«نقل العهد» عند الصوفية.. الطاعة لـ«الوريث» وليس لـ«الفقيه»

الجمعة 15/يونيو/2018 - 10:48 ص
طباعة «نقل العهد» عند الصوفية.. سارة رشاد
 
لم يستغرق نقل العهد إلا ساعات، في المساء كان خبر الوفاة، ليأتي الصباح بحشد من المُريدين إلى مسجد طريقة العشيرة المحمدية بمنطقة قايتباي التاريخية في القاهرة، واضعين الكفوف على الأكتف في خشوع، مرددين ما يُتلى عليهم من شيخهم الجديد.

إنه العهد الذي منحه مُريدو العشيرة المحمدية، إحدى الطرق الصوفية في مصر، لشيخ الطريقة الجديد نورالدين محمد عصام الدين، نجل الشيخ محمد عصام الدين (75 عامًا) المتوفَّى مساء الأربعاء 14 فبراير 2018، وبمقتضاه يصبح نورالدين شيخًا شرعيًّا للطريقة.

والعهد في الصوفية (أو البيعة) هو نص يضعه مؤسس كل طريقة، ويتوارثه من بعده خلفاؤه ومُريدوه، وهو الرابطة بين الشيخ والمُريد، ويكون شفهيًّا، يتعهد فيه المُريد بالطاعة الكاملة؛ إذ يقوله بنيّة أنه يعاهد الله ورسوله وليس الشيخ، فالشيخ عندهم هو «وارث النبوة».

ويعطى العهد في ثلاث حالات، إما أن يكون المُريد حديث الانضمام للطريقة، فيحتاج لإعطاء عهد، وإما قديمًا يرغب في تجديد عهده، وإما توفي شيخه، وجاء من بعده وريثٌ جديد.

وهناك تغيرات تتحدد بناءً على منح العهد، وذلك على المستوى السلوكي والأخلاقي للمريد؛ إذ تشهد العلاقة بينه وبين الله، وبينه وبين الناس، تغييرات يفرضها تعهده بالالتزام بالآداب، والانتقال من حياة الغفلة.

لمَن يكون العهد؟
تقوم الطرق الصوفية على توريث منصب شيخ الطريقة، فمن بعد الأب يأتي نجله الأكبر، أو أحدٌ من نسله؛ لذا دائمًا لا يخرج العهد عن أسرة معينة، يكون منها مؤسس الطريقة، ومن بعده نسلُه.

ويعتبر التوريث تغيرًا طارئًا على الطرق الصوفية؛ إذ لم يشترط الأقطاب الأوائل الانحدار من نَسب محدد، بل تكفي الكفاءة والعلم بالمنهج الصوفي، لتولي الصوفي منصب شيخ الطريقة.

وتلقت الصوفية انتقادات من داخلها؛ بسبب منهج التوريث الذي تتعامل به اليوم، إذ ربط البعض بين الضعف الذي طرأ على الصوفية، وتمسكها بالتوريث، ويقول أصحاب هذا الرأي: إن من قدموا في مشيخة الطرق، في الآونة الأخيرة، بالتوريث، موظفون وليسوا فقهاء بالتصوف.

شارك