باستضافة حفتر والسراج.. روسيا تسعي لتوسيع نفوذها في ليبيا

الأربعاء 04/أبريل/2018 - 03:37 م
طباعة  باستضافة حفتر والسراج..
 
يبدو أن الأزمة الليبية ستشهد خلال المرحلة المقبلة تغيرا في ظل مساعي بعد الدول لجمع الاطراف المتنازعة علي طاولة واحدة، حيث تعتزم روسيا علي استضافة طرفي النزاع الليبي خلال أيام، وأعلنت روسيا استعدادها للمساهمة في عقد حوار بين أطراف الصراع في ليبيا وتنظيم لقاء بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، والقائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.
وباتت ليبيا تشكل ساحة للتنافس الدولي، لذلك تطمح روسيا إلى إيجاد موطئ قدم ثابت لها فيها يمكّنها من العودة للمشهد السياسي الدولي.
ووفق وكالة سبوتنيك الروسية، أعلن رئيس مجموعة الاتصال الروسية لتسوية الأزمة الليبية، ليف دينغوف، على هامش مؤتمر الأمن الدولي في موسكو، اليوم الأربعاء 4 أبريل2018، أن "موسكو مستعدة للمساهمة بعقد حوار بين أطراف الصراع في ليبيا وتنظيم لقاء بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، والقائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، لكن لا يوجد حتى الآن طلب رسمي من الجانب الليبي.
وقال دينغو: "تجرى مفاوضات بشكل دائم، نحن منفتحون دائما لتنظيم حوار تحت رعاية روسيا وعلى أراضي الاتحاد الروسي، ولكن حتى الآن لم يكن هناك طلب من الجانب الليبي".
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن خلال كلمته بالمؤتمر، أن تفكيك ليبيا أدى إلى تنامي الإرهاب في القارة الأفريقية. وقال: "للأسف، يترتب وضع معقد في هذه المنطقة. تفكيك ليبيا عمليا أدى إلى تزايد التهديد الإرهابي في الأجزاء الشمالية والوسطى من القارة، وتناميه يؤثر سلبيا على الأمن في الإقليم بشكل عام".
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، تشهد ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011، حالة من الفوضي التي جرت البلاد إلي انتشار الجماعات الإرهابية في كافة أنحاء البلاد، أدت إلي إحداث توترات داخلية غير مسبوقة لم تشهدها البلاد من قبل، حيث توغل التنظيم الإرهابي "داعش" في معظم المناطق الليبية ليتخذها وكرًا لاسلحته وعتاده، ما أدي إلي فرار معظم السكان من المناطق المسيطر عليها التنظيم.
فضلا عن ذلك، فإن البلاد انقسمت إلي حكومات وبرلمانات مختلفة، كل منهم يريد إحكام سلطته دون النظر لمصلحة البلاد، فقد انبثقت ثلاث حكومات إحداهما في طبرق يواليها الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، والأخرتان في طرابلس إحداهما حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج التي انبثقت عن اتفاق الصخيرات في نهاية 2015 وتواليها الأمم المتحدة والعديد من الدول العربية والأوروبية، وينازعها حكومة الانقاذ الوطني بقيادة خليفة الغويل، ويواليها جماعة الإخوان المسلمين.
ودارت الصراعات والخلافات بين المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج علي قيادة  المؤسسة العسكرية، كذلك كانت الخلافات في اتفاق الصخيرات حول إعادة النظر في الكثير من المسائل ومنها تركيبة المجلس الأعلى للدولة الذي أعلن عن تشكيله من قبل طيف سياسي بعينه في طرابلس (تشكل في فبراير عام 2016 وعقد أولى جلساته في أبريل 2016 بطرابلس برئاسة عبد الرحمن السويحلي)، ونص الاتفاق حينها على أن يتكون من كل أعضاء المؤتمر الوطني السابق صحيحي العضوية، بالإضافة لإعاة تشكيل المجلس الرئاسي لـ حكومة الوفاق الليبية من خلال تقليص عدد أعضائه.
ووافق مجلس الأمن الدولي في أكتوبر 2017 على خطة لحل الأزمة الليبية تتضمن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وإقرار الدستور الجديد، وتستند هذه الخطة إلى الاتفاق الذي وقعته أطراف ليبية في مدينة الصخيرات المغربية يوم 17 ديسمبر 2015، ولم يتم تحقيق الاستقرار في ليبيا خلال العامين الماضيين.
ووفق تقارير إعلامية، فإن عودة روسيا إلى واجهة المشهد الليبي مجدداً، هذه المرة من جانب أخر حيث أن فشل اللواء خليفة حفتر في تحقيق مشروعه العسكري على كامل الأراضي الليبية، مع تزايد النفوذ الأميركي والغربي بصفة عامة في هذه البلاد، أجبرا موسكو على الانخراط في مسارات دعم التوافق السياسي.
وفي سبتمبر الماضي، أعدت موسكو لقاء جمع بين حفتر ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج.
وقد جرى حديث متزايد عن نية إقامة روسيا قاعدة عسكرية شرق البلاد بالتعاون مع حفتر، وهو اتفاق سابق بين القذافي والجانب الروسي منذ عام 2008 ورغم نفي مسؤولين روس هذه المساعي إلا أن واقع الحال قد يشير إلى رغبتها في تواجد عسكري في المنطقة.
ويبدو أن السياسة الروسية، لم تكن تمنح "حفتر" ثقتها الكاملة، فهي تخشى من وضع كل ثقلها إلى جانب حفتر الذي لا يزال يعاني من عدم قدرته على الحسم العسكري مقابل خصوم عسكريين أقوياء في غرب البلاد، وخصومات أخرى اكتسبها مع مرور الوقت في دول جوار ليبيا.
وتشير كافة الأحداث في المنطقة العربية بعد عام 2011 ، أن موسكو لا تنوي الوقوف موقف المتفرج في الحالة الليبية، خصوصا أن روسيا أعلنت سابقا أنها تدعم تكوين تحالف دولي محدود للحرب على التنظيمات الارهابية بالتحالف مع مصر، لأن المصالح الأمنية والاستراتيجية لروسيا مرتبطة بشكل كبير بتطور الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

شارك