5 سنوات علي خطف مطرني حلب ..الامل يتضاءل في العثور عليهما

الإثنين 23/أبريل/2018 - 12:18 م
طباعة 5 سنوات علي خطف مطرني
 
خمس سنوات كاملة مرت علي فقد مطراني حلب واللذان مازالا يوصفا بالمخطوفين  وهما المطران بولس يازجي و المطران يوحنا ابراهيم .وفي الوقت الذى فقد الكثيرون الامل في العثور علي المطرانين من بين الاحياء وذلك لعدة اسباب منها طول مدة الاختفاء  حيث اصبح الامل في العثور عليهما احياء يتضاءل كل يوم .وايضا مع الهزيمة اللوجستية لتنظيم داعش والتى تكشف عن العديد من الاماكن التى كانت تحت سيطرة التنظيم ولم تكشف هذه الاماكن عن المطرانين .حيث ترجح مرور السنوات وهزيمة داعش معا علي كون المطرانين قد قتلا بالفعل .ومع ذلك تبقي الكنيسة علي هذا الامل لانه يحمل في جنباته املا كبيرا علي العثور مختطفين او يدخلون في مسمي الاختفاء القسري لذلك أقيم في دمشق قداسٌ كبير على نية مطراني حلب المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم وسائر المخطوفين. وترأس القداس الذي جرى في كنيسة الصليب المقدس في القصاع بدمشق غبطة البطريرك يوحنا العاشر. وعدد كبيرمن  المطارنة منهم الاباء  سابا اسبر (حوران) واسحق بركات (ألمانيا) ونقولا بعلبكي (حماه) والأساقفة موسى الخوري ولوقا الخوري وأثناسيوس فهد وديمتري شربك وإيليا طعمة وأفرام معلولي ولفيف من الآباء الكهنة والشمامسة. وحضر القداس رهبان وراهبات وجمع غفير من المؤمنين.
وفي نهاية القداس أقيمت صلاة خاصة لعودة المخطوفين اختتمت بقراءة غبطة البطريرك يوحنا البيانَ المشترك الصادر عن بطريركيتي أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وللسريان الأرثوذكس والذي حمل توقيع البطريركين يوحنا العاشر وأفرام الثاني كريم و جاء فيه:
"نحن اليوم أمام الذكرى الخامسة لاختطاف أخوينا مطراني حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي. واختطافهما صورةٌ تعكس ولا تختزل ما تعرض ويتعرض له إنسان هذا المشرق. منذ حوالي سبع سنوات اندلعت الأزمة في سوريا وفي غير مكان وسماها البعض ربيعاً وهي أبعد ما تكون عن الربيع. وإلى الآن ندفع ويدفع كثيرون ثمناً باهظاً لعبثية حروب ودماً طاهراً دفاعاً عن أرضٍ ودرءاً لإرهابٍ وتكفيرٍ لم نعرفه في ماضينا القريب والبعيد.
ترتسم أمامنا اليوم حادثة الخطف الآثم لهاتين القامتين. إن ما يندى له جبين البشرية أمام هذا الحدث هو عدم الاكتراث الذي نرى تجاه هذه القضية. لم تنجح كل الجهود في الحصول حتى ولو على طرف خيط في هذه القضية. وكل هذا يضعنا أمام أسئلة مصيرية وأجوبة مصيرية.
إذا كان المقصود من خطف مطرانَيْنا الإيحاء بأن المسيحيين هم على درجة أدنى من المواطنة فمن هنا، كلمةُ حقنا قاطعةً بأن المسيحيين في سوريا وفي غيرها هم مواطنون أصلاء وهم مكونٌ أساس من مكونات هذه الأوطان.
إذا كان المقصود من خطف مطرانينا ترهيب ما يسمى بالأقليات، فجوابنا واضح: نحن نرفض منطق الأقلية والأكثرية وآباؤنا وأبناؤنا كانوا مع غيرهم عماد الوطن والجيش وشركاء الدم والشهادة مع كل المكونات الأخرى في وجه من حاول ويحاول التطاول على أوطاننا.
إذا كان المقصود من الخطف ترهيب المسيحيين بشكل خاص ودفعهم إلى الهجرة، فجوابنا: إن وجوداً مسيحياً عريقاً لألفي عام ليس له أن تلويه شدةٌ مهما عظمت. ونحن من صلب هذي الأرض ونحن خميرها ومغروسون فيها منذ ألفي عام.
إذا كان المقصود من الخطف تقوية النعرة الطائفية وبث روح التكفير تجاه الآخر، فنحن نرى أن هذه الايديولوجيات المتطرفة غريبة عن ماضي وحاضر حضارتنا المشرقية، ونحن كمسيحيين نرى في الآخر محك محبتنا وتقوانا لله ونرى فيه، ونأمل ونثق أن يرى فينا، مبَرةَ مسعاه إلى رحمانيته تعالى.
إذا كان المقصود من الخطف والتغييب الإيحاء بأن هنالك صراعاً بين المسلمين والمسيحيين في الشرق، والادعاء أن الشرق مسلم والغرب مسيحي، فنحن هنا لنشهد أن المسيحية وُلدت في الشرق والأحداث الآثمة الأخيرة لم توفر لا كنيسةً ولا مسجداً وأن نار الإرهاب لم تفرق شيخاً أو كاهناً والمستهدف من وراء كل هذا هو الإنسان المشرقي.
