سياسات "المقامات الشيعية" لبسط الهيمنة والنفوذ والإيرانى في سوريا

الثلاثاء 17/أبريل/2018 - 01:26 م
طباعة سياسات المقامات الشيعية
 
تقوم إيران بسياسات ممنهجة لبسط الهيمنة والنفوذ على سوريا وأخر هذه الأدوات ما تسمى "لجنة إعمار العتبات المقدسة" في إيران، التي يرأسها "حسن بلارك"، والذي كشف عن أنه سيتم إنشاء وتجديد مقامات شيعية بسوريا وسوف يتم تأمين كافة المواد لها من إيران.
ونقلت وكالة "فارس" عن بلارك  قوله إنه تم إعداد مشروع لتوسيع مجمع مرقد  السيدة زينب جنوب العاصمة السورية  دمشق ، والذي يتضمن توسيع مرقد السيدة رقية بنت الحسين في منطقة دمشق القديمة أيضا. وسيشمل المشروع تشييد مبنى لضيافة الزوار في مرقد السيدة زينب، وذلك بالتنسيق مع منظمة اليونسكو، نظرا لوجود أبنية تاريخية في المنطقة.
 ولعل اللافت في الأمر،  أن لجنة "إعمار العتبات" الإيرانية التي يرأسها حسن بلارك،  وهو قيادي في  فيلق القدس ، تنشط في سوريا والعراق بقوة من خلال صرف مبالغ هائلة ببناء فنادق ومراكز تجارية وتأسيس هيئات دينية وتوظيف رجال دين تابعين لها.
وتحاول إيران التسلل والتلاعب والتحكم بالرأي العام الشيعي في بعض المناطق من خلال إدارة المقامات الشيعية والتحكم بالمناسبات الدينية التي تصل ذروتها خلال شهري محرم وصفر، حيث يتوافد ملايين الشيعة من كل أنحاء العالم لاحياء الطقوس الدينية وزيارة المقامات وقبور الأئمة في النجف و كربلاء و بغداد و سامراء وإلى المقامات الشيعية في دمشق أيضا.
ومن خلال بعض هذه المناسبات يركز النظام الإيراني على ترويج أيديولوجية "ولاية الفقيه"، ومبدأ "تصدير الثورة" واستراتيجية "قيادة إيران للعالم الشيعي".
 المزارات الشيعية التي لم تكن موجودة قبل عام 1980 فى سوريا ازدهرت  بعد تحالف إيران ونظام الرئيس السورى السابق حافظ الأسد الذي أنشأ العديد منها في دمشق، وتم تحويل بعض الأماكن المقدسة لدى فئات أخرى إلى مزارات شيعية، كما هدم الكثير من القصور والمباني الأموية في دمشق حتى تدخلت اليونسكو في الأعوام الماضية للحفاظ على ما بقي منها وضمه إلى قائمة التراث العالمي.
ومن أهم المشاهد والمزارات الشيعية مرقد السيدة زينب، الذي يزوره الكثير من شيعة الخليج والعراق وإيران، وحوله الكثير من الحسينيات والحوزات العلمية، أما مقام السيدة رقية بنت الإمام الحسين، الذي يقع بالقرب من الجامع الأموي، فهو ثاني مزار بعد السيدة زينب أهمية، ومن المزارات الشيعية الأخرى، مقاما السيدتين سكينة وأم كلثوم ابنتا الإمام الحسين، بالإضافة إلى قبر حجر بن عدى الكندي، المعروف بحجر الخير، الذي يعتبر نبشه بداية حقيقية لحرب طائفية.
 وتعد سوريا من أكثر البلاد الإسلاميّة احتضانًا للمقامات والمشاهد المنسوبة لآل البيت النبوي عليهم السّلام؛ حيث أحصى المؤرّخون في أنحائها 49 مقامًا ومشهدًا أغلبها في دمشق ثم في حلب وباقي المدن والمناطق.
وتشير الدراسات إلى أنه يوجد في دمشق ومنطقتها 20 مشهدًا “قبرًا أو مزارًا”، بينما تحتضن حلب ومنطقتها 7 مشاهد، وفي اللاذقية ومنطقتها توجد أربعة، ومثلها في حماه ومنطقتها، وفي حمص ومنطقتها توجد 3 مشاهد، وفي مدن الجزيرة “ميافارقين، صفّين، بالس، الرقة، نصيبين” يوجد 11 مشهدًا.
ومن الملفت، ان الايرانيين يعملون على تذهيب القباب بكلفة عالية جدا، مع ترميم كل زاوية في المقام، وترميم السيراميك المتضرر من الأحداث، واعادة تأهيل الأبواب وتغيير الأحجار، وإعادة طلي الجدران، وترميم المآذن، وإعادة تأهيل نظام التهوئة والتمديدات والمولدات الكهربائية، وتجهيز الحرم الشريف بنظام لإطفاء الحريق مع اقامة مضيف للزوار، ومكتبة ومتحف ومطبخ، اضافة الى الحراسة.
علما بأن المزارات الشيعية لم تكن موجودة قبل العام 1980 ولكنها ازدهرت بعيد التحالف الإيراني-السوري، فأنشأت ايران العديد منها في دمشق، كما تم تحويل بعض الأماكن المقدسة إلى مزارات، وهدم العديد من القصور الأموية في دمشق لتحويلها الى اماكن تابعة للمقامات.
وكان عدد من المراجع الشيعية قد أصدروا خلال مسيرة الثورة، فتاوى تدعو إلى الجهاد في سوريا لحماية الأماكن المقدسة عند الشيعة، داعين إلى حمايتها من السنة، كما دعوا إلى مساندة الرئيس السورى  بشار الأسد في حملته باعتبارها حملة على النواصب وهو الوصف الذي يطلقه الشيعة على السنة الذين يسمونهم “الروافض”.
ويلخِّص تصريح ممثل خامنئي لدى الحرس الثوري الغاية الخفية لامتلاك “حفنة من تراب أرض الشام”، عندما قال “نحن على وشك فتح خيمة معاوية ولو تراجعنا قيد أنملة فسيذهب كل ما فعلنا في السنوات الماضية هباءً منثورًا”، في إشارة إلى النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان.
محاولة إيران نشر التشيع في سوريا ومحاولات تغيير الطابع الديمغرافي لدمشق تكثفت في الفترة الأخيرة، لاسيما خلال الأزمة السورية التى بدأتفيها طهران  مرحلة جديدة من النفوذ الايراني المتمثلة بالتدخل العسكري مما مهد لها التغلغل الثقافي والمذهبي تحت ذريعة "الدفاع عن المقدسات الدينية"، حيث جلبت عشرات الآلاف من عناصر الميليشيات الشيعية مع عوائلهم من العراق وأفغانستان وباكستان ودول أخرى وعملت لتوطينهم في عدة من دمشق، وضواحيها بدل السكان المهجرين كما تمددت ديمغرافيا من خلال شراء العقارات خاصة أطراف المقامات الشيعية في دمشق.
مما سبق نستطيع التأكيد على ان  إيران تقوم  بسياسات ممنهجة  لبسط الهيمنة والنفوذ فى سوريا وان  إعمار العتبات المقدسة  من اهم الادوات الايرانية لذلك والتى من الصعب تغيرها والتى ستصبح واقع من الصعب تغيره بعد حل الأزمة السورية . 

شارك