"شبح" داعش يتحول إلى "واقع" بالعراق

الأربعاء 18/أبريل/2018 - 04:14 م
طباعة شبح داعش يتحول إلى
 
يبدو أن "شبح" داعش  الذى طارد العراقيين بعد تحرير الموصل عاد مجدداً كـ"واقع " فى العراق  واصبحت  رؤية عجلات وآليات تنظيم داعش في أطراف محافظة ديالى  امر طبيعى وهو ما يعنى احتمال عودة نشاطهم في العراق، بعد 8 أشهر من إعلان الحكومة العراقية الانتهاء من العمليات العسكرية الخاصة بمحاربة المتطرفين ويزداد قلق الحرب كلما خطت الأيام نحو موعد الانتخابات النيابية المقررة في 12  مايو 2018م . 
وكشف رئيس المجلس المحلي لناحية العظيم الواقعة في شمال ديالى، محمد ضيفان العبيدي، لوسائل إعلامية محلية، عن ازدياد نشاط وحركة فلول "داعش" في محيط محافظتي ديالى وصلاح الدين، وتحديداً في منطقتي المطيبيجة والميتة وإن التقارير التي تم استحصالها تشير إلى أن أعداد داعش وصلت إلى قرابة 250 عنصراً وأن حركتهم وتنقلاتهم أصبحت واضحة بالرؤية عن بعد وبالتالى  على الحكومة العراقية بـ"التدخل تفادياً لهجمات محتملة، خاصة ونحن مقبلون على موعد لإجراء الانتخابات".
وفي السياق نفسه، أكد مصدر أمني خاص في محافظة ديالى أن جبال وتضاريس أطراف ديالى أصبحت حاضنة للتنظيم، حيث وصل عدد المتطرفين إلى أكثر من 200 إلى 300 عنصر وإن الأمر قد تطور في تلك المناطق، واستطاع "داعش" بناء معسكرات حول جبال حمرين القريبة من محافظة ديالى.
من جهته، أشار المحلل السياسي، طارق السعدي، في حديثه لـ"العربية.نت" إلى إمكانية تجدد نشاط التنظيم بسبب وجود تساهل للوضع الأمني من قبل الحكومة في المناطق المحررة، لافتاً إلى أن عمليات مسك الأرض بعد التحرير لم تجرِ بالشكل المطلوب لمنع تواجد ما تبقى من خلايا "داعش". 
 وقال وزير البيشمركة بالوكالة، كريم سنجاري، في لقائه مع وفد من الائتلاف الدولي المناهض لـ داعش بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، إن تحركات التنظيم المتطرف ونشاطاته شهدت زيادة في الآونة الأخيرة في المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد.
وأشار سنجاري إلى المناطق التي انتزعت القوات العراقية سيطرتها من قوات البيشمركة الكردية بعد أن أجرى الإقليم استفتاء للانفصال عن العراق في سبتمبر 2017.
وحسب مواقع كردية، حضر الاجتماع الذي أقيم  فى وقت سابق  ضباط ومسؤولون كبار في وزارة البيشمركة يأتي هذا في ظل زيادة التقارير عن عمليات تقوم بها خلايا نائمة في مناطق كانت قد سيطرت عليها قوات البيشمركة الكردية خلال حربها ضد تنظيم داعش الذي سيطر على مناطق واسعة شمال العراق لمدة 3 أعوام ومن ضمن تلك المناطق، محافظة كركوك الغنية بالنفط.
 وكانت  صحيفة الإندبندنت البريطانية  قد كشفت فى مارس 2018م أن عناصر تنظيم داعش يعاودون الظهور بشكل مفاجئ في مناطق تم طرده منها في سوريا والعراق ويقوم بعمليات هجومية ومباغتة في تلك المناطق.
ونشرت الصحيفة تقريرا بعنوان"في سوريا: تنظيم داعش يعود سريعا وبشكل مميت"، للكاتب باتريك كوكبرن أشار فيه إلى العمليات التي قام بها التنظيم مؤخرا في مناطق تم طرده منها في سوريا والعراق.
واستبعد التقرير في ذات الوقت أن يعود التنظيم بذات القوة السابقة بسبب خسائره الفادحة وانعدام الدعم الخارجي له، إلا أنه لا يزال بإمكانه القيام بالكثير لإثارة الكراهية العرقية والطائفية، لأن العديد من السوريين في الرقة مثلا يشتبه بهم على أنهم من أنصار داعش السريين وكذلك في الموصل.
فمثلا في دير الزور شن مسلحو التنظيم هجوما مفاجئا على مجموعة من المسلحين الأكراد في القامشلي، وفي مدينة الحسكة فجر التنظيم أول سيارة مفخخة بعد أكثر من ستة أشهر، وقتل 4 أشخاص وفي الرقة، أثيرت شائعات وأنباء عن خلايا نائمة تابعة لداعش قد تنشط في أي لحظة.
وكما هو الأمر في سوريا، ظهر التنظيم في العراق بعمليات مباغتة، حيث نصب في فبراير الماضي كمينا لوحدة استخباراتية تابعة للحشد الشعبي في منطقة الحويجة غرب كركوك وقتل 27 من عناصرها  وأن الهجوم التركي على عفرين شمال سوريا كان ملائما لينشط تنظيم "داعش" من جديد.
وختم كوبيرن: من المرجح أن داعش قد اتخذ تدابير للحفاظ على بعض من قادته ذوي الخبرة وإعداد مخابئ لهم ولأسلحتهم في الصحراء، وهذا ما مكن الجماعات الإرهابية من البقاء على قيد الحياة بين عامي 2007 و 2011، قبل أن عاودت الظهور عندما أصبحت الظروف ملائمة، فيما يعمد داعش اليوم إلى ذات الأساليب أملا منه في الصعود من جديد في سوريا والعراق.
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو أن "شبح" داعش  الذى طارد العراقيين بعد تحرير الموصل عاد مجدداً كـ"واقع " فى العراق  وان الامر سوف يتجه لما هو اكثر خطورة وربما عودة دموية اخرى مالم تتخذ التدابير اللازمة والعمل على القضاء على أسباب ظهور التنظيم مجددا بالعراق وسوريا.

شارك