الذكرى الـ30 لوفاة مفتي الجزائر أحمد الحماني

الجمعة 29/يونيو/2018 - 03:23 م
طباعة الذكرى الـ30 لوفاة آية عز
 
هو واحد من أبرز علماء الدين في الجزائر، فقيه المذهب المالكي، وأحد كبار علماء الفتوى في بلد المليون شهيد، وكان له دور وطني كبير في مقاومة الاحتلال الفرنسي في الجزائر، إنه الشيخ أحمد حماني، الذي تمر اليوم الذكرى الثلاثون لوفاته؛ حيث توفي عام 1988 في مثل هذا اليوم الموافق التاسع والعشرين من شهر يونيو.

ولد أحمد بن محمد بن مسعود بن محمد حماني، المعروف باسم أحمد الحماني، يوم الإثنين الموافق 6 من شهر سبتمبر عام 1915، بقرية ازيار الواقعة في دوار تمنجر ببلدية العنصر في ولاية جيجل بالجزائر.

وهو من عائلة متدينة ومثقفة، قام والده بتغيير تاريخ ميلاده وجعله من 1915 إلى 1920، حتى يستطيع أن يستكمل دراسته قبل أن يدخل الجيش الجزائري، فوالده كان يرغب له أن يستكمل دراسته، ثم يتفرغ للعمل الوطني، خاصةً أن عائلته معروفة بأنها من أكثر العائلات في ولاية جيجل المقاومة للاستعمار الفرنسي.

وبالرغم من صغر سنه، كان يعشق العمل؛ لذلك عمل في رعي الغنم، وزرع الحبوب وحصدها، وحرس الحقول، وقام بالعديد من الأعمال اليدوية الجزائرية، وحينها كان لا يتجاوز السبع سنوات.

وفي عام 1930 ذهب الحماني إلى مدينة قسنطينة (المعروفة بمدينة الجسور المعلقة وهي عاصمة الشرق