بعد تجديد البيعة للبغدادي.. هل يعود داعش إلى العراق من جديد؟

الخميس 05/أبريل/2018 - 12:33 م
طباعة بعد تجديد البيعة
 
وسط تقارير عديدة تشير إلي عودة تنظيم"داعش" إلي العراق، عقب اعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الانتصار علي التنظيم الإرهابين في نهاية 2017، عادت التنظيم  ليجدد البيعة لأبو بكر البغدادي، في مؤشر علي  بقائه في تنظيم العرراق وتهديده استقرار المنطقة.

تجديد البيعة:
وجدد مقاتلو تنظيم داعش البيعة لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، فيما يعتقد أنه أول تعهد علني بالولاء له منذ انهيار ما يسمى بـ “الخلافة” في سوريا والعراق العام الماضي.
ويواصل التنظيم تنفيذ تفجيرات وكمائن واغتيالات في البلدين، وكذلك في ليبيا.
ولا يعرف حتى هذه اللحظة مكان وجود البغدادي منذ انهيار مشروعه الذي أُطلق عليه “الخلافة” والتي أعلنها في 2014 مع سقوط الموصل والرقة معقلي التنظيم في العراق وسوريا على الترتيب، كما تضاربت الأنباء بشأن مقتله في غارات متعددة المصادر بين واشنطن وموسكو.
وقال مقاتلو داعش في بيان نشروه الأربعاء 4 أبريل الجاري، على مواقع تابعة للتنظيم في وسائل التواصل الاجتماعي: “إغاظة للكفار وإرهابًا لهم نجدد بيعتنا لأمير المؤمنين وخليفة المسلمين أبي بكر البغدادي”.

ارتفاع هجمات داعش:
هذا وقد زادت هجمات داعش على الحدود العراقية خلال الأسابيع الأخيرة، في مؤشر علي عودة التنظيم مع إعادة ترتيب أروقة  بعد خسارة التنظيم الموصل.
وكثف التنظيم المتطرف هجماته على مناطق متفرقة في 4 محافظات، حيث استهدف للمرة الأولى محافظة الأنبار بعد مرور اعلان الحكومة العراقية في ديسمبر  2017 استعادة جميع أراضيه من قبضة "داعش"، الذي سيطر عليها التنظيم في 2014، والتي قدرت بثلث مساحة البلاد.
وتصاعدت وتيرة الهجمات، التي تشنها في الغالب خلايا نائمة لـ"داعش"، في المناطق الواقعة على حدود محافظتي كركوك (شمال) وديالى، حيث يتخذ عدد كبير من خلايا التنظيم المنطقة الجبلية الوعرة في حمرين، ملاذا للاختباء من القوات الحكومية، ومن هناك يشنون هجمات في المنطقة المحيطة.

سلاح إيراني:
ويأتي تكثيف "داعش" هجماته في العراق، وسط حصول التنظيم الإرهابي علي سشحنة سلاح إيرانية، بعد استهدافه موقع عسكري للحرس الثوري الإيراني في بادية دير الزور الجنوبية، مستغلا العاصفة الغبارية التي تعرضت لها المنطقة، في نهاية مارس الماضى.
ورأ خبراء ان إيران متورطه في دعم "داعش" بالأسلحة، والتحركة  بتنسيق بين قادة التنظيم وقادة الحرس الثوري الإيراني.
وفي وقت سابق كشف دبلوماسي إيراني سابق عن دعم طهران لداعش وتزويد التنظيم الإرهابي بالأسلحة، بالرغم من تأكيدها على أنها تحاربه في العراق وسوريا.
وأكد "أبوالفضل إسلامي" الذي كان يعمل في السفارة الإيرانية في العاصمة اليابانية طوكيو قبل انشقاقه عن النظام تزامناً مع انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد رئيسا للجمهورية، أكد في مقابلة مع صحيفة "كيهان لندن" الناطقة بالفارسية أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" استفادت من وجود داعش إلى أقصى حد وتمكنت بذريعة هذا التنظيم من أن تبرر تدخلها في كل من سوريا والعراق وأن طهران هي التي توفر لداعش جزءا من الأسلحة التي يحتاج إليها، على حد تعبيره.
وشاهد "إسلامي" عندما كان يعمل في الخارجية الإيرانية كيف تدعم طهران ماليا وبشكل متزامن مجموعات وميليشيات مختلفة عقائديا في بعض الأحيان ومتصارعة حينا آخر، بغية استمرار الازمات أو افتعالها.

