دم عَلَى ضريح «الخُميني».. قصة أول عملية لـ«داعش» في إيران

الأربعاء 20/يونيو/2018 - 01:01 م
طباعة دم عَلَى ضريح «الخُميني».. شيماء حفظي
 
تمتلئ سماء إيران بالمآذن التي تتوسطها قبة مميزة للأضرحة التي تُعدُّ أبرز معالم طهران، لكن «الخُميني» الذي احتل مكانة مميزة لدى الشيعة، كانت مكانة كبيرة لـ«ضريحه» أيضًا عندهم.
بِذكر «ضريح الخميني»، يعود للأذهان -اليوم الأربعاء- الذكرى السنوية للهجوم الدامي الذي نفذه تنظيم «داعش» في 20 يونيو 2017، وهو ما تمَّ وصفه بأنه «خرق أمني خطير» في العاصمة طهران، وأول عملية يشنُّها التنظيم في إيران.

وقبل عام، فتح مسلحون النار عند ضريح «الخميني» قبل أن يُفجّر اثنان نفسيهما، تزامنًا مع هجوم آخر على مقر البرلمان، وأسفر الهجومان عن مقتل 12 شخصًا، وإصابة 39 آخرين، وقالت وكالات أنباء إيرانية -وقتها-: إن 3 مسلحين اقتحموا المنطقة الواقعة على بعد 20 كيلومترًا جنوب طهران من الباب الغربي، وبدؤوا بإطلاق النار.

وفتح أحد المسلحين النار ليُفجر عقب ذلك حزامًا ناسفًا كان يرتديه، قبل أن يعلن التلفزيون الإيراني انتحار مهاجم آخر بتفجير نفسه، وأشارت وكالات أخرى إلى مقتل بُسْتاني كان يعمل في المكان، وإصابة 5 أشخاص بجروح.

وذكرت وكالة «تسنيم»، أن المهاجم بعد نفاد ذخيرته رمى بسلاحه جانبًا، وركض نحو القبر، وعند وصوله إلى مخفر للشرطة قرب القبر فجر الحزام الناسف، وأن قوات الأمن تمكنت من قتل مهاجم آخر، واعتقال امرأة كانت من بين المهاجمين، وتمكنت قوات الأمن من إبطال مفعول قنبلة داخل القبر.

وفي بيان نشرته حسابات متطرفة منتمية إلى التنظيم، أعلن «داعش» مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف ضريح الخُميني.
ويقع ضريح الخميني على مساحة 20 كيلومترًا مربعًا، وصمم ليكون مقاومًا للهزات الأرضية حتى 10 درجات ريختر، وللضريح قُبة مطلية بالذهب، ويصل وزن هيكلها إلى 340 طنًا، وغطاؤها 50 طنًا.

كما يوجد به 4 مآذن، طول الواحدة منها 91 مترًا، وجميعها مطلي بالذهب، وللحرم 5 مداخل من الشرق والغرب، ويضم متحفًا بمساحة 15 ألف متر مربع، وبلغت تكلفة إنشائه نحو ملياري دولار، لكن لا يوجد إحصاء لحجم الأموال التي أُنفقت على تطويره وتجديده، وفق ما ذكرته «العربية.نت».
«الخميني» في سطور
هو روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوي الخميني، رجل دين سياسي إيراني، ولد في مدينة خمين عام 1902، وكان كالأب الروحي لعدد من الشيعة داخل إيران وخارجها.

ويعتبره الإيرانيون «قائد الثورة الإسلامية» -التي أطاحت بحكم الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979– ومؤسس الجمهورية الإيرانية، وسط اتهامات بأنه نجح في ذلك على حساب الأحزاب الإيرانية القومية.

و«الخميني» هو أول من لُقب بـ«آية الله العظمى»، ويُعدُّ أول مرجع ديني يتولى منصب ولاية الفقيه في إيران؛ حيث نقل أفكار «السهروردي» التي أضفت قداسة على شخصية الإمام لتسمو بها على البشر، كما أنه يزعم أن ولاية الفقيه امتداد لسُنَّة النبي واتباع لخطاه، وأن مسألة ارتباط الدين والسياسة «فكرة علمية واضحة»، بدأ إحياؤها بعد توليه أمور طهران.

وكانت عقيدة «الخميني» تدور حول الحكومة الإسلامية، وهو ما ظهر في قوله: «المذهب الشيعي يتطلب الانصياع لقوانين الشريعة وحدها، وفي سبيل ذلك، لا يكفي أن يقود الفقهاء جماعة المسلمين، بل عليهم أن يقودوا الحكومة أيضًا»، وهو ما يُفسّر تمسكه بتطبيق ولاية الفقيه.

ويُعدُّ «الخميني»، أول من ترجم أفكار ولاية الفقيه، التي تخدم المعتقدات الشيعية -الإمامية الاثني عشرية- والتي ترفع الإمام إلى مرتبة الأنبياء وتضفي عليهم قداسة تمنحهم القدرة على التواصل مع الذات الإلهية، من خلال ما يشبه «الوحي الإلهي»، بحسب معتقدات الشيعة.

ويعتقد «الخميني» والشيعة، بأن الأنبياء لم يوفقوا في تنفيذ مقاصدهم، وأن الله سيبعث في آخر الزمان شخصًا ينفذ مسائل الأنبياء، والمقصود بذلك «المهدي المنتظر»، وهو الإمام الثاني عشر الذي اختفى، وينتظر الشيعة عودته، ويحل «الفقيه» محله حتى عودته.

ومنذ إطاحته بنظام بهلوي، تولى الخميني قيادة إيران حتى وفاته عام 1989، وسط جنازة وصفت بأنها من أضخم جنازات العالم، وأكبر تجمع بشري، والتي حضرها ما يزيد على سدس سكان إيران، وقع خلالها جثمان الخميني 4 مرات وتمزق كفنه، وأصيب ما يزيد على 7 آلاف شخص؛ جراء التدافع والزحام لحمله.

وبعد موته، بنى الإيرانيون ضريحًا لـ«الخميني»، في جنوب العاصمة على طريقة الفن الإسلامي والزخرفة، صممه فنانون ومعماريون إيرانيون، ويعد أضخم ضريح في العالم.

شارك