بعد مقتل 30 مسلحا بعملية «برخان».. هل تنجح فرنسا في تطهير دول الساحل من الجماعات الجهادية؟

الجمعة 06/أبريل/2018 - 10:33 ص
طباعة بعد مقتل 30 مسلحا
 
مع مساعي فرنسا للقضاء علي الإرهاب المنتشر في ليبيا إلي دول الساحل الإفريقي، وفي ظل عملية "برخان"، التي دشنتها القوات الفرنسية لمكافحة الجماعات الجهادية المسلحة، كشفت هيئة الأركان الفرنسية، أن قوات الجيش الفرنسية بالتعاون مع قوات الجيش المالي شنت عملية عسكرية مطلع الأسبوع الماضي بالقرب من الحدود مع النيجر، وقتلت 30 مسلحًا.
وتهدف عملية برخان العسكرية التي تقودها فرنسا مع خمس من دول الساحل الافريقي إلى قطع جذور المجموعات المسلحة الجهادية التي تنشط عبر الحدود في الصحراء التي تهدد أمن واستقرار بلدان أفريقية جديدة.
وفي أغسطس 2014 تشكلت عملية برخان خلفا لعملية "سيرفال" المالية، والتي ضمت 4 آلاف جندى فرنسى يتحركون فى 5 بلدان على شريط الساحل والصحراء لدعم الجيوش الوطنية لكل من موريتانيا ومالى وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد فى مواجهة المجموعات الإرهابية.
ووفق وكالة فرانس برس، أعلن الناطق باسم الهيئة الكولونيل باتريك ستيجر أن 30 مسلحا قتلوا في مالي في مواجهة بين 60 مسلحا والقوات الفرنسية والمالية في قطاع أكبار، موضحًا أن الاشتباك وقع في إطار "عملية للاستطلاع والسيطرة على قطاع في منطقة أكبار تشنها منذ 28 مارس، وحدة من مظليي القوات الخاصة في قوة برخان والقوات المسلحة المالية بالتنسيق مع القوات المسلحة النيجرية وبالتعاون مع مجموعة محلية للدفاع الذاتي.
وأضاف ستيجر أن القوات "واجهت في الأول من أبريل مجموعة إرهابية مسلحة تقدر بنحو 60 مسلحا على بعد نحو 90 كيلومترا جنوب ميناكا و3 كيلومترات عن الحدود النيجرية"، موضحا أن القطاع يشكل ملاذا لتنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى.
وأفاد المتحدث بأن قوات "برخان" استخدمت في العملية مروحيتين هجوميتين من نوع "جازيل" ومقاتلتي "ميراج 2000" إلا أنها لم تقم بأي ضربة جوية، مشيرًا إلي أن "الجانب المالي" تكبد "خسائر"، لكن لم يقتل أو يجرح أي جندي فرنسي من عملية "برخان".
وعلي الرغم من تفكك المجموعات المنتمية إلي القاعدة وطردها إلى حد كبير من شمال مالي منذ عام 2013، لا تزال مناطق بأكملها من البلاد خارج نطاق سيطرة القوات المالية والفرنسية وقوة الأمم المتحدة (مينوسما) ، التي تستهدفها بشكل منتظم هجمات رغم التوقيع في مايو ويونيو 2015 على اتفاق سلام من شأنه عزل الإرهابيين.
وفي العام الماضي أرسل الجيش الفرنسي قوات إلى غرب النيجر في منطقة حدودية مع مالي كانت مسرحاً لاعتداءات دموية ارتكبتها جماعات إرهابية في الأشهر الأخيرة.  
ووفق تقارير إعلامية، فإن القوات المسلحة النيجرية باتت هدفًا لعدة هجمات دموية  في الأشهر الأخيرة منسوبة إلى جماعات إرهابية مالية مرتبطة خصوصاً بحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا (فرع تنظيم القاعدة) التي استهدفتها عملية سرفال الفرنسية عام 2013 في مالي.
وفي شمال النيجر، يتمركز جنود فرنسيون في ماداما، على الحدود مع ليبيا، وفي ديفا بأقصى جنوب شرق البلاد حيث تشن جماعة بوكو حرام الإرهابية هجمات على نحو منتظم.
