«داعش» يخسر آخر جيوبه الإرهابية في سوريا

الإثنين 18/يونيو/2018 - 03:11 م
طباعة «داعش» يخسر آخر جيوبه آية عز
 
جاءت الخسائر الفادحة (المادية والبشرية) التي تكبدها تنظيم «داعش» الإرهابي أخيرًا في سوريا؛ لتنقل «داعش» من خانة التنظيم العنيد إلى خانة التنظيم المنهار، الذي بدأت عناصره تفرُّ من جحورها كالجرذان، تحت ضربات وغارات الجيش السوري، وتقلصت المساحات التي خضعت لدموية التنظيم فترة ليست بالقصيرة.

وأخيرًا اعترف التنظيم بهزيمته، بعدما اكتشف عدم وجود جدوى للبقاء والمقاومة التي تكبده المزيد من الهزائم والخسائر، إلا أن هذا الاعتراف لم يأتِ مباشرًا، بل جاء ضمنيًّا في شكل صور عدّة نشرتها عناصره عبر موقع تيليجرام، وأظهرت الصور مدى فداحة ما تعرَّض له التنظيم من خسائر في سوريا، والحال التي وصلت إليها عناصر التنظيم.

أيضًا أظهرت صور عدّة مجموعة دواعش يقومون بطهي الطعام، وعجن الخبز في محاولة منهم للبقاء فقط على قيد الحياة، بعد قطع جميع الإمدادات، ومراقبة طُرق تزويدهم بالمؤن بمنتهى الصرامة؛ ما دل على فقدانهم النزعة القتالية، وتركيزهم فقط على طريقة للخروج من الجحيم الذي حوصروا في قاعه، منتظرين اللحظة المواتية للهروب والفرار منه.

وبعيدًا عن تلك الصور، تأكدت خسارة داعش في سوريا خلال الأيام الماضية؛ إذ تركزت معارك التنظيم مع الجيش السوري وقوات التحالف الدولي، في 3 محافظات سورية فقط، وهي «دير الزور، والحسكة، والبادية»، تزامنًا مع غارات جوية شنَّتها القوات الفرنسية والإيطالية على معاقل التنظيم في تلك المناطق، كل ذلك في استسلام تام من قِبَل عناصر التنظيم؛ لأنه فقد أسلحته وذخائره، وعددًا كبيرًا من عناصره البشرية.

وتوازيًا مع الغارات والعمليات العسكرية التي تُشن على عناصر التنظيم، خسر «داعش» آخر جيوبه الرئيسية التي ظلَّ يُسيطر عليها في الفترة السابقة، منها «بلدة هجين القريبة من محافظة دير الزور، وبلدة الدشيشية القريبة من الحدود العراقية».

في سياق متصل، يؤكد عبدالخبير عطا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط في صعيد مصر، أن «داعش» بالفعل انتهى في سوريا؛ بفضل الضربات العسكرية المتلاحقة من قِبَل قوات التحالف والجيش السوري.

وأكد «عطا» في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أنه على الرغم من انهيار التنظيم في سوريا وانتهائه تقريبًا، فإنه مازال يُشكل خطرًا؛ لأن هناك أكثر من دولة أجنبية لها مصلحة في بقائه في سوريا حتى تُسيطر عليها، وتُحقق مصالحها السياسية «غير الشريفة» في المنطقة، فيجب ألا يتعجب أحد إذا بُعث «داعش» من جديد بعد موته وانهياره، بل ينبغي أن نفتش عن الدور القطري والتركي والأمريكي في دعمه وتمويله.

شارك