مكة المكرمة.. بلد أمين يستهدفه الشيعة والجماعات الإرهابية

السبت 23/يونيو/2018 - 11:59 ص
طباعة مكة المكرمة.. بلد نهلة عبدالمنعم
 
مكة المكرمة؛ بلد حرام ومن دخلها كان آمنًا، وهي بقعة ذات قدسية وحُرمة؛ فقد اصطفاها الله ليكون فوق أرضها بيته الحرام قبلة المسلمين ومقصدهم لأداء شعيرة الحج، ورغم ما تتمتع به هذه الأرض من مكانة عالية في قلوب المسلمين؛ فإن الجماعات والتنظيمات الإرهابية استباحوا حرمتها وسعوا من وقت لآخر إلى الإفساد فيها وإشهار السلاح في وجوه الطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ.

ويشهد الحرم المكي على وضاعة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، التي استهدفت قدسية بلد الله الحرام بالعديد من العمليات الإرهابية، ولعل أقربها تاريخيًّا الحادث الذي استطاعت يقظة الجهات الأمنية السعودية إحباطه في صباح 23 من يونيو الماضي، بعد أن داهمت منزل من 3 طوابق كان يقبع بداخله مجموعة من العناصر الإرهابية من بينهم انتحاري مكلف بتنفيذ عمل إرهابي داخل بيت الله الحرام.

وقد أدت المواجهات العسكرية التي وقعت بين سلطات الأمن السعودي والعناصر المتطرفة إلى إقدام الانتحاري على تفجير نفسه، وهو ما أسفر عن إصابة عشرات من القوات السعودية وانهيار المبنى الذي تمت مداهمته، فيما استطاعت الأجهزة القبض على 5 أشخاص آخرين.

وفي أواخر عام 1979 وتحديدًا بعد صلاة فجر 20 نوفمبر اقتحم نحو 200 مسلح، على رأسهم شخص يدعى «جهيمان العتيبي»، باحة الحرم المكي معلنًا تنصيب «محمد عبدالله القحطاني» إمامًا، كما أنه طلب من المصلين مبايعة القحطاني، وأعلن الولاء له.

وأثار هذا الحادث مشاعر الاستهجان بين المسلمين في جميع أرجاء العالم، خاصة أن هؤلاء المسلحين بدأوا عمليتهم الإرهابية بقتل أحد حراس بيت الله عن طريق الأسلحة والذخائر التي جلبوها معهم في توابيت تظاهروا أن بداخلها جثامين موتى سيصلون عليهم داخل الحرم.

واستطاعت قوات الأمن السعودي في 4 ديسمبر 1979 (بعد حوالي أسبوعين من الحصار) مستندةً على فتوى تجيز اقتحام الحرم المكي بغرض تحريره من هؤلاء المسلحين، وخلفت تلك الحادثة (التي وقعت خلال عهد الملك خالد بن عبدالعزيز) حوالي 127 قتيلًا و451 مصابًا.

وفي 31 يوليو عام 1987، قام مجموعة من الحجاج الشيعة بأحداث شغب أثناء أدائهم شعائر الحج، وذلك عن طريق تنظيمهم مسيرة تظاهرية وهم في بيت الله الحرام، وتسببت تلك الأحداث في مقتل 402 شخص وإصابة حوالي 600 آخرين، وبعدها قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، ولكن أعادتها بعد الاتفاق على مكان محدد يُسمح فيه للشيعة بالتظاهر بعيدًا عن المناطق المخصصة لشعائر الفريضة المقدسة.

وفي العام 1989، أدى حادث إرهابي آخر وقع أثناء تأدية المسلمين شعائر فريضة الحج إلى وفاة شخص وإصابة 16 آخرين جراء حدوث انفجارين تم أحدهما فوق الجسر المجاور للحرم والآخر في إحدى الطرق المؤدية له، ونتيجة لذلك ألقت السلطات السعودية القبض على 20 شخصًا وتم إعدامهم بالسيف لاتهامهم بالضلوع في تنفيذ الانفجارين.

وأفادت الأجهزة الأمنية السعودية حينها أن المتهمين العشرين ينتمون لشيعة الكويت وأنهم نفذوا العملية بناء على تعليمات تلقوها من محمد باقر المهري (وكيل المرجعيات الشيعية بالكويت) بالتنسيق مع السلطات الإيرانية، التي تكن كل العداء للأنظمة العربية خاصة دول الخليج.

وباستثناء حادث «جهيمان العتيبي»؛ نجد أن المسؤول عن الحوادث الإرهابية التي تقع في بيت الله الحرام بمكة المكرمة في الغالب هم طائفة من الشيعة يستمدون الدعم المالي واللوجستي من طهران، وذلك على خلفية التاريخ الطويل من الصراعات بين السعودية والدولة الصفوية ذات الطموح التوسعي، فلقد سبق وأقدم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي على التطاول على ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إضافة إلى استغلالها للحرب الدائرة في اليمن لتوظيف جماعة الحوثي الموتورة لشن الهجمات والصواريخ على الأراضي المقدسة في الحجاز.

فيما أطلق الحوثيون (وهم جماعة إرهابية تعثوا فسادًا في أرض اليمن وتتهمها السعودية والدول العربية بأكملها بتلقي تمويلات من إيران لزعزعة استقرار دول الخليج) صاروخًا باليستيًّا من طراز سكود تجاه مكة المكرمة، في 28 أكتوبر عام 2016، بينما ادعت جماعة الحوثي أنها كانت تنوي استهداف مطار جدة وليس مكة المكرمة في محاولة لتبرير فعلها المنكر.

شارك