الطريق إلى «الحوثي».. يرسم خريطة الوصول لمعقل زعيم الميليشيا

الإثنين 21/مايو/2018 - 04:41 م
طباعة الطريق إلى «الحوثي»..
 

مع الخسائر الفادحة لميليشيا الحوثي، وخاصة في محافظة صعدة -معقل زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي- بات الجيش اليمني بإسناد من قوات التحالف العربي على مقربة من معقل «الحوثي»، وفيما يلي يرسم «المرجع» خريطة الطريق إلى زعيم الميليشيا.

◄ معقل الحوثي:
يحتمي عبدالملك الحوثي في منطقة جبلية وعرة، كهوف جبال مران في صعدة شمال اليمن، وقد استغل «الحوثي» طبيعة التضاريس الجبلية التي تشبه كهوف تورا بورا بأفغانستان، للتخفي والاختباء.

ويقع معقل «الحوثي» بمنطقة مران في مديرية حيدان، وهي إحدى مديريات خولان بن عامر، وتقع المديرية جنوب غرب صعدة، وتتصل من الشمال بمديرية ساقين، ومن الشرق بمديرية سحار، ومن الغرب مديرية الظاهر، كما تتصل من الجنوب بمحافظتي حجة وعمران؛ لذا فإن عملية الوصول إلى معقله قد تأخذ وقتًا لكنها ليست مستحيلة.

وقد استطاع الجيش اليمني، في عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، قتل مؤسس الحركة حسين الحوثي (شقيق عبدالملك)، في 2004، بأحد كهوف جبال مران.

◄ 5 محاور:
ويسعى الجيش اليمني إلى الوصول لمعقل زعيم جماعة الحوثيين في جبال مَرَّان في صعدة عبر 5 محاور، وهي: «محور علب بمديرية باقم، محور البقع، محور رازح التابعة لمحافظة صعدة، محور مديرية برط العنان، وجبهة مديريتي الصفراء وحشوة على طريق مركز صعدة المدينة».

وحققت قوات الجيش اليمني، بدعم التحالف العربي، انتصارات واسعة في محور «البقع»، شمال شرق صعدة، بعد وصول تعزيزات له عبر منفذ الخضراء الحدودي مع المملكة العربية السعودية، وكذلك «مفرق البقع» باتجاه كتاف، على الخط الرابط بين مدينة صعدة والبقع، كما تمكنت من استعادة جبال العليب الاستراتيجية، وجبال العطيف، ومديرية كتاف والبقع، وأصبح طريق «كتاف – البقع» تحت سيطرة الجيش اليمني.

وبشأن محور رازح، شمال غرب صعدة، فقد تمكنت قوات الجيش من تحرير جبال ووادي العطيفين، وواصلت تقدمها في المنطقة لتحرر عددًا من المواقع، وصولًا إلى تحرير جبال الأزهور الاستراتيجية وتحرير مديرية رازح، وهي على بعد 27 كيلومترًا من جبال مران، مسقط رأس زعيم الجماعة الإرهابية عبدالملك الحوثي.

وفي جبهة الفر، سيطرت قوات الجيش اليمني والتحالف على السلسلة الجبلية المطلة على قرية الفرع من ناحية الغرب والجنوب الغربي لصعدة.

وعلى صعيد محور مديرية برط العنان، تمكن الجيش اليمني، الخميس الماضي 17 مايو الجاري، من تطهير جبال الظهرة الاستراتيجية، وإحكام السيطرة على عقبة البوم وجبل القاهرة.

◄ 10 كيلومترات من معقل الحوثي:
وباتت منطقة مران، مسقط رأس زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي، على بعد أقل من 10 كم من تمركزات قوات الجيش اليمني، بعد الانتصارات القوية التي حققها في محافظة صعدة.

ووفقًا لتقارير يمنية، فإن هناك خطة ميدانية لقطع خطوط الإمداد عن ميليشيا الحوثي في صعدة، خاصة من محافظات الجوف وحجة وعمران.

وأصبحت مديريات «شذى، رازح، وغمر» التي تعد أكبر المديريات الـ15 في محافظة صعدة، القريبة من معقل زعيم الحوثيين في حيدان ومران، تحت السيطرة النارية لقوات الجيش اليمني؛ ما يدل على حجم الانتصارات القوية للجيش اليمني وقوات التحالف في صعدة.

◄ تخبط الحوثي:
وتشير العديد من التقارير إلى أن عبدالملك الحوثي بات يتنقل من منطقة إلى أخرى؛ خوفًا من استهدافه أو اعتقاله من قبل المناوئين له من أبناء صعدة، في ظل تقدم الجيش المستمر نحو معقله الرئيسي بمران.

وكشف رئيس المجلس الأعلى لأبناء محافظة صعدة الشيخ عبدالخالق بشر، عن عمل ميداني كبير داخل مديريات محافظة صعدة من قبل فرق من أبناء قبائل صعدة؛ لرصد تحركات قادة ورموز ميليشيات الحوثي الإيرانية، في مقدمتهم زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي.

◄ تجربة 2004
من جانبه، رأى المحلل السياسي اليمني، عضو حزب المؤتمر الشعبي العام كامل الخوداني، أن التقدم الذي أحرزته قوات الجيش اليمني، بدعم من التحالف العربي، ضد ميليشيا الحوثي، يقربها من قطع رأس الأفعي في كهوف مران.

وأضاف «الخوداني»، في تصريح لـ«المرجع»، أن عملية الوصول لمعقل الحوثي ليست مستحيلةً، لكنها صعبة، في ظل التضاريس الجبلية الوعرة للمنطقة، وكذلك استخدام الحوثي لأهالي صعدة كدروع بشرية للاحتماء فيهم.

وتابع «الخوداني» أن معركة السيطرة على مران ستشهد قتالًا ضاريًا من قبل ميليشيات الحوثي؛ لأن كهوف مران تشكل المعقل الروحي، وسقوطها في يد قوات الجيش اليمني والتحالف العربي يعني موت الميليشيا إلى الأبد.

ولفت السياسي اليمني إلى أن تجربة حرب 2004 ومقتل حسين الحوثي في كهوف مران، يشكلان خطة يمكن العمل بها من قوات التحالف والجيش اليمني في إسقاط معقل الحوثي.

وأوضح «الخوداني» أن السيطرة على سلسلة «جبال النار»، الفاصلة بين محافظتي حجة وصعدة، تشكل ضربةً استراتيجيةً قويةً لميليشيات الحوثي، ونصرًا ساحقًا للجيش اليمني؛ لما تشكله هذه الجبال من أهمية استراتيجية في العمل العسكري، فهي سلسلة جبلية وعرة يبلغ طولها أكثر من 12 كيلومترًا، وتمتد من حدود محافظة صعدة شمالًا إلى جنوب مديرية حرض بمحافظة حجة، وتطل على مدينة ووادي حرض وعشرات التباب التابعة للمديرية، كما تطل على منطقة المَزرق التابعة لمديرية بكيل المير، التي تبعد عنه ما يقارب 3 كيلومترات، أي السيطرة ناريًّا على مناطق عسكرية كبيرة في صعدة.

وأكد «الخوداني» أن الانتصارات الأخيرة للجيش اليمني تضيق الخناق على عصابة الكهنوت، ومديريات صعدة تتنفس هواء الحرية واحدة تلو الأخرى؛ ما يبشر بأن سقوط الحوثي ليس أمرًا مستحيلًا.

شارك