وإذا كان التعتيم التام على الملف يهدف لزرع الوجل والرهبة في نفوسنا، فنحن كمسيحيين لنا في صليب ربنا عبرةٌ ومنه نتعلم ألا نهابَ قدراً أو محنةً. ونحن مغروسون في هذه الأرض كما انغرس فيها يوماً ما صليب المسيح فأنبض فجرَ القيامة.
لقد طالتنا الشدة في هذا الظرف الصعب فوحدتنا المحنة الحاصلة. ونحن كمسيحيين مشرقيين أحوج ما نكون إلى التضامن والتكافل في هذه الأيام. لم يسأل خاطفو المطرانين عن طائفتهما ولا عن انتمائهما. لقد رأوا فيهما وجه المسيح وسلام الرسل القديسين الأطهار. ونحن اليوم مدعوون أكثر من كل لحظة إلى أن ننظر إلى ما يجمعنا كمسيحيين وإلى ما يعزز تعاوننا وتلاقينا وسط كل هذه الظروف القاسية علينا وعلى غيرنا.
كما أصدرت اللجنة البطريركية المتابعة لقضية خطف المطرانين - والتى لا نعرف ماهو دورها بالفعل او ماذا فعلت في اطار متابعتها – واللجنة تابعة لكنيسة السريان الأرثوذكس، بيانًا دعّت فيه جميع "صانعي السلام ودعاة الحرية وحقوق الإنسان، من رؤساء كنائس وملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات معنية بشكل مباشر أو غير مباشر بالشأن السوري على متابعة هذه القضية وإبقائها حيّة في اجتمعاتهم وأذهانهم وقلوبهم".
وفيما يلي النص الكامل للبيان 
"الإيمان العامل بالمحبة" (غل 5: 6)
هذا هو الشعار الذي تبنّاه نيافة المطران الأسير مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم، وقد كان مؤمنًا به قولاً وفعلاً وفكرًا. ولأننا أبناء الإيمان والرجاء والمحبة نسلّم قضيتنا لمشيئة الرب ونستمر في متابعتنا لملف الاختطاف والاحتجاز القسري لمطراني حلب مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم ورفيق دربه المطران بولس يازجي، حيث مازالت الدلائل والمعطيات التي تتوافر لنا تباعًا تدعم قضيتنا وتفاؤلنا بالخواتم الإيجابية المرجوة.
نحن واثقون بأن من أتكل على الله لا يخيب، وكلجنة بطريركية مكلّفة بمتابعة الملف الصعب والشائك لاستعادة كرامتهما وحريتهما الإنسانية المسلوبة، نتعهّد بالاستمرار والعمل بجدية ورباطة جأش وتفاؤل بالرغم من كل التحديات التي عانيناها ونعاني منها، وبالرغم من الصعوبات التي تواجهنا لغاية الوصول إلى الهدف الأهمّ ألا وهو الحرية لمطراني حلب.
مع الذكرى الخامسة لاختطاف رمزين دينيين كانا من أهم الدعاة إلى السلام والعيش المشترك والوحدة الوطنية في شرقنا المتألم والمعذب، ندين ونستنكر كل أشكال الإرهاب والقتل والاختطاف والتغييب القسري كونها جرائم ضد الإنسانية في القانون الدولي، ونطالب صانعي السلام ودعاة الحرية وحقوق الإنسان في العالم أجمع من رؤساء الكنائس وملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات معنية بشكل مباشر أو غير مباشر بالشأن السوري على متابعة هذه القضية وإبقائها حيّة في اجتمعاتهم وأذهانهم وقلوبهم إذ لا يكفي أن نتحرك عبر مواقع التواصل الاجتماعي وننشر البيانات في كل مناسبة فقط، بل أن نستمر بالمطالبة فعليًا والتحرّك جديًا، وأن نصلي بإبمان ورجاء وتفاؤل ومحبّة لكي لا تبقى القضية طيّ النسيان. كما نشكر ونُقدّر جهود ودعم ومساندة كل من عمل ويعمل للوصول إلى الخواتم السعيدة وإطلاق سراح المطرانين والكهنة والصحافي سمير كساب وجميع الأسرى والمحتجزين قسرًا، كما نصلي أيضًا من أجل عودة السلام والأمان لشرقنا العظيم وخاصة في سورية الحبيبة.
إن أكبر تجربة قد نتعرض لها في هذا الملف هي أن يتسرب إلى أذهان البعض منطق النسيان بفعل الزمن. ولا ضير أن نذكر أننا وخلال الفترة المنصرمة، لم نترك باباً إلا وطرقناه. لقد تواصلنا وعلى أرفع المستويات مع كل المراجع والحكومات وكل ذوي القرار. طرقنا باب سفارات وحكومات وأجهزة أمن وجهات ومنظمات دولية وإقليمية. وأمام هذه الذكرى الأليمة نجدد عزمنا وجهدنا لنصل إلى خواتم مرجوة لهذا الملف شاكرين كل من شاطرنا ويشاطرنا همنا في هذه القضية الإنسانية".
والان هل هناك امل فعلا في العثور علي مطرني حلب ام تعلن الكنيسة استشهادهما ؟!

شارك