الإرهاب يدهس «أمستردام».. وفن هولندا وثقافتها في خطر

الثلاثاء 19/يونيو/2018 - 09:32 ص
طباعة الإرهاب يدهس «أمستردام».. احمد لملوم
 
لكل جمال أعداؤه وكارهوه، ولكل خير نقيض من الشر، في معركة أزلية للخير والجمال كلمة عليا في نهايتها، فكما أن هناك من يعشق الجمال والحق والحياة، يوجد من يرضع الكراهية في المهد، ويتغذى على القبح، ويروج الباطل، ويصور قتل الأبرياء على أنه الغاية الكبرى لنفسه المريضة وقلبه السقيم الحاقد على كلِّ من يختلف مع أفكاره الظلامية.

فمن كل دول العالم يتهافت السائحون على حجز تذاكر دخول متحف فان جوخ في العاصمة الهولندية، أمستردام؛ حيث تقبع لوحات جوخ الفنية الخالدة، يسحرهم عمق تكوينها وجمال ألوانها وفلسفتها التي جعلت صاحبها من أشهر الرسامين عبر التاريخ، وفضلًا عن فان جوخ تعد هولندا في قلب الفن والثقافة الأوروبي بفضل إرثها الغني؛ إذ تلقب بملهمة الأدباء والشعراء.

وكشأن أعداء الجمال والحياة يضع الإرهابيون الفن وأهله وجمهوره نصب أعينهم، وفي مرمى نيرانهم، وهدف عملياتهم الإرهابية في هولندا، وشهد صباح اليوم الإثنين 18 يونيو 2018 جريمة من هذا النوع الخسيس؛ إذ قامت حافلة باقتحام مهرجان موسيقي في جنوب البلاد في الساعات الأولى من الصباح، في حادث دهس أسفر عن سقوط قتيل وإصابة 3 آخرين.

وذكر بيان للشرطة أن سائق الحافلة لاذ بالفرار مبتعدًا عن مسرح جريمته، وأن الشرطة مازالت تبحث عنه حتى الآن، وحدثت الجريمة في حفل (بينك بوب) وهو مهرجان موسيقي مشهور، يتوافد عليه الآلاف، يقام في إقليم ليمبرج قُرب الحدود الألمانية.

وهذا هو الهجوم الثاني الذي يُنفذ في هولندا خلال فترة وجيزة، ففي احتفالات العيد الوطني مايو 2018، قام شاب من أصول عربية بطعن 3 أشخاص في مدينة لاهاي، وتبنى تنظيم «داعش» الهجوم في بيان على تطبيق المراسلة المشفر تيليجرام.

وشهدت هولندا أول حادثة إرهابية نفذها إسلامي متشدد عام 2004، عندما أطلق محمد بويري 8 رصاصات على حفيد الرسام فان جوخ، المخرج السينمائي ثيو فان جوخ، أردته قتيلًا، ويقضي الشاب -ذو الأصول المغربية- عقوبة السجن مدى الحياة حاليًّا.

وأعلن جهاز الاستخبارات الهولندي، أن 160 شخصًا سافروا من هولندا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى «داعش» حتى عام 2016، ومنذ العام 2017 لم يرصد الجهاز أي محاولة سفر أخرى لمناطق الصراع في الشرق الأوسط.

وكان من أبرز هؤلاء المسافرين، ضابط سابق في الجيش الملكي يُدعى إسرافيل يلمظ، توجه إلى سوريا للانضمام إلى «داعش»، وقُتل في غارة جوية على مدينة الرقة في أواخر عام 2016.

شارك