إناث الذئاب المنفردة.. آخر ما يتشبث به «داعش» بعد انهياره

الإثنين 18/يونيو/2018 - 09:25 ص
طباعة إناث الذئاب المنفردة.. آية عز
 
لم تعد نساء داعش مجرد أجساد للجنس فقط، يشبع شبق رجال التنظيم وقت اللهو، بل لم يعدن حتى خادمات يعملن على إعداد الطعام للعناصر الإرهابية، فأجساد الداعشيات تجاوزت الجنس والخدمة إلى التفخيخ والتفجير والطعن أيضًا.

اعتمد داعش على نسائه في الصفوف الأولى -فقط خلال العام الماضي في سوريا والعراق- بسبب الهزائم التي لحقت به، لكنه كان لا يعتمد عليهن «كذئاب منفردات» تقوم بتنفيذ عمليات إرهابية في الدول الأجنبية.

ومؤخرًا بدأ التنظيم الإرهابي يُغير من استراتيجيته؛ حيث جعل مهام الذئاب المنفردة لا تقتصر على الرجال فقط، وأشرك معهم نساء التنظيم، أو إناث الذئاب المنفردة، خاصة منذ أن بدأ التنظيم ينهار في نهاية عام 2017.

وهذا الأمر تمت ملاحظته اليوم الأحد في فرنسا، حيث قامت إحدى السيدات المنتقبات التابعة للتنظيم الإرهابي -بحسب ما نشرته إحدى القنوات الموالية لـ«داعش» عبر «تليجرام» (أحد تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي)- بتنفيذ عملية طعن داخل أحد المحال التجارية الموجودة في منطقة «لوكليرك لاسين سور» جنوبي فرنسا، وأصابت شخصين، وأثناء قيامها بتلك العملية ظلت تُردد «الله اكبر».

وخلال الآونة الأخيرة عقب أن خسر داعش نحو 99% من معاقله الإرهابية، وفَقَدَ معظم المناطق التي كان يُسيطر عليها في سوريا والعراق، عادت مئات السيدات والأطفال التابعون للتنظيم إلى فرنسا؛ حيث عاد إليها نحو 66 امرأة، خلال شهر نوفمبر عام 2017، بعد إقامتهن لفترات طويلة في مناطق سيطرة التنظيم في الشام وبلاد الرافدين منذ عام 2014.

وتعتبر نسبة النساء الفرنسيات المنضمات إلى تنظيم داعش، هي النسبة الأكبر على مستوى قارة أوروبا، حيث تُشكل نساء فرنسا 25% من نساء القارة العجوز اللاتي انضممن إلى التنظيم في سوريا والعراق.

وفي وقت سابق أكدت دراسة نشرتها إحدى الصحف الإنجليزية، أن النساء الأوروبيات اللاتي يلتحقن بـداعش في سوريا والعراق يعتبرن أكثر خطورة من الرجال، وذلك لأنهن دربهن على القيام بكل الأعمال الإرهابية الخطرة في حال موت أزواجهن أو تعرضهن لأي أذي.

وأشارت الدراسة الإنجليزية، إلى أن داعش كان في أعقاب عام 2014 يمنع عليهن القتال أو المشاركة في أي أعمال إرهابية، لكنه في نهاية عام 2017 بدأ يُلقنهن التدريبات الإرهابية ويضمهن إلى صفوفه القتالية، ويعتمد عليهن أكثر من الرجال، خاصة عقب أن خسر عددًا كبيرًا من عناصره الرجال التي كان يعتمد عليهم.

وأوضحت الدراسة، أن نساء داعش أكثر عنفًا من الرجال ويحملن كراهية وبغضًا كبيرًا بداخلهن للدول الأوروبية؛ وذلك بسبب الأفكار المتطرفة الخاطئة التي استطاع التنظيم أن يزرعها في عقولهن خلال الفترة الماضية، وهذا الأمر تم اكتشافه من خلال الدراسات التي أُجريت عليهن عقب إلقاء القبض على بعضهن أثناء عودتهن لبلادهن.

ويرى الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، عبد الشكور عامر، أن علاقة المرأة بالإرهاب في تنظيم داعش ليست وليدة اللحظة، إذ يقول: إن حادث الطعن على يد سيدة إرهابية جنوبي فرنسا، اليوم الأحد، كان أمرًا متوقعًا، وذلك بعد الهزائم المتكررة في سوريا والعراق للتنظيم، خاصة أن التنظيم خلال الفترة الحالية بدء يعتمد على العنصر الأنثوي بشكل كبير، مشيرًا إلى أن داعش في سيناء خلال الفترة الماضية تبنى السلوك نفسه، وقام بتجنيد بعض النساء للقيام بأعمال نوعية كنقل تكليفات لعناصره ونقل المؤن وبعض الأسلحة الدقيقة ورصد حركة قوات الجيش والشرطة بسيناء.

وأكد عامر في تصريحات لـ«المرجع»، أن عددًا كبيرًا من المراهقات في أوروبا يعيشن حالة من اليأس والفراغ؛ ما يدفع الكثير منهن للبحث عن مغامرة مختلفة تثير حياتهن وتملأ الفراع في حياتهن، وهذا السبب من الممكن أن يكون دافعًا قويًا لقيام تلك السيدة بهذه العملية الإرهابية.

وأضاف الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن انضمام السيدات الأوروبيات إلى داعش يمنح المرأة الغربية إحساسًا بالقوة والأهمية في ظل حالة الفراغ واليأس التي يعيشها الكثيرات منهُن.

وتوقع «عامر»، أن حادث فرنسا لن يكون الأخير ومن المتوقع أن يتطور الأمر إلى عمليات أشد عنفًا كالعمليات الانتحارية، خاصة عقب عودة أغلب من انضممن إلى داعش لبلادهن الأصلية خلال الفترة السابقة.

وفي السياق ذاته أوضح، أن السبب في اختيار التنظيمات الإرهابية للعنصر النسائي هو ما تتمتع به المرأة من حسن المراوغة والدهاء، إضافة إلى أن علاقة المرأة بالعنف والإرهاب ليست وليدة اليوم، وليس لداعش الفضل الأول في ذلك؛ لأن كلًا من تنظيمي «القاعدة» و«الجماعة الإسلامية» في مصر، خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، سارع بضم وتجنيد الفتيات والنساء للقيام بعمليات نوعية ضد قوات الشرطة ومؤسسات الدولة المصرية حينها، بحسب قوله.

شارك