أرعب العالم من منزله.. «العسيري» مهندس تفجيرات «القاعدة»

الثلاثاء 12/يونيو/2018 - 10:49 ص
طباعة عبدالهادي ربيع
 
يُعَدُّ إبراهيم العسيري، أحد أشهر الإرهابيين في تاريخ العمليات الجهاديَّة؛ إذ عمل كبيرًا لصانعي المتفجرات في تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، كما شَكَّل إزعاجًا لأجهزة الأمن الدوليَّة، وتهديدًا دائمًا لمطارات العالم.

ولد «أبوصالح»، إبراهيم حسن العسيري، في أبريل 1982، بالعاصمة السعوديَّة الرياض، لأبٍ يعمل ضابطًا في الجيش السعودي؛ ما زاد من خبرته العسكريَّة وحسِّه الأمني، وانضم في فترة مبكرة من حياته إلى إحدى خلايا تنظيم القاعدة في السعوديَّة؛ إذ ترك دراسته في الكيمياء بكلية العلوم، جامعة الملك سعود، لينضم إلى التنظيم، وبفضل دراسته للعلوم الكيميائيَّة نشط كصانع للمتفجرات، كما شارك في التخطيط لتفجيرات منشآت نفطيَّة في المملكة.

ألقي القبض على «العسيري» عام 2006، بسبب نشاطاته مع التنظيم، ومحاولته الهروب إلى العراق للانضمام إلى الجماعة المتشددة، وبعد الإفراج عنه حاول إنشاء خلية جديدة للمتشددين داخل المملكة، إلا أن السلطات السعوديَّة داهمت مقر الاجتماعات وقتلت 6 من زملائه، في حين تَمكَّن هو وشقيقه من الفرار إلى اليمن؛ حيث انضم عام 2007 إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وأدرجت السلطات السعوديَّة اسم «العسيري»، على رأس قائمة المطلوبين الـ85 في المملكة، في الثاني من فبراير 2009.

وصنع «العسيري»، من خلال منصبه كمهندس تفجيرات «القاعدة»، العديد من القنابل والطرود المتفجرة، التي يصفها المتخصصون بأنها من النوع الذي يصعب اكتشافه في المطارات؛ إذ يعتمد في صناعتها على مادة غير معدنية، وفتيل تفجير متطور للغاية.

ومن أبرز العمليات الإرهابيَّة التي تورط «العسيري» فيها، تصنيع «قنبلة الملابس الداخلية» التي ارتداها الإرهابي النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب، الذي حاول تفجير طائرة أمريكيَّة في عيد الميلاد عام 2009، كما تُعد من أشهر تجاربه في صناعة المتفجرات الدقيقة حين جَهَّز حزامًا ناسفًا يصعب اكتشافه لأخيه عبدالله، ليستهدف بهذا التفجير الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخليَّة السعوديّ للشؤون الأمنيَّة، وعبر عبدالله العسيري الحدود، واستطاع الدخول إلى قصر «نايف»، زاعمًا تخليه عن ولائه لـ«القاعدة»، ولم يتم اكتشاف المتفجرات.

ولكن أشهر عمليات «العسيري»، ظاهرة الطرود المتفجرة، التي شغلت العالم؛ إذ كان يرسل طرودًا إلى المطارات التي يريد استهدافها، لتنفجر حال فتحها، ونجحت بعض هذه الحالات، وأشهرها كان في أبريل 2012، حين اكتشفت «سي آي آيه» نسخة من قنبلة الملابس الداخلية التي استخدمها الإرهابي النيجيري عمر الفاروق، خلال عملية تفتيش مباغتة، وقالت السلطات حينها: إن «العسيري وراء هذه الطرود».

ونتيجة طرود «العسيري» المختلفة إلى مطارات العالم، شددت سلطات أكثر من 250 مطارًا حول العالم الإجراءات الأمنيَّة.

ورجَّحت الاستخبارات الأمريكيَّة مقتل «العسيري»، خلال الغارة الجوية التي أدت إلى مقتل القيادي القاعدي أنور العولقي، فأرسلت جثتين يُشتبه في أن تكون إحداهما لـ«العسيري» إلى السعوديَّة لتحليل الـDNA، لكن الفحوصات أثبتت أنه ليس من بين الجثتين.

شارك