كرسي الحكم في العراق.. «الصدر» يتمهل وإيران تتحفز

الأحد 20/مايو/2018 - 05:19 م
طباعة كرسي الحكم في العراق..
 
بات منصبُ رئيس وزراء العراق معركةً خفيَّةً بين زعيم التيار الصدري «مقتدى الصدر» (المتهمل)، وإيران وحلفائها من القوى السياسية، خاصةً تحالف «الفتح» الانتخابي، المتحفز للحصول على كرسي الحكم في العراق.

وأظهرت النتائج الرسميَّة النهائيَّة للانتخابات التشريعيَّة في العراق، فوز تحالف «سائرون» -المدعوم من الزعيم الديني مقتدى الصدر- بالعدد الأكبر من المقاعد النيابية، محتلًا المرتبة الأولى بـ54 مقعدًا، أما تحالف «الفتح» -الذي يتزعمه هادي العامري ويضمّ فصائل الحشد الشعبي والقريب من النظام الإيراني- فحلَّ في المرتبة الثانية على مستوى العراق بـ47 مقعدًا.

وحلّ ثالثا بـ42 مقعدًا ائتلاف «النصر» برئاسة حيدر العبادي (رئيس وزراء العراق)، المدعوم من التحالف الدولي، فيما حصل ائتلاف «دولة القانون» على 26 مقعدًا، والحزب الديمقراطي الكردستاني -بزعامة الرئيس السابق لإقليم كردستان مسعود برزاني- على 25 مقعدًا، وائتلاف «الوطنية» -بزعامة رئيس الوزراء الأسبق ونائب رئيس الجمهورية الحالي إياد علاوي- على 21 مقعدًا، وتيار «الحكمة» -بزعامة عمار الحكيم- على 19 مقعدًا.

وحصد حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، الذي كان يتزعمه الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني، 18 مقعدًا، كما نال تحالف «القرار العراقي»، بزعامة السياسي السني البارز أسامة النجيفي، 11 مقعدًا.

◄ الطريق لحكم العراق:
يتوقع المحللون عدم مرور عملية تشكل الحكومة العراقية بصورة سلسة، وأنها ستواجه العديد من الألغام، ما قد يطيل مدة تكشيل الحكومة، حيث ستضم أكثر من ائتلاف انتخابي.

وهناك العديد من السيناريوهات للوصول إلى تشكيل الحكومة العراقيَّة، الأول: تحالف «سائرون» (54 مقعدًا) مع تحالف «النصر» (42 مقعدًا)، وائتلاف «الوطنية» (21 مقعدًا)، وتيار «الحكمة» (19 مقعدًا)، وتحالف الحزب «الديمقراطي الكردستاني» (25 مقعدًا)، و«القرار العراقي» (11 مقعدًا)، بمجموع 172 مقعدًا من أصل 329 في البرلمان، أي الأغلبية البرلمانية، وهم يشكلون بشكل آخر خصوم إيران في العراق.

السيناريو الآخر يمثل: تحالف «الفتح» (47 مقعدًا) مع «دولة القانون» (26 مقعدًا)، وحزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» (18 مقعدًا)، بمجموع 91 مقعدًا من أصل 329 في البرلمان، وقد تنضم إليهم قوى شيعية وكردية.

ويمثل السيناريو الثالث: تحالف القوى الشيعية بشكل تام مع استبعاد «ثائرون»، وعودة حيدر العبادي إلى التيار الإيراني، بحيث يكون هناك تحالف من «النصر، والفتح، وائتلاف القانون والحكمة» مع بعض القوى السنية والكردية، وإقصاء قائمة «الصدر»، كما حدث في انتخابات 2010 عندما فشل إياد علاوي (سياسي عراقي تولى رئاسة الحكومة العراقية المؤقتة)، الفائز بنحو 91 مقعدًا متصدرًا الانتخابات البرلمانية، في تشكيل الحكومة، وشكلها نوري المالكي (رئيس وزراء العراق الأسبق) بعد تشكيل ائتلاف أغلبية بعدد المقاعد داخل البرلمان العراقي.

◄ «الصدر» يتمهل:
يتمهل الزعيم الديني مقتدى الصدر في عملية التقدم نحو مقعد رئيس الحكومة العراقية، حيث يتواصل ويتناقش مع العديد من القوى السياسية والائتلافات الانتخابية، فقد استقبل «الصدر» رئيس تيار «الحكمة» عمار الحكيم، كما أجرى اتصالات مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وكذلك استقبل سفراء دول جوار العراق ما عدا السفير الإيراني، وهم سفير السعودية بالعراق عبدالعزيز الشمري، والسفير التركي فاتح يلدز، والسفير السوري صطام الدندح، والسفير الأردني منتصر الزعبي؛ حيث عُقِد اللقاء الجمعة 18 مايو الجاري، لبحث الأوضاع العراقية.

◄ إيران المتحفزة
باتت إيران تدرك خطر «الصدر»، لذا أرسلت قائد فيلق القدس قاسم سليماني، من أجل الوصول إلى ائتلاف أغلبية في البرلمان العراقي لتشكيل الحكومة، وحتى الآن يبدو أن مهمة «سليماني» تواجه عراقيل وألغامًا قوية في الوصول إلى ائتلاف حكومي يضمن لإيران السيطرة على مقعد رئيس الوزراء العراقي.

وتسعى طهران إلى كسر «الصدر» عبر الانتصار عليه سياسيًّا بمصادرة منصب رئيس الوزراء العراقي لصالحها، فيما يسعى الصدر ليكون أول عراقي يهزم إيران داخل بلاد الرافدين.

شارك