إيران والتأسيس لمشروع "التشيّع" الشامل داخل العشائر السنية العربية فى سوريا

الأحد 06/مايو/2018 - 02:14 م
طباعة إيران والتأسيس لمشروع
 
تسعى إيران للتغلغل في المجتمع العشائري الذي تتشكل منه المنطقة الشرقية من سوريا بتركيبته السنية، من خلال اللعب على ورقة التشيع من أجل ترسيخ وجودها العسكري والهيمنة على المنطقة.
وتشكل حملات التشيع في محافظة دير الزور بشكل خاص، والمنطقة الشرقية عموما، أحد حوامل المشروع الإيراني وأبرز مرتكزاته، وهذا المشروع يستند إلى استغلال حالتي "العوز والفقر" لدى السكان المحليين، وهذا بالضبط ما عملت عليه إيران واستغلته في بعض بلدات دير الزور، ذات البيئة المهمشة والفقيرة.
وتفسر كثير من الدراسات حالات التشيع في سوريا، رغبة إيرانية في السيطرة على سوريا من خلال الزعم بالدفاع عن حليف في حقيقة أمره لا يعدو كونه جسر للوصول إلى إتمام مشروعها.
وحول المشروع الإيراني قال الباحث الإسلامي (أحمد الرمح): "هناك مشروع إيراني خاص هدفه تشييع المنطقة الشرقية، وهو مشروع صفوي يتخذ كستار من أجل مشروعات توسعية وسياسية".
وأوضح (الرمح) لأورينت نت "أن هذا يعود إلى ثمانينات القرن المنصرم، من قبل جمعية "الإمام المرتضى"، تحول لاحقا إلى إرسال طلاب للدراسة في "قم" في إيران.
وقال (الرمح) أن ثمة عوائل معتمدة في "قم" من دير الزور، وهم يعتمدون تزوير النسب، والدخول من خلال ربط نسب العشيرة بآل البيت، ومثال عليها عشيرة "البقارة" ونسبها إلى سلالة "الباقر" عليه السلام، وحالة انشقاق "نواف البشير" وتأثيره في منطقة الجزيرة الممتدة من "الكسرة إلى محيميدة"، كان له دور في تأسيس ميليشيا على أساس مذهبي هي "لواء الباقر".
ويرى الباحث الإسلامي أن ثمة عوامل ساهمت في تمدد هذا المشروع، وبشكل خاص في المناطق الريفية والمدن التي تعاني من أزمات، في مضمونها جانب اقتصادي، إلى جانب أن "المال السياسي" له دور في جذب الناس خلال الأزمات والحروب الأهلية".
وأشار المتحدث أن معظم مناطق الريف مغيبة ومفوتة، انكشفت خلال مراحل الثورة المتقلبة، وتبدل الولاء بحسب السيطرة، إضافة إلى أن إيران سخية في تقديم المساعدات المالية، الأمر الذي يجذب حواضن شعبية وبؤرا اجتماعية متردية لهذا المشروع، ساهمت فيها الحالة الأمنية والفقر والبحث عن لقمة العيش، وشهدنا هذه الحالة مع "قسد" وقبلها مشروع "داعش".
وتناقلت بعض المصادر المحلية خبر تخريج أول "معمم متشيع" من الحوزات الإيرانية، ووصوله إلى ريف دير الزور لمباشرة مهامه في نشر التشيع.
كما أعلن قبل أيام عن الانتهاء من بناء قبة فوق "نبع علي" في بادية الميادين حيث تعمل "هيئة مزارات آل البيت" بإعمار مزار للطائفة الشيعية في "نبع عين علي"، في بادية مدينة "القورية" شرقي دير الزور، وربطه تاريخيا بآل البيت.
وحذر الرمح من خبث المشروع الإيراني الذي تعمل عليه منذ قرابة الشهر، وهو شراء البيوت والعقارات المدمرة بالتزامن مع قدوم الميليشيات الإيرانية.
 ويرى الباحث الإسلامي أن إيران ترى في طبيعة العلاقة العشائرية الأسرية النسبية مع العراق، طريقة للتغلغل، إضافة لوجود عادات عراقية مرتبطة بجذر شيعي تغلب على المنطقة الشرقية. 
واستبعد أن تنجح إيران في خلق حاضنة لها في دير الزور، لجهة الهوية العربية الخالصة من حيث العرق والانتماء والهوى، ومشروعها العروبي السابق حتى على الإسلامي، ما يعيق تمدد المشروع الفارسي، على الرغم من بعض الحالات الفردية المنحازة بغريزتها للقوي والمسيطر. 
وقال (الرمح) بأن ثمة رهان على مشروع "بولتن" في السيطرة على كامل دير الزور، وقطع الطريق أمام المشروع الإيراني الرامي لربط الدير بالحشد الشعبي العراقي، وتشييع المنطقة، إلى جانب طبيعة أهل دير الزور المهجرين الذين سيقضون على أي نوع من هذه المشاريع، والدليل على ذلك هو الفشل في توسيع القاعدة منذ الثمانينات.   
من جهته، قال الباحث السوري (تركي المصطفى) " تحاول إيران ترسيخ وجودها العسكري في وادي الفرات، نظرا لأهمية المنطقة استراتيجيا، فموقعها الجغرافي الذي يعتبر صلة وصل بين سورية والعراق، يدفعها للبحث عن مرتكزات بشرية تحفظ استمرارية الطريق البري الذي عملت على فتحه والذي يصلها بالبحر المتوسط، لذلك هي تستغل السكان الذين تشيعوا حديثا لتعزيز نفوذها، وإيجاد موطئ قدم شيعي لها في شرق سورية".
العشائر السنية السورية  بدورها رفضت  مشاريع ايران  الطائفية في المنطقة، واعلنت براءتها منها وأشار رئيس المكتب الإعلامي لمجلس قبيلة البكارة إلى ان أبناء القبائل  ونخبها «سيبذلون جهودهم في الحفاظ على عروبتهم  وذلك ضمن الاجتماع الذي حضره وفود ومشايخ وممثلون لثمانٍ وعشرين عشيرة من قبيلة البكّارة، منتشرين في معظم بلدات ومدن محافظة إدلب إضافة إلى شيوخ العشائر من أهالي ريف حلب الجنوبي وريف حماة الشّمالي، ومشايخ قبيلة البكّارة من النّازحين من أهالي دير الزور والرّقة»  
 وقال  الناشط الحقوقي «ناصر عزوز» من اهالي دير الزور في لقاء مع «القدس العربي» ان إيران تستغل دائماً المناخ السياسي والعسكري في سوريا وتسعى إلى زراعة ولاءات وأذرع عسكرية لها تضمن توسيع نفوذها، ثم تدعم هذه الأذرع مادياً وتغري شبانها لتشكيل قوى فاعلة على الأرض، في نسخة تحاكي ميليشيات الحشد الشعبي العراقي، وميليشيات حزب الله اللبناني، بيد ان نشاطها اليوم بين عشائر وقبائل سوريا سيصطدم بموقف عربي عشائري يؤكد على مصارعة المشروع الفارسي والوقوف بوجهه في سبيل تثبيت الهوية السنية. 
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان إيران تسعى  للتغلغل في المجتمع العشائري الذي تتشكل منه المنطقة الشرقية من سوريا بتركيبته السنية، من خلال اللعب على ورقة التشيع من أجل ترسيخ وجودها العسكري والهيمنة على المنطقة.

شارك