القواعد الإيرانية والروسية "تهيمن" على الصراع العسكرى في سوريا

السبت 05/مايو/2018 - 02:51 م
طباعة القواعد الإيرانية
 
تنتشر على الأراضي السورية عشرات القواعد والنقاط العسكرية الايرانية والروسية  التى تهيمن وتسيطر على الحالة العسكرية هناك وتتركز في محافظة حماة وسط سوريا عدد من القواعد العسكرية الايرانية ، ولهذه القواعد دور كبير في التصنيع العسكري والإمداد البشريّ، الذي ساعد بتقوية الميليشيات الطائفيّة في المنطقة.
 وتشهد محافظة حماة وجود عدة قواعد عسكرية إيرانية، من أهمها اللواء 47 جنوب مدينة حماة بخمسة كيلو مترات، والمعروف سابقاً بثكنة "محمد سلمون" في جبل معرّين، ويُشرف على اللواء الحرس الثوري الايراني مباشرة، ويحتوي اللواء على مستودعات ضخمة ومركز انتساب من أبناء الطائفة الشيعيّة حصراً، ومركز للتدريب، ومقبرة جماعية بالجهة الشمالية الشرقية للواء.
 كذلك توجد قاعدة عسكرية إيرانية بمقرّ قيادة "اللواء 99" القريب من مطار حماة العسكري، وقاعدة أخرى بالجهة الجنوبية لجبل "زين العابدين" شمال مدينة حماة، وكذلك قاعدة عسكرية داخل "مدرسة المجنزرات" شرق مدينة حماة وتحتوي هذه القاعدة على طائرات مروحية للقادة العسكريين الإيرانيين.
وعلى طريق "إثريا" بريف حماة الشرقي توجد قاعدة عسكرية إيرانية ضخمة على جبل أُحد بالقرب من الشيخ هلال، وهناك قاعدة أخرى داخل "رحبة خطاب"، وأخرى قرب شلالات "الزاوي" بالقرب من مدينة مصياف غرب حماة، بالإضافة لمركز البحوث العلمية جنوب مدينة حماة وفيه يتم تطوير بعض الأسلحة العسكرية.

 ومن أهم القواعد العسكرية الايرانية معمل الدفاع والبحوث العلمية بمنطقة الشيخ غضبان في ريف مصياف غرب حماة، والذي يُستخدم لتصنيع وتطوير الأسلحة كالبراميل المتفجرة، وبالقرب منها يوجد مركز "النهر البارد" بالقرب من "سلحب"، والذي استهدفته اسرائيل مؤخراً.
 فيما ركزت روسيا على التحكم في الساحل السوري عن طريق عدة قواعد عسكرية دعمتها بالضباط والعناصر والأسلحة، وانتشرت في نقاط استراتيجية بالساحل.
ومن هذه القواعد، القاعدة البحرية الروسية في طرطوس التي تعتبر من أضخم المنشآت العسكرية وأقدمها حيث تعود إلى عهد الاتحاد السوفيتي، وكان بوتين في أواخر عام 2016، قد أمر بتوسيع القاعدة الدائمة التي جاءت باتفاق مع النظام السورى لمدة 49 عاماً.
وتعتمد روسيا أيضاً على قاعدة حميميم التي تم بناؤها جنوبي شرقي اللاذقية قرب مطار باسل الأسد الدولي، حيث تتشارك القاعدة مع المطار ببعض مسارات الهبوط.
وتعتبر قاعدة حميميم مركزاً روسياً لانطلاق الطائرات الروسية وهي مركز لاستقرار الضباط والعناصر الروس ويتم دعم هذه القاعدة الروسية بشكل خاص من قبل روسيا، حيث يتوفر فيها الأماكن الترفيهية للعناصر والمقاهي، حتى الطعام يأتي من روسيا مخصصاً للقاعدة.

وفي أواخر عام 2015، بنت روسيا قاعدتها العسكرية الجديدة في مطار الشعيرات بهدف تعزيز تواجدها في المنطقة الوسطى ودعماً لقواعدها البحرية.
وتضم هذه القاعدة عدة طائرات من طراز سوخوي ومروحيات إضافة إلى انتشار مئات العناصر الروس، بينما تستخدم لقصف المناطق المحررة في أرياف حمص وحماة وإدلب.
وتنتشر القواعد الروسية والإيرانية في عدة مناطق أخرى بسوريا، بينما يبدو أن التنافس الإيراني الروسي حول السيطرة والتحكم بمنافذ سوريا لا يزال مستمراً، في الوقت الذي تستقدم الدولتان ميليشيات ومرتزقة وأسلحة فتاكة لدعم قواعدها العسكرية وتثبيت وجودها دون وجود أي نية فعلية لإخلاء هذه القواعد.
وتؤكد مصادر أن روسيا بدأت فعليا بتحجيم إيران وخاصة في العاصمة دمشق وريفها، من خلال إبعادها عن معارك الغوطة الشرقية، ودعم قوات النظام  السورى وميليشيات سهيل الحسن للتوسع والسيطرة على مناطق تعتبرها إيران خاصرة مهمة لحماية نفوذها في دمشق وريفها.
وأضافت المصادر أن إيران بدأت تستشعر الخطر الروسي على وجودها، وبدأت بحشد قواتها على الممر البري الذي يربط سوريا بالعراق، عبر المنطقة الممتدة من الضمير بريف دمشق إلى مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، والذي تؤكد المصادر أنه سيقطع قريبا عبر عمل عسكري مدعوم من واشنطن بشكل مباشر وبضوء أخضر روسي، ضمن تفاهمات أمريكية روسية لقطع الهلال الشيعي وتحجيم دور إيران في سوريا بالتدريج.
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان انتشار عشرات القواعد والنقاط العسكرية الايرانية والروسية  على الأراضي السورية  سوف يؤدى فى النهاية الى هيمنة  وسيطرة كاملة  على الحالة العسكرية هناك فى المستقبل القريب على الاقل . 

شارك