ارتفاع ضحايا هجوم "داعش" في كابول إلى 31 قتيلا و54 مصابا

الأحد 22/أبريل/2018 - 04:01 م
طباعة ارتفاع ضحايا هجوم
 
على الرغم من فقدان وتراجع تنظيم "داعش" الإرهابي للعديد من مواقعه فى سوريا والعراق وايضا داخل مناطق اخرى من العالم الإسلامى ولكن تبقى أفغانستان احد اهم المعاقل التى يسعي التنظيم الى محاولة الهيمنة والسيطرة عليها من خلال اساليب عدة كان اخرها  تبنيه مسؤوليته  عن الانفجار الذى وقع فى كابول قرب مركزا لتسجيل الناخبين غرب العاصمة الأفغانية يوم الاحد 22-4-2018م  والذى بلغت حصيلة ضحاياه  الاولية إلى 31 قتيلا و54 مصابا.
هذا الهجوم الداعشي يبدو انه  ليس الاول كما يبدو انه ايضا لن يكون  فقد سبق واحدث التنظيم مقتلة كبيرة فى 28 ديسمبر 2017م حيث هاجم انتحاريون منه  مركز ثقافي شيعي بكابول وقتلوا أكثر من 40 شخصا وأصابوا العشرات، كثير منهم طلاب كانوا يحضرون مؤتمرا.
وأعلن في بيان على الإنترنت مسؤوليته عن أحدث هجوم على أهداف شيعية في كابول تبناها التنظيم وقال إن المركز يتلقى دعما من إيران وقال وحيد مجروح المتحدث باسم وزارة الصحة العامة إن 41 شخصا بينهم أربع نساء وطفلان لقوا حتفهم وأصيب 84 معظمهم يعانون حروقا وقال شهود إن الهجوم وقع أثناء جلسة نقاش صباحية عن ذكرى الغزو السوفيتي لأفغانستان في مركز تبيان الاجتماعي والثقافي.
وغطت الدماء أرضية المركز في الطابق الأرضي فيما بحث الناجون وأقارب من كانوا بالمبنى بين الحطام عن ذويهم وهم يبكون بينما تهشمت جميع نوافذ وكالة الأنباء التي تقع بالطابق الثاني.
وقال علي رضا أحمدي الصحفي بالوكالة الذي كان في مكتبه عند وقوع الهجوم ”أصبنا بصدمة ولم نشعر بالانفجار في البداية لكننا رأينا الدخان المتصاعد من الأسفل وكان الناجون يخرجون ورأيت صبيا مصابا في قدميه وآخرين مصابين بحروق تغطي وجوههم  وبعد حوالي عشر دقائق من الانفجار الأول وقع انفجار آخر بالخارج في الشارع ثم انفجار ثالث“.
 وقال فدا محمد بايكان نائب وزير الصحة إن 35 جثة نقلت إلى مستشفى استقلال القريب من موقع الانفجار. وأظهرت صور تلفزيونية تعرض كثير من المصابين لحروق بالغة.
وقال سيد جان وهو مشارك في المؤتمر من على سريره في المستشفى ”كان هناك نقاش أكاديمي ثم وقع انفجار ضخم“.
وأضاف ”شعرت بوجهي يحترق وسقطت على الأرض وشاهدت زملائي ممددين حولي والدخان في كل مكان“.
وجاء الهجوم الدامي في أعقاب هجوم  سابق على محطة تلفزيون خاصة في كابول تبناه  داعش ايضا  وأصدر ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان بيانا على تويتر ينفي ضلوعها في الهجوم، الذي نددت به حكومة كابول وشركاء أفغانستان الدوليون ومن بينهم حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة.
وقال توبي لانزير القائم بأعمال بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان ”ليس لدي شك يذكر في أن هذا الهجوم استهدف المدنيين عن عمد“.
