3 أبريل.. دعوة لقتل مسلمي بريطانيا في "يوم عقاب المسلمين"

الإثنين 02/أبريل/2018 - 03:05 م
طباعة 3 أبريل.. دعوة لقتل
 
تتواصل حلقات مسلسل" الإسلاموفوبيا" في اوربا والتي تصاعدت بشكل خطير عقب ظهور تنظيم"داعش" في العراق وسوريا وتنفيذه عشرا العمليات الإرهابية في القارة العدوةن واليوم انتشرت رسائل مجهولة الهوية تدعو البريطانيين للاعتداء على المسلمين، فيما أطلقت عليه "يوم عقاب المسلمين"، ما أثار خوف الجماعات الحقوقية المناهضة للعنصرية والعنف من احتمالية وقوع جرائم كراهية خطيرة داخل المجتمعات الإسلامية.
ويتداول مسلمو بريطانيا، هذه الأيام، أخبارًا تتعلق بدعوات مجموعات يمينية متطرفة لحملة كراهية ضد المسلمين المقيمين في بريطانيا. ويبدو أن الفزع بين المسلمين نتيجة هذه الدعوات بلغ حد عدم خروج الكثيرين خارج المنزل، خوفًا من تعرضهم للقتل على يد تلك المجموعات.
ويدور الحديث حاليًا عن حملة تُسمى “يوم عقاب المسلمين”، التي يقوم فيها أعضاء من جماعات يمينية متطرفة مجهولة، بتحريض البريطانيين على ارتكاب جرائم بحق المسلمين، بما فيها القتل والتعذيب وحرق المساجد.
وبحسب منظمة تيلماما -المتخصصة في شؤون الهجمات ضد المسلمين- فإن حملة مجهولة المصدر بدأت في 9 مارس، تدعو إلى قتل المسلمين وتعذيبهم والإضرار بهم بأي شكل كان. وقام منظمو الحملة بتوزيع رسائل تحريضية تهدد المسلمين، بعنوان “يوم عقاب المسلمين”. وتوقعت المنظمة أن تكون تلك الحملة جزءًا من حملة تحريضية أوسع من حملات الكراهية ضد المسلمين.
وكانت المنظمة ذاتها قد رصدت، العام الماضي يوليو 2017، حملة تدعى “قاتل المسلمين”، تستهدف المساجد في بعض مناطق لندن، وداخل الولايات المتحدة الأمريكية، قامت بتوزيع ظروف للمسلمين مع مساحيق “بيضاء غير سامة”.
وتبدو مغلفات الرسائل التحريضية من الخارج كرسائل عادية، لكن ما تبين لاحقًا أن الأختام الموجودة عليها مستخدمة من قبل، الأمر الذي اعتبرته المنظمة تضليلًا للقارئ حول مصدر الرسالة. لكن المنظمة عثرت على الأحرف الأولى من اسم المنظمة “قاتل المسلمين”، على الغلاف، الأمر الذي اعتبرته دليلًا على الرابط بين حملة “قاتل المسلمين” وحملة يوم عقاب المسلمين.
الرسائل الجديدة، التي بدأ توزيعها في مارس الماضي تحمل دعوات للعنف ضد المسلمين، في الثالث من أبريل من هذا العام.
وتبتدئ الرسالة بالقول: “لقد آذوك، لقد جعلوا أحباءك يعانون، لقد تسببوا لك بالآلام، فماذا ستفعل؟ هل ستكون “خروفًا” كالأغلبية العظمى من الناس؟ الخراف تسير وراء الأوامر وتطيعها بشكل أعمى… لا يريد المسلمون لنا سوى الأذى وتحويل ديمقراطياتنا إلى دول تحكمها الشريعة الإسلامية وإلى دول بوليسية، لكن بإمكانك أن تمنع حدوث ذلك، ولديك القوة لتفعل ذلك، لا تكن خروفًا!”.
وتقدم الرسالة مجموعة من “النقاط التشجيعية” لكل عملية عنف يجري ارتكابها ضد المسلمين، بما في ذلك العنف اللفظي (10 نقاط)، وخلع حجاب امرأة (25 نقطة)، ورمي مسحوق الأسيد الحارق في وجه مسلم (50 نقطة)، وضرب مسلم (100 نقطة)، وتعذيب مسلم عبر الكهرباء أو غيره (250 نقطة)، وذبح مسلم باستخدام سلاح أو سكين أو دهسه (500 نقطة)، وحرق مسجد أو تفجيره (1000 نقطة)، وقصف مكة بالسلاح النووي (2500 نقطة).
وتختتم الرسالة بصورة سيف، في إشارة إلى الرغبة بقتل المسلمين.
مؤسسات اسلامية بريطانية:
من جانبها حذرت  28 مؤسسة إسلامية بريطانية  المسلمين من الخروج من المنزل، يوم الثالث من أبريل خوفًا من قيام بعض المتطرفين، بتنفيذ أعمال عدائية ضدهم، ضمن هذه الحملة. وأرسلت بعض المدارس تحذيرات إلى أولياء أمور الطلبة المسلمين، تطالبهم فيها باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن أبنائهم، حتى لو تطلب ذلك عدم السماح لهم بالخروج إلى المدارس في هذا اليوم.
فيما أعلنت الشرطة البريطانية أن وحدة مكافحة الإرهاب بشمال شرق المملكة المتحدة تحقق في تقارير عن "رسائل كراهية" وصلت عبر البريد الإلكتروني إلى أفراد في ويست يوركشاير.
وقالت عضوة البرلمان البريطاني عن حزب العمال ناز شاه، عبر صفحتها على "فيسبوك" إن "رسالة الكراهية المزعجة" عنوانها "يوم عقاب المسلمين"، مؤكدة أن محتوى الرسالة يثير بشدة قلق مستلميها والمجتمع. ودعت منظمة "Tell MAMA" البريطانية، وهي مجموعة متخصصة في رصد حوادث الكراهية ضد المسلمين، في تغريدة عبر حسابها على تويتر، كل من تصله هذه الرسالة إلى سرعة الإبلاغ عنها.