وتعتبر العمليات الإرهابية في النيجر قليلة مقارنة بما شهدته جارتها مالي، والتي قادت فيها فرنسا أيضاً تدخلاً عسكرياً. 
وكانت كشفت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلى، في فبراير الماضي 2018 عن تصفية 450 متشددًا منذ اطلاق عملية "برخان" الفرنسية لمكافحة الإرهاب فى دول الساحل الأفريقى الخمس، وذلك بعد يومين من مقتل جنديين فرنسيين فى مالى.
ووفق صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، أوضحت بارلى أنه منذ أغسطس 2014 تمكن العسكريون الفرنسيون من القضاء على 450 إرهابيًا، وأنه فى الأشهر الـ12 الأخيرة تم قتل 120 منهم وتسليم 150 آخرين أحياء للسلطات المالية، موضحة أنه منذ اطلاق العملية لقى 12 عسكريًا فرنسيًا مصرعهم، فيما قتل 10 آخرون ضمن عملية "سيرفال" فى مالى خلال الفترة من 2013 إلى 2014.
وتشهد منطقة الساحل في غرب أفريقيا تصاعداً في العنف من جانب جماعات متشددة بعضها يرتبط بتنظيمي القاعدة وداعش.
وفي مارس الماضي، أطلقت فرنسا ومالي حملة عسكرية واسعة ضد جماعات إرهابية في شمال مالي، خاصة ضد التنظيم المسمى "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" الذي ينتمي إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، حيث أعلنت الأخيرة مسؤوليتها عن هجوم على السفارة الفرنسية ومقر الجيش في واغادودو عاصمة بوركينا فاسو، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.
وتمت الحملة العسكرية "بالتنسيق مع الجزائر، واتفقت الدول الثلاث على تنفيذ سلسلة من العمليات المتزامنة ضد هذه العناصر الإرهابية".
و"جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" تعتبر من أخطر وأكبر الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي والصحراء، وتشكلت شهر مارس 2017، وجعلت من شمال مالي منطقة عسكرية "جهادية" كما تسمها، ويقودها الإرهابي "إياد أغ غالي"، وتتكون من أربع تنظيمات إرهابية تنشط في المنطقة، وهي "القاعدة في بلاد المغرب"، "أنصار الدين"، "جبهة تحرير ماسينا"، "المرابطون، كذلك أعلنت مبايعتها لخليفة أسامة بن لادن على رأس تنظيم القاعدة "أيمن الظواهري"، وأمير تنظيم القاعدة في المغرب "أبومصعب عبد الودود"، وحتى أمير تنظيم طالبان "وهبة الله أخوند زاده.
ومنذ مطلع عام 2015، زادت رقعة الهجمات إلى وسط مالي وجنوبها لتتخطى الحدود إلى الدول المجاورة وبخاصة إلى بوركينا فاسو والنيجر.
ويتوقع مراقبون أن تستمر عملية برخان لفترة طويلة خصوصا وأن عليها تدريب قوات قادرة على القتال في بعض دول المنطقة.
ويقدر عدد الإرهابيين الموجودين من ليبيا إلي دول الساحل الإفريقي بنحو 14600 إرهابي والعدد مرشح للارتفاع، حيث يستدعي الوضع تنسيقاً محكماً بين دول المنطقة التي تبقى المتضرر الأكبر من تلاقي هذا النشاط الإرهابي المتوغل في المنطقة بأكملها.
وعلي الرغم من مواصلة هجمات الجماعات الجهادية، إلا أن عملية برخان استطاعت تطويق منطقة نفوذ تلك الجماعات، وحدت من سرعة أدائها وحرية انتقالها داخل منطقة الساحل، حيث فقدت قدرة الحشد المتسارع وسرعة المناورة بسبب تضييق الخناق الذي تفرضه القوات الفرنسية على تحركاتها.

شارك