«لسنا إخوانًا».. أتباع «البنّا» يواصلون تبرؤهم من الجماعة

الأحد 20/مايو/2018 - 07:36 م
طباعة «لسنا إخوانًا»..
 
كان ذلك في نهاية 1948، حين كتب حسن البنّا، مؤسس جماعة الإخوان (1928)، بيانًا تَبَرَّأ فيه من قَتَلَة فهمي النقراشي باشا، رئيس وزراء مصر وقتذاك؛ إذ لم يكتفِ «البنّا» بالتخلي عن بَنِي جماعته، بل أقر أيضًا بتكفيرهم، قائلًا: «ليسوا إخوانًا، وليسوا مسلمين». 

تسعون عامًا مضت، تبدل خلالها الحال، وبات الإخوان القدامى هم من يتبرؤون من الجماعة، على طريقة المؤسس، فكتب بعضهم لافتات علقوها على منازلهم تحمل عبارات شبيهة بما كتبه المؤسس منذ 9 عقود، منها واقعة شهدتها محافظة الغربية في دلتا مصر نهاية 2017، كان بطلها الدكتور فوزي خفاجي رئيس قسم العلاج الطبيعي بمستشفى «السنطة» -أحد مراكز المحافظةــــــ الذي عَلَّق لافتةً في أحد الشوارع كتب عليها: «لا للإرهاب.. إخواني سابق».

وتكرر الأمر مجددًا، بصورة أخرى؛ إذ حرر «معتز مصطفى محمد شاهين» 36 عامًا -ابن شقيقة القيادي الإخواني الهارب بأسرته إلى كندا «محمد جمال حشمت»- محضرًا رسميًّا في أحد أقسام الشرطة، أمس الجمعة، لإعلان تَبرّئه من «الإخوان»؛ متهمًا إياها بالتخلي عن دورها الإصلاحي، واللجوء إلى العنف والإرهاب؛ لتحقيق مصالحها.

واتُّهم «شاهين» من قبلُ في حريق مبنى ديوان عام محافظة البحيرة، عقب فض اعتصامي «رابعة والنهضة» عام 2013، وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات.

ومن قبل ابن شقيقة «حشمت»، أعلن 350 من أعضاء جماعة الإخوان، الانشقاق عنها، والتبرؤ منها، ومن أعمال العنف ضد مؤسسات الدولة، عن طريق تحرير محاضر بأقسام ومراكز الشرطة، بعدد من المحافظات وعلى رأسها «البحيرة». 

وأرجع سامح عيد، الباحث في شؤون الإسلام السياسي، الأسباب إلى مراجعات جارية بالفعل يقودها ممثلون من الدولة مع شباب الإخوان؛ التي انصاع لها عدد من أتباع الجماعة، لاسيما أنها ليست في الجذور الفكرية والعقائدية للتنظيم، ولكن في الأخطاء السياسية التي وقعت خلال عام حكم الجماعة، وبعد عزل الرئيس المنتمي إلى الإخوان، محمد مرسي، 2013.

وأكد «عيد» في تصريح لـ«المرجع» أن تلك المراجعات ليست مقصورةً على السجون فقط، بل يعمل بعض رجال الأزهر أيضًا على تحصين الشباب، وإقناعهم بنبذ العنف، وتبيين الأدلة الشرعية على شرعية نظام الحكم الحالي، باعتباره النظام الحاكم، وتجب السمع له والطاعة، وعليهم أن يبتعدوا عن السياسة، ويتفرغوا للعبادة والعمل الدعوي.

شارك