 سوابق" الإسلاموفوبيا"
وليست تلك المرة الأولى التي تحدث فيها عمليات تحريض واسعة ضد المسلمين؛ إذ عادة ما تشهد دولًا أوروبية حملات مشابهة، خصوصًا من الجماعات اليمينية المتطرفة. وتظهر تلك الحملات على شكل حملات مماثلة، أو عبر مسؤولين حكوميين، أو حتى أعضاء في البرلمانات الأوروبية.
وتزايدت معدلات جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا بنسبة 40 % خلال العام الماضي، بحسب بيانات رسمية نشرتها وسائل إعلام محلية.
وبحسب الاحصاءات فجرى تسجيل 1678 جريمة من هذا النوع في لندن، حتى يناير 2018، مقابل 1205 جريمة في العام الذي سبقه.
وكان صديق خان، عمدة لندن أشار إلى أن الجرائم التي تستهدف المسلمين في لندن ازدادت بشكل كبير عقب هجومي "مانشستر"، في مايو 2017، الذي راح ضحيته 22 شخصًا وتبناه تنظيم داعش، وهجوم لندن، في يوليو 2017، الذي راح ضحيته 7 قتلى وسقط 50 مُصابًا، وتمكنت الشرطة من قتل منفذي الهجوم الثلاثة.
وكانت محكمة بريطانية قد حكمت بالسجن 20 عامًا، الأسبوع الماضي، على رجل حاول قتل امرأة مسلمة وطفلتها (12 عامًا)، للثأر من “العمليات الإرهابية التي ينفذها مسلمون في بريطانيا”.
وفي فبراير الماضي، حُكم على رجل أربعيني بالسجن مدى الحياة، بعد أن دهس مجموعة من المسلمين الخارجين من الصلاة في أحد مساجد لندن، متسببًا بقتل مسلم وإصابة 12 آخرين.
المسسلمون في بريطانيا:
ويشارك المسلمون في بريطانيا في الحياة السياسية بنشاط ولهم حضور ملموس على مختلف المستويات، بدءً من القاعدة حتى قمة هرم الحياة السياسية، فقد وصل 15 نائبا مسلما إلى مجلس العموم البريطاني في الانتخابات الأخيرة وبينهم نساء بزيادة نائبين عن الدورة السابقة.
وحسب إحصاءات رابطة مسلمي بريطانيا هناك 2.7 مليون مسلم في بريطانيا يمثلون نحو 4.8 بالمائة من السكان، أغلبهم من أصول آسيوية وخاصة من باكستان وبنغلاديش بينما لا يتجاوز عدد العرب في بريطانيا 178 ألف شخص.
ويوجد 1200 مسجد في شتى أنحاء بريطانيا، وأقدم مسجد تم تأسيسه يعود لعام 1860 في كارديف، عاصمة إقليم ويلز.
وقام المجلس الاسلامى البريطانى (MCB) باعداد دراسة جديدة حول اوضاع المسلمين فى في المملكة المتحدة ، اعتمادا على نتائج تعداد السكان لعام 2011 ، الدراسة قادتها “د. سندس على Sundas Ali “من جامعة أكسفورد ، وتوفر احدث إحصاءات مفصلة عن المسلمين ، والقضايا التي تؤثر عليهم، مثل التعليم والعمل والصحة.
تقول نتائج الدراسة ان اعداد المسلمين قد ازدادت بنسبة 75% خلال العقد الا خير ، ليصل عددهم الى 2.7 مليون مسلم بعد ان كان تعدادهم لا يتعدى 1.5 مليون مسلم فقط عام 2001 . . فى الوقت الذى تشير فيه الارقام الى ان ثلث المسلمين في إنجلترا وويلز تتراوح أعمارهم الان بين 15 و تحت هذا السن ، ونصف المسلمين تحت سن 25 عاما . كما انه قد تضاعف عدد الأطفال المسلمين في إنجلترا وويلز خلال العقد الماضى ، ليصبح هناك تلميذ واحد مسلم على الاقل بين كل 12 تلميذ بالمدارس البريطانية هناك ،
وعلى الرغم من أن أكثر من نصف جميع المسلمين في المملكة المتحدة قد ولدوا خارج البلاد،، فان 73 في المائة من أولئك الذين يمارسون الدين قالوا ان هويتهم الوطنية بريطانية ، وأن حوالي واحد مسلم بين كل 20 بريطانيا من السكان ، ويتركز ثلاثة أرباع السكان المسلمين في لندن، وست ميدلاندز، و نورث وست ، و يوركشاير وهامبر.. ولكن 46 في المائة من المسلمين يعيشون فى أعلى 10 بالمائة من المناطق الأكثر حرمانا و فقرا في البلاد.
الدراسة التى قام بها المجلس الاسلامى البريطانى ، توقعت أنه بحلول عام 2021، سيكون هناك ما يقرب من 300.000 مراهق مسلم في إنجلترا و ويلز.. و اشارت الى انه في بعض المدن يشكل التلاميذ المسلمين نسبة عالية جدا، تصل الى أكثر من 60 في المائة من الأطفال في المدارس ، كما فى منطقة “تاور هاملتس Tower Hamlets” التى يتم وصفها بانها كتلة اسلامية ، وفى مدينة ” برمنجهام ” يشكل الشبان المسلمين أكثر من 80 في المائة من طلاب المدارس، وفى العموم يشكل المسلمون نحو 34.5 في المائة من سكان لندن .

شارك