا، ضمّ عند تأسيسه جماعة من أنصار الشريعة والتي صنفها مجلس الأمن على لائحة الإرهاب منذ عام 2014، إضافة إلى كتيبة "جيش الإسلام" وكتيبة "شهداء بوسليم".وقد تشكل على يد عضو الجماعة الليبية المقاتلة سالم دربى، فى 12 ديسمبر 2014،الذي انتمى سابقا إلى الجماعة الإسلامية المقاتلة، والتي تبنت إيديولوجية متطرفة، وقامت بعدد من العمليات الإرهابية في ليبيا، خلال التسعينات، بعد عودة عدد منهم من الحرب الأفغانية السوفيتية إلى ليبيا، وعرفوا باسم، "الأفغان الليبيين".
وفي فبراير2018 بدأت قوات الجيش الليبي في الشرق عملية تحرير درنة من الجماعات المتطرفة التي تسيطر على درنة منذ 2011،حيث تضم درنة عدد من الجماعات الإرهابية والمتطرفة، على رأسها مجلس شورى مجاهدي درنة، وكتائب شهداء أبو سليم وأنصار الشريعة وما يسمى بجيش الإسلام، حيث قصفت قوات الجيش المتمركزة في المدخل الغربي للمدينة أوكار الجماعات المتطرفة ما أجبرها على التراجع ونقلت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للحكومة المؤقتة،عن مصدر عسكري أن الأهداف والإصابات كانت دقيقة ومباشرة.
وتجددت الهجمات الأسبوع الماضي، بين قوات الجيش الوطني الليبي والعناصر المسلحة مخلّفة إصابات كبيرة في صفوف المسلحين، بعد هدوء حذر استمر حوالي48 ساعة.
ويعد تحرير مدينة درنة بداية النهاية للجماعات الإرهابية التي استغلت المدينة بؤرة إرهابية لأسلحتهم ومطامعهم وعملياتهم الدموية التي طالت البلاد منذ ظهور الإرهاب.

شارك