مؤتمر باريس لمكافحة الإرهاب.. طموحات وتساؤلات

الثلاثاء 24/أبريل/2018 - 07:52 م
طباعة مؤتمر باريس لمكافحة
 
عقدت رئاسة مؤتمر مكافحة تمويل الارهاب بباريس - الذي يعقد غدا الخميس ويحضره ٧٠ وزيرا بالإضافة الي ٤٥٠ خبيرا  من ٧٢ دولة  - مؤتمرا صحفيا اليوم في مقر منظمة التعاون الاقتصادي الدولي حضره عدد من الصحفيين والكتاب الفرنسيين في مقدمتهم الدكتور احمد يوسف المدير التنفيذي لمركز دراسات الشرق الاوسط بباريس، وجورج مالبورنو الكاتب الصحفي بصحيفة الفيجارو ، وكريستيان شينو كبير مذيعي اذاعة فرنسا الدولية.
وعن هدف المؤتمر قد ذكر "بيير ديبوسكين" منسق عام اجهزة المخابرات الفرنسية والمسئول عن تنظيم المؤتمر، ان الرئيس ماكرون يهدف من جراء هذا المؤتمر الذي يعقد علي مستوي الوزراء والخبراء، الي تعبئة المجتمع الدولي ضد وباء تمويل الارهاب من خلال تبادل الخبرات بين الدول والاجهزة المعنية ليس فقط اجهزة المخابرات ولكن ايضا اجهزة وزارات الدفاع والمالية والمجتمع المدني. اذ يعتقد ماكرون اننا في سباق خطير مع تكنولوجيا جديدة لتمويل الارهاب بشكل مستتر لذا سيكون هناك تركيز في الفترة القادمة علي ثلاث ظواهر مهمة وهي:
اولا: الجمعيات الخيرية التي تقدم المساعدات المادية للأفراد والمنظمات .
ثانيا: ظاهرة الاتجار بالآثار التي سيتسع مداها في الفترة القادمة لتمويل العمليات الارهابية.
ثالثا: رفع السرية عن الحسابات البنكية، لاكتشاف مسارات تمويل الارهاب، اذ ان داعش ما زال لديها رصيد يقدر بثلاث مليارات دولار سوف تقوم باستخدامها في تمويل مشروعات اقتصادية حول العالم للحفاظ علي ديمومة تمويل عملياتها الارهابية.
وذكر ديوسكين في هذا الصدد ان هناك عدد من المسئولين في الوطن العربي اعترضوا علي الاجراء الاخير وما زالت المناقشات معهم مستمرة في هذا الاطار.
وحول دعوة قطر لحضور المؤتمر علي الرغم من ايوائها لعدد من الاسماء الممولة للإرهاب والموضوعة في قوائم عالمية معدة لهذا الغرض، قال ديبوسكين: لقد ناقشنا مع امير قطر تلك النقطة وناقشناها مع الامريكان ايضا وسبق ان ناقشها الامير محمد بن سلمان اثناء زيارته الاخيرة للرئيس ماكرون، وقد وعد امير قطر الرئيس ماكرون بإنهاء هذه القضية في موعد اقصاه اكتوبر القادم وهو الموعد الذي سيشهد زيارة ماكرون للخليج، كما وعد بمناقشة هذه القضية وتقديم معلومات جديدة فيها اثناء المؤتمر.
سؤال آخر  دار حول اقتصار عنوان المؤتمر علي مكافحة تمويل داعش والقاعدة في الوقت الذي توجد فيه منظمات اخري ارهابية يتم تمويلها مثل الاخوان وبوكوحرام ؟!
قال ديبوسكين: الرئيس ماكرون يريد تجميع وتوحيد العالم حول قضايا غير خلافية لذلك تم اختيار عنوان المؤتمر حول داعش والقاعدة الذي لا يختلف احد حول انهما منظمتين ارهابيتين، لان بعض المنظمات التي ذكرت ليس عليها اجماع كمنظمات ارهابية ، والهدف من المؤتمر هو ايجاد قائمة معايير يجمع عليها العالم لمكافحة ظاهرة تمويل الارهاب التي تعد اخطر من الارهاب نفسه.
السؤال الآخر جاء حول دعوة كل من ايران وتركيا وماذا عن موقف فرنسا من دعم تركيا للإرهاب وهل فرنسا راضية عن جهود تركيا لمكافحة ظاهرة تمويل الارهاب؟!
وقال ديبوسكين: ان ايران غير مدعوة للمؤتمر لأنها نقطة خلافية ايضا بين عدد كبير من الدول ، ولكن تركيا مدعوة علي الرغم من عدم رضا فرنسا علي الخطوات التي تتخذها تركيا حتي الآن ولكنها تثمن تلك الخطوات وتتمني المديد في هذا الاطار
.
لا شك أن هناك أمال كبيرة معلقة على هذا المؤتمر تتلخص في نقاطه الأساسية التدي تدور حول بحث طرق وآليات مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويل المجموعات الإرهابية، وعدم السماح لتنظيم داعش بنقل تهديداتهم إلى منطقة الساحل الأفريقي، وملاحقة المجموعات الإرهابية التي تنشط في منطقة شمال مالي والنيجر.
