حادث دهس جديد فى ألمانيا.. ودحر داعش يساعد فى حصار السلفيين

السبت 07/أبريل/2018 - 08:11 م
طباعة حادث دهس جديد فى
 
رفعت السلطات الألمانية حالة الاستنفار القصوي على خلفية حادث الدهس الذى جرى  في مدينة مونستر شمال غرب البلاد، وما أسفر عنه من مقتل عدد من المواطنين وإصابة نحو 30 آخرين، بعضهم في حالة حرجة، وسط معلومات تشير إلى أن سائق الحافلة قام بالانتحار فور دهسها المواطنين في مقهى ليلي بإحدى شوارع المدينة
ونفت الشرطة تقارير صحفية تتحدث عن بحث عناصر الأمن عن مشتبه بهما آخرين في الحادث في المدينة، مشددة على أن الأمن انتهى، ونقلت صحيفة "رينيشيه بوست" عن مصادر أمنية تأكيدها أن ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم جراء الحادث، بينما تتحدث مجلة "فوكوس" عن نحو 50 مصابا.

حادث دهس جديد فى
وطالبت الشرطة الألمانية المواطنين بالامتناع عن التجول في مركز المدينة، ويعمل عناصر الأمن في موقع الحادث على البحث عن متفجرات محتملة، والإشارة إلى أنه كان من المقرر أن تشهد المدينة اليوم مظاهرة كردية بمشاركة نحو 1500 شخص.
وفرضت الشرطة طوقا أمنيا حول موقع الحادث وطالبت المواطنين بالابتعاد عن المنطقة، وظهرت عدد من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي لآثار دمار في أحد المطاعم في البلدة القديمة بالمدينة.
 من جانبه أعرب المتحدث باسم نائب رئيس الحكومة الفدرالية عن تعازيه لأسر الضحايا، مؤكدا على ان السلطات تجري تحقيقا جادا فى الحادث مع افتراض أنه حادث ارهابي، وسيتم الاعلان عن النتائج فور الانتهاء من التحقيق.  
ويري متابعون ان هذا الحادث يعيد إلى الذاكرة الهجوم الذي وقع في ديسمبر من عام 2016 عندما هاجم قائد شاحنة سوقا لعيد الميلاد في العاصمة برلين مما أدى إلى مقتل 12 شخصا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه الباحث في العلوم الإسلامية ميشاييل كيفر أن الإسلام الراديكالي لن ينمو بقوة في ألمانيا بعد هزيمة تنظيم داعش، وإنه بالرغم من وجود حوالى 11 الف سلفي، إلا انه سيتم تقليل خطورتهم فى الفترة المقبلة.
شدد على أن هناك محاولة لهزيمة ومراقبة تواصل السلفيين والمتطرفين مو مواقع التواصل الاجتماعي عبر موقع "واتس آب" وقنوات مختلفة أخرى، كما يتم التفاعل من أجل تفعيل الاستراتيجية لدحر داعش.

حادث دهس جديد فى
وفى تقرير لشبكة DW   وردا على سؤال بخصوص المشهد السلفي في مدن كبرى مثل برلين وهامبورج إنما بشكل أسرع مقارنة مع غيرها من المناطق، أكد الخبير الألمانى أن هذا الأمر مرتبط بمنطق التحركات الاجتماعية، فمثلاً منطقة الرور بسكانها البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة، تعد من أكبر من المناطق الساخنة أكثر مما هو موجود في منطقة الغابة البافارية أو زاورلاند، والمهم هنا هو الاستمرار في التحرك والتواصل بشكل قوي للغاية،  ففي السابق كانوا فاعلين رئيسيين يغيرون أماكن الإقامة ويأخذون معهم شبكة اتصالهم أو يقيمون شبكة اتصال من جديد، ومن ثم  يمكن أن يتشكل مشهد جديد في غضون أسابيع قليلة في مدينة جديدة ويتسبب بسرعة في مشاكل، وهذا مختلف عما هو سائد بالنسبة لليمين المتطرف، لأن المشهد اليميني، حسب اعتقادي، له ارتباط أكبر بالمكان الذي ينشأ فيه.
نوه على أن الراديكالية تعكس حدثاً جماعياً، فهي لا تحصل في شكل انفرادي، دوما نجد شبانا متورطين، وجزء منهم يعرفون بعضهم البعض منذ مدة طويلة، أي أقارب، أو زملاء دراسة من المدرسة الابتدائية أو حتى أصدقاء من مرحلة الروضة، وأنه يمكن التعرف على ديناميكية جماعية. وهذا يعني أن هذه المجموعات تتكاتف وتنفصل عن الإطار الخارجي، كما يوجد داخل هذه المجموعات أيضا نوع من التنافس في المزايدة على من هو الشخص الأكثر راديكالية، وإذا حل هذا الوضع، فإنه من الصعب القيام بعملية الوقاية.
وردا على تقارير تشير إلى أن عدد السلفيين في ألمانيا تضاعف منذ عام 2013، أكد الخبير على ان هذا العدد لم يعد يكبر، وبالطبع ارتباط بأن ما يسمى تنظيم "داعش" في العراق وسوريا تكبد هزيمة نكراء، والدعاية كانت مركزةً على القول دوماً بأننا "نقاتل في إطار أم المعارك، المعركة النهائية". وهذا المشروع فشل.
أضاف بقوله : إذا ما انطلقنا من أن أنشطة تنظيم "داعش" في الفترة بين 2013 و 2014 كان لها مفعول التعبئة، فإنه بوسعنا الآن القول بأن الهزيمة الكبيرة لها مفعول مضاد للتعبئة، ومن هذا المنطلق أقول بأن التيار السلفي ربما لن ينمو بقوة في الشهور المقبلة .   

شارك