سفيان بن قمو.. الحاكم الفعلي للإرهاب في ليبيا

الإثنين 28/مايو/2018 - 12:07 م
طباعة سفيان بن قمو.. الحاكم سارة رشاد
 

في مادة مصورة بثَّتها الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب والظواهر الهدامة بليبيا، كشف داعشي يُدعى سفيان عبدالرحمن عطية، عن ثمة حاكم فعلي يتولى شأن الفصائل المسلحة كافة في مدينة درنة (شرقي ليبيا).



وتحت عنوان «الجزء الثالث عشر من خلف القضبان»، قال عطية (23 عامًا)، الذي قُبِضَ عليه قبل شهرين من قبل السلطات الليبيَّة، وهو متخفٍّ في زي النساء: «إن سفيان بن قُمو، الذي يعمل معه كحارس شخصي له، ويعد أشهر وجوه التطرف بليبيا، هو الحاكم والمرجع الشرعي الرئيسي لكلٍّ من (داعش - أنصار الشريعة - مجلس شورى المجاهدين - جيش الإسلام)».



من ابن قُمو؟

تعتبر هذه هي المرة الثانية، التي يُلقَى فيها الضوء على اسم «ابن قُمو»، فالمرة الأولى كانت في سبتمبر 2012، عندما اتُّهمت جماعة «أنصار الشريعة»، التي يتزعمها «ابن قُمو»، بالتورط في حادث استهداف القنصلية الأمريكيَّة في بنغازي، التي أودت بحياة السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة مواطنين أمريكيين.



وبعد الحادث بعامين، في يونيو 2014، ترددت أنباء عن القبض عليه من قبل القوات الأمريكية ونقله إلى أمريكا للتحقيق معه في واقعة القنصلية، إلا أن الأنباء لم تكن دقيقة، ورغم اتجاه أغلب التقارير الليبية والأمريكيَّة إلى تورط «أنصار الشريعة» في حادث السفارة؛ فإن «ابن قمو» كان مُصرًّا على نفي أي علاقة لكيانه بالعملية.



و«ابن قمو» هو سفيان إبراهيم أحمد حمودة بن قمو، جهادي ليبي، ولد في 26 من يونيو 1959، بمدينة درنة، ويكنى «أبوفارس». 



انشغل «ابن قمو» مبكرًا بالفكر الجهادي، حتى إنه بدأ حياته سائقًا بإحدى شركات زعيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن في السودان، ثم انتقل إلى أفغانستان؛ حيث عمل بمعسكرات تدريب تابعة لـ«القاعدة»، والتحق بصفوف حركة «طالبان» وارتبط بعلاقة بممولي أحداث 11 سبتمبر.



وعلى خلفية هذه الفترة دخل معتقل جوانتانامو، الذي غادره في 2007 ليوضع في سجن بطرابلس، وهناك قضى عامًا واحدًا ليفرج عنه من قبل نظام حكم معمر القذافي، ضمن برنامج مراجعات فكرية أقامته الدولة الليبية للإسلاميين، بإشراف سيف الإسلام القذافي، وكان الغرض منه إعداد نجل القذافي لوراثة الحكم.



عقب اندلاع أحداث 17 فبراير 2011، كان «ابن قمو» أحد أبرز الأسماء التي حضرت إلى المشهد الليبي؛ إذ استغل حالة الفوضى التي دخلت فيها البلاد وراح يرسم لحلم تأسيس دولة إسلامية في ليبيا على خلفية ما حدث في سوريا والعراق، واعتبر الجهادي الليبي الأمر في ليبيا أسهل؛ إذ تعاني الدولة الليبية من هشاشة أكثر من تلك التي تعانيها الدولة السورية.



وفي سبيل ذلك تعاون الجهادي الليبي مع قوات الناتو رغم فتاويه بأنه «كيان كافر»، من جانبه تغاضى الناتو هو الآخر عن أفكار المتعاونين معه بمن فيهم الإسلاميون المتطرفون، وذلك للمصلحة المشتركة وهي السعي للتخلص من القذافي، وفي أكتوبر 2011 لقى الرئيس الليبي حتفه على يد إرهابيين، ليدشن في 2012 «أنصار الشريعة» التابعة لتنظيم القاعدة، وتولى «ابن قمو» زعامتها حتى أعلنت حلها في 2014 وانصهارها فيما يُعرف بـ«مجلس شورى» التابع لـ«القاعدة».



ورغم الخلفيات القاعدية للإرهابي الليبي؛ إذ نشأ وتدرب بين صفوف تنظيم «القاعدة»؛ فإنه تحول لتنظيم «داعش» ودخل في معارك مع التنظيم فقد فيها نجله إبراهيم؛ إثر استهداف أمريكا لمواقع تجمع عناصر «داعش».



ويمثل «ابن قمو» أحد أخطر جهاديّي ليبيا المنتمين لـ«القاعدة»؛ إذ أشرف على 4 معسكرات أقامها التنظيم قُرب الحدود الشرقيَّة لليبيا، هي (الملاحم في درنة، النوفلية جنوب سرت، وخليج بردة، والجبل الأخضر)، إضافةً إلى دوره الفقهي؛ لهذا السبب خرجت تقارير ليبية تشير إلى أن أغلب من درّس لهم «ابن قمو» توجهوا للقتال بسوريا.



وينسب لـ«ابن قمو» أنه نسق مع جماعة «أنصار الشريعة التونسية»، التي تورطت في اغتيال المعارضين التونسيين شكري بالعيد ومحمد البراهمي، لاسيما اعترافه هو شخصيًّا بتورطه في هدم مقامات الصوفيَّة في مدينة درنة، بما فيها مقامات الصحابة.



ورغم وجود أنباء بخصوص وفاته في أبريل 2013، فإنه يرجح أن «ابن قمو» يقيم الآن في درنة، وكان بصحبة عمر رفاعي سرور، الجهادي المصري الهارب في درنة، القاضي الشرعي لـ«القاعدة» في ليبيا.



وترددت أنباء، بداية مايو الحالي، في وسائل الإعلام الليبية، تزامنًا مع العمليات العسكرية التي توجهها القوات المسلحة الليبية نحو درنة لتطهيرها من الإرهابيين، تفيد باختفائه من المدينة، إلا أنه ليس وحده؛ إذ اختفى قادة الصف الأول من مجلس شورى درنة، التابع لـ«القاعدة» والمسيطر بشكل أساسي على المدينة، هروبًا من القصف الجوي الليبي.



وينسب لـ«ابن قمو» تصريحات متشددة؛ إذ قال، في 2012: «نحن نرفض الانتخابات من الأساس.. فهناك الكثير من الفتاوى التي تحرمها»، وفي موقع آخر قال: «نرفض الاعتراف بالمؤتمر الوطني غير الشرعي، فإما أن تُطَبَّق الشريعة وإما أن نحتكم للسلاح!!».

 

شارك