وتبقى الأسئلة التي لم يقدم لها المؤتمر اجابات حتى الأن ، وأولها دعوة قطر للمشاركة في هذا المؤتمر!، وهي تعد واحدة من أهم الدول الداعمة للإرهاب في العالم خصوصا في منطقتي الساحل الإفريقي والقرن الإفريقي، وقد تناولت وكالات الأنباء العالمية الدور القطري في تمويل الإرهاب وأنه لا يخفى على احد علاقة قطر بهذه المجموعات الإرهابية على مستوى العالم بسبب الدعم المعلن للجماعات الأم في شمال وغرب افريقيا. خاصة الناشطة في ليبيا. والمرتبطة بشكل وثيق بتلك التي تجوب منطقة الصحراء الكبرى.
وكانت صحيفة "لوكانار أنشينيه" الفرنسية قد كشفت. عن تلقي "حركة أنصار الدين" التابعة لتنظيم القاعدة. وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا. الناشطتين في مالي. دعما ماليا من الدوحة بحجة المساعدات والغذاء. كما أكد الصحفي الفرنسي ريشار لابفيير. الذي رافق قوات بلاده لمقاتلة الإرهابيين في مالي. أنه شاهد طائرة تابعة للهلال الأحمر القطري تقوم بتهريب المسلحين من مالي إلي ليبيا.
ونشرت صحف فرنسية من قبل. تقارير قدمتها المخابرات العسكرية إلي رئيس أركان الجيوش الفرنسية. أكدت أن أكثر من حركة في مالي تستفيد من الدعم المالي القطري. سواء بالحصول علي مساعدات لوجستية أو مساهمات مالية مباشرة تحت غطاء جمعيات خيرية وإنسانية تنشط هناك.
ولم يقف الدور القطري عند هذا الحد بل عملت الدوحة علي جذب الإرهابيين إلي مالي من مختلف أنحاء العالم. كما استخدمت قطر ستار المساعدات و"توطيد العلاقات الثنائية". وتجول المسئولون القطريون في مناطق شمال البلاد المضطرب تحت حماية "حركة التوحيد والجهاد" المتطرفة في مالي، ويذكر أيضا أنه عقب اجتماع أمير قطر تميم بن حمد في البيت الأبيض في 11 أبريل الجاري، وتصريحاته لوسائل الإعلام بأن قطر لا تتسامح مع ممولي الإرهاب وداعميه، بعد يومين فقط حضر رئيس الوزراء القطري عبدالله آل ثاني زفاف نجل عبدالرحمن النعيمي، المصنف بأنه ممول للإرهاب، ووفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية "أشرف على تحويل 2 مليون دولار شهريًا" لتنظيم القاعدة الإرهابي في العراق.
أما بخصوص جماعة الإخوان والتي تم استبعادها من بين المنظمات الإرهابية من قبل الجانب الفرنسي على اعتبار انها قضية خلافية –حسب ما أعلنه  "بيير ديبوسكين" منسق عام اجهزة المخابرات الفرنسية والمسئول عن تنظيم المؤتمر - رغم ان الجماعة تعد المرجعية الأولى للإرهاب والتطرف في العالم، وباعتراف العديد من الخبراء الأمنيين وكذلك المراقبين لجماعات الاسلام السياسي والجماعات المتطرفة، ويكفي أن أذرع الجماعة في مصر لواء الثورة وحسم قد اعترفوا أمام المحققين بانتمائهم لجماعة الاخوان وان الجماعة تقوم بتقديم الدعم المتنوع لهم سواء كان ماديا او لوجستيا، ليس هذا فقط بل ان قيادات التطرف والإرهاب على مستوى العالم خارجين من عباءة جماعة الإخوان ويدينون حتى الأن بالولاء لها، اذ تشكل الجماعة الأم التي خرجت لنا الإرهاب العالمي فهذا هو أيمن الظواهري وابو بكر البغدادي الذي اعترف القرضاوي نفسه والمقيم بقطر بانه تخرج من مدرسة الإخوان، هناك شخصيات وأحداث وجماعات، ستجدها كلها تمت بصلة رحم للجماعة الأم "الإخوان" بداية من تنظيم سيد قطب 1965، وتنظيم «الفنية العسكرية» بمصر، وقتلة السادات، وجماعة مصطفى بويعلى بالجزائر، ومروان حديد بسوريا، ويوسف القرضاوي، وسعد الفقيه، ووجدي غنيم، وعلي بلحاج، وعبد الحكيم بلحاج، وعلي الصلابي... إلخ، أليس كل هذا وغيره دليلا على ان جماعة الإخوان جماعة ارهابية وداعمة للإرهاب وانها تعد المرجعية الفكرية للإرهاب على مستوى العالم؟!

شارك