وأضاف ”اليوم في كابول شاهدنا جريمة أخرى دنيئة حقا في عام شابته بالفعل فظائع لا توصف“.
وخلال عامي 2016م و2017م  تبنى تنظيم داعش  في خراسان، وهو الاسم الذي يعرف به الفرع المحلي للتنظيم، عددا متزايدا من الهجمات على أهداف شيعية في أفغانستان التي كانت تندر فيها الهجمات الطائفية في السابق.
وقال بيان  له  إن المركز تلقى دعما إيرانيا وإنه أحد أكبر المراكز الشيعية في أفغانستان ويرسل شبانا إلى إيران ليتلقوا تدريبا أكاديميا.
وظهرت الحركة للمرة الأولى في شرق أفغانستان عام 2015 ووسعت نطاق هجماتها رغم تشكيك كثير من المسؤولين الأمنيين في قدرتها على شن هجمات كبرى ويعتقدون أنها تحظى بمساعدة من مجرمين أو جماعات متشددة أخرى.
وقبل هجوم الخميس وقع ما لا يقل عن 12 هجوما على أهداف شيعية منذ بداية 2016 مما أدى إلى مقتل أو إصابة نحو 700 شخص بحسب الأمم المتحدة. وقبل ذلك وقع فقط هجوم واحد كبير وذلك في 2011.
 وقال البيت الأبيض في بيان إن الولايات المتحدة تدين الهجوم وتعهدت بالعمل مع حكومة أفغانستان للعثور على المهاجمين ومعاقبتهم.
وأضاف البيان ”لن ينجح أعداء أفغانستان في محاولاتهم لتدمير البلاد وتقسيم الشعب الأفغاني“.
وبدعم من أشد الضربات الجوية الأمريكية منذ ذروة المهمة العسكرية الدولية في أفغانستان، أجبرت قوات الأمن الأفغانية حركة طالبان على التراجع في كثير من المناطق ومنعت وقوع أي مراكز حضرية كبيرة في أيدي المتمردين.
لكن مدنا كبرى ما زالت تشهد هجمات كبيرة مع سعي المتشددين لسبل أخرى للتأثير وتقويض الثقة في الأمن.
وأدت الهجمات لزيادة الضغط على حكومة الرئيس أشرف عبد الغني المدعومة من الغرب لتحسين الأمن ومعظم منطقة وسط كابول بالفعل محصنة بجدران خرسانية ونقاط تفتيش للشرطة بعد تعرض الحي الدبلوماسي بالمدينة لهجمات متكررة.
لكن الجماعات المتشددة ضربت أيضا أهدافا كثيرة خارج المنطقة المحمية. وكثير من هذه الهجمات وقعت في القسم الغربي من المدينة الذي يقطنه كثير من المنتمين لطائفة الهزارة التي يغلب عليها الشيعة.
وقالت منظمة العفو الدولية في بيان أصدره بيراج باتنايك مديرها في منطقة جنوب آسيا ”يبرز هذا الهجوم المروع المخاطر التي يواجهها المدنيون الأفغان... يستمر استهداف الجماعات المسلحة للصحفيين ومدنيين آخرين بلا رحمة في واحد من أكثر الأعوام دموية“.
وذكر تقرير أصدرته منظمة مراسلون بلا حدود المعنية بحرية الإعلام هذا الشهر أن أفغانستان من بين أخطر دول العالم بالنسبة للعاملين في الحقل الإعلامي حيث قتل صحفيان وخمسة مساعدين إعلاميين أثناء العمل في العام 2017.
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه بالرغم من فقدان وتراجع تنظيم "داعش" الإرهابي للعديد من مواقعه فى سوريا والعراق وايضا داخل مناطق اخرى من العالم الإسلامى ولكن تبقى أفغانستان احد اهم المعاقل التى يسعي التنظيم الى محاولة الهيمنة والسيطرة عليها  ويحاول من اجل ذلك إستحداث اساليب متنوعة البقاء والصمود . 

شارك