تقرير بريطاني:
وفي مارس الماضي، أشار تقرير بريطاني، إلى عودة «قاتلة» لتنظيم داعش في كل من العراق وسوريا، وأن الإعلان عن النصر من قبل الحكومة العراقية كان سابقا لأوانه وقبيل دحر التنظيم بشكل كامل.
ويقول  باتريك كوبيرن، محرر الشؤون العسكرية في "الإندبندنت"، في المقال الذي كتبه من الرقة بعنوان "من سوريا: داعش يعود سريعاً وبشكل قاتل بعدما تفرق أعداؤه وأصبحوا يحاربون بعضهم البعض"، إنه شاهد بعينيه عشرات القبور المخصصة لدفن مقاتلين كورد شمالي البلاد خلال معارك مع داعش، وذلك بعد أشهر من احتلال عاصمته وإعلان هزيمته، "وهو أمر ما كان ينبغي أن يحدث إن كان التنظيم قد انتهى فعلاً".
ويوضح كوبيرن أن قائد المجموعة التي اشتبكت مع داعش في دير الزور قال له إن مسلحي التنظيم "برزوا فجأة من المجهول وأطلقوا النار على أفراد مجموعته".
ويضرب المثل بما أكده له قائد كوردي بارز من أن أكثر من 170 من مقاتليه قد لقوا مصرعهم خلال معارك مع مقاتلي تنظيم داعش خلال الأسابيع الستة الماضية.
ويتطرق كوبيرن في ذات السياق، إلى أساب حدوث ذلك، مشيراً إلى "إرسال بغداد قواتها التي كانت تقاتل داعش للسيطرة على كركوك وغيرها من الأراضي المتنازع عليها مع الكورد في 16 أكتوبر الماضي".
وشهدت محافظة كركوك، وبالأخص منطقة الحويجة تصاعداً ملحوظاً في نشاط داعش وهجماته، على الرغم من إعلان النصر على التنظيم قبل أشهر من قبل حيدر العبادي.
وتنقل الصحيفة عن نجم الدين كريم، محافظ كركوك المنتخب، قوله، إن أجهزة الأمن العراقية لم تؤمن حقاً الحويجة، وهي منطقة ثقل لداعش، "لأنها كانت مشغولة جداً في مواجهة الكورد".
كما يسلط الكاتب، الضوء على الهجوم الذي تشنه تركيا على الوحدات الكوردية في عفرين، وما أسفر عن سحب الأخيرة لقسم كبير من قواتها من مواجهة جيوب داعش.
ويخلص الكاتب، للإشارة إلى أن داعش قد يعود في مقتل بأية لحظة، رغم أنه لم يظهر بعد بشكل جدي في الرقة، لكنه ينقل كلام قيادات في ‹قسد›، بأن عناصر داعش قد يكونون في أي مكان.

قرار أمريكي:
وتشير مصادر من الجيش الأمريكي إلى تواجد عدد كبير من مسلحي داعش، بدأوا يحتشدون ويتدربون عند الحدود العراقية السورية ويستعدون لشن هجمات.
وتقول مصادر مسؤولة في الجيش الأمريكي إن العملية التركية التي تستهدف عفرين قد أطلقت يد داعش وسهلت لها البدء بشن هجمات على الحدود العراقية.
وأعلن البيت الأبيض، الاربعاء 4 أبريل2018، أن انسحاب القوات الأميركية من سوريا رهن بالقضاء نهائيا على التنظيم الجهادي في سوريا، وكذلك أيضا بـ"نقل" المسؤوليات التي تتولاها القوات الأميركية حاليا إلى "القوات المحلية"، التي ستواصل الولايات المتحدة تدريبها، لضمان ان التنظيم الجهادي "لن يعود للظهور مجددا".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز للصحافيين "نريد التركيز على نقل (المسؤوليات) إلى القوات المحلية لضمان عدم عودة ظهور تنظيم داعش، وقد حققنا بعض التقدم".
وأضافت انه "كما قال الرئيس منذ البداية فهو لن يضع جدولا زمنيا عشوائيا. هو يقيّم الوضع من منظار الفوز بالمعركة وليس من منظار مجرد اطلاق رقم عشوائي، بل التأكد من اننا ننتصر، ونحن نفعل".
وشددت المتحدثة على ان "الهدف هو حتما هزيمة تنظيم داعش، وما إن يتحقق هذا الأمر بالكامل - وقد أحرزنا تقدما كبيرا على هذا الصعيد - وما إن تزول الحاجة إلى وجود قوات هناك ويصبح بإمكاننا نقل (المسؤوليات) إلى القوات المحلية" يمكن عندها سحب القوات الأميركية من سوريا.
وأتى هذا التوضيح بعيد إعلان البيت الابيض في بيان ان "المهمة العسكرية" للقضاء على تنظيم داعش في سوريا شارفت على الانتهاء، لكن دون أن يشير إلى أي جدول زمني محتمل لانسحاب القوات الأميركية من هذا البلد.
وقال البيت الأبيض في بيانه التوضيحي الذي زاد في الواقع المسألة غموضا ان "المهمة العسكرية الهادفة إلى القضاء على التنظيم المتطرف تقترب من نهايتها مع تدمير التنظيم بالكامل تقريباً".
وأضاف أن واشنطن مصممة مع شركائها على "القضاء على الوجود الصغير لداعش في سوريا (...) الذي لم يتم القضاء عليه بعد"، وتابع "سنستمر في التشاور مع حلفائنا وأصدقائنا بشأن المستقبل".
وقدمت الرئاسة في بيانها هذا الأمر على انه "قرار" اتخذ الثلاثاء خلال اجتماع في البيت الأبيض بحضور ترامب.
مما سبق يتضح أن لـ"داعش"  فرص بقاء قد تكون بدعم من أطراف إقليمية ودولية لبقاء التنظيم لتحيقي اهدافها، او لعب قادة التظيم الإرهابي علي الصراعات والتناقضات بين القوي السياسية في العراق او اختلاف "المصالح" بين القوي الإقليمية والدولية وهو ما يعطي لتظيم أبو بكر البغدادي فرص الحياة والعودة من جديد والبقاء مستقبلا في العراق.

شارك