تدخلات إيران وتركيا وصواريخ الحوثي علي "طاولة" مباحثات القمة العربية في السعودية

الإثنين 09/أبريل/2018 - 12:14 م
طباعة تدخلات إيران وتركيا
 
مواصلة للاجتماعات والتحضيرات التي تعقدها الدول العربية، لبحث الملفات الشائكة في المنطقة وعلي رأسهم ملف الإرهاب، تنطلق في العاصمة السعودية الرياض، غد الثلاثاء، الأعمال التحضيرية للقمة العربية الـ29 المقرر انعقادها في مدينة الدمام الأحد المقبل.
ونقلت السعودية مقر انعقاد القمة من الرياض إلى مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية كإجراء احترازي لتهديدات الصواريخ الحوثية التي سبق واستهدفت العاصمة السعودية الرياض بأكثر من صاروخ باليستي.
واستهدفت ميلشيا الحوثي الموالية لإيران الشهور الماضية بالصواريخ الباليستية إيرانية الصنع، وسط تنديد عربي ودولي واسع.
 ويتصدر جدول أعمالها مناقشة محاولات مليشيا الحوثي الإرهابية توسيع دائرة الصراع، والتدخلات الإيرانية والتركية في الشؤون العربية.
ويحتل ملف التدخلات الإيرانية بالدول العربية أيضا مرتبة متقدمة في النقاشات، حيث تعهدت السياسة السعودية مرارا وتكرارا بأن لم يعد هناك مكان لإيران في العالم العربي إلا في حالة واحدة ،وهي التزامها بمبادي حسن الجوار وعدم التدخل بأي شكل بشؤون الدول العربية.
من جانبه، قال الوزير مفوض محمود عفيفي، المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية، في لقائه مع الوفد الإعلامي المرافق للأمانة العامة للجامعة إن القمة تأتي وسط تحديات كبيرة تواجهها الدول العربية وتهدد أمنها القومي.
وأضاف عفيفي أن ملف "الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع التي تطلقها مليشيا الحوثيين على الأراضي السعودية سيحظى باهتمام خاص خلال القمة العربية، باعتبارها تصعيدا خطيرا ومقلقا للغاية ليس بسبب استهدافه الصريح للمملكة العربية السعودية فقط، ولكنه ينطوي أيضا على توسيع دائرة الصراع خارج اليمن وهو ما بدى واضحا خلال الآونة الأخيرة".
وأوضح عفيفي أن القمة ستناقش أيضا عددا من الملفات المهمة تتصدرها القضية الفلسطينية والأزمات في سوريا وليبيا واليمن والتدخلات الإيرانية والتركية في شؤون الدول العربية، ومكافحة الإرهاب بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية أن قمة الدمام ستحظى بمشاركة واسعة من قبل القادة العرب، كما يشارك فيها عدد كبير من مسؤولي المنظمات والتجمعات الإقليمية والدولية في مقدمتهم أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موجريني، بالإضافة إلى مشاركة ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا، والذي سيقدم إحاطة لوزراء الخارجية العرب خلال الاجتماع التحضيري للقمة حول جهود المنظمة الدولية لحل الأزمة السورية.
وردا على سؤال حول مشاركة قطر، قال عفيفي إنه بالفعل تم توجيه الدعوة إليها لحضور قمة الدمام، معربًا عن أمله في أن تنجح القمة العربية بالدمام في إصدار القرارات وتبني المواقف التي من شأنها تمكين الدول العربية من التصدي بفاعلية للتحديات والتهديدات الراهنة، مؤكدا ثقته في أن انعقاد القمة في المملكة العربية السعودية، والتي تشكل ركنا أساسيا في منظومة العمل العربي المشترك، سيوفر زخما كبيرا وقويا للتعامل مع مختلف القضايا والأزمات بالمنطقة.
وردا على سؤال حول مقعد سوريا الشاغر في الجامعة العربية، قال عفيفي إنه لم يطرأ أي جديد في هذا الشأن.
مساعد وزير الخارجية الكويتى لشئون الوطن العربى السفير عزيز الديحانى، قال، إن القضية الفلسطينية، والملفات السورية، والليبية، واليمنية، ومكافحة الارهاب، ستكون من أولويات القمة العربية المقبلة، والتى تستضيفها السعودية يوم الأحد القادم، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية ستكون فى أولوية الاهتمام العربي، نظرا لما تمر به حاليا من مستجدات وأحداث، مشيرا إلى دور الكويت كعضو غير دائم فى مجلس الأمن حيال الاهتمام بهذه القضية، والذى يعكس الاهتمام العربى بها.
وفيما يخص القضية الفلسطينية، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن القمة العربية مهمة لمواجهة الهجمة الشرسة على القدس، مؤكدا أنه سيبلغ القمة رفضه لما يعرف "بصفقة القرن" الأميركية.
وأعرب عباس في مستهل اجتماع اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) برام الله- عن أمله أن يُطلق على القمة التي ستنعقد بالرياض قمة القدس، لمواجهة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المدينة عقب القرارات الأميركية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها، قائلا: "سمعنا أنهم قالوا (في إشارة إلى الأميركيين) إن قضيتي القدس واللاجئين خرجتا عن الطاولة، فماذا بقي على الطاولة؟
وشدد على أنه لن يقبل بأن يستمع لما سيأتي مهما كان، ما لم يتم الاعتراف برؤية الدولتين، وأن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
ووقعت حركتا فتح وحماس منتصف أكتوبر الماضي اتفاقا برعاية مصرية في القاهرة لتسليم إدارة قطاع غزة إلى حكومة الوفاق الفلسطينية حتى مطلع ديسمبر، إلا أن استمرار خلافات بين الحركتين دفع إلى تأجيل الموعد المذكور إلى أجل غير مسمى، في وقت ظلت فيه حكومة الوفاق تشتكي من أنها لم تتسلم كامل صلاحياتها في قطاع غزة حسب الاتفاق الموقع.
ويصل قادة الدول العربية المشاركة في القمة العربية بدءا من يوم 14 أبريل الحالي، وسيكون في استقبالهم أمير المنطقة الشرقية أو نائبه والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وكانت القمة العربية مقرر عقدها في مارس الماضي، إلا أنه تم تأجيلها نظرا لتعارض تاريخ انعقادها مع تاريخ الانتخابات الرئاسية في مصر.
وعقدت القمة العربية السابقة في 29 مارس 2017، بمنطقة البحر الميت في الأردن، بمشاركة جميع الدول باستثناء سوريا، التي علقت جامعة الدول العربية عضويتها منذ العام ٢٠١١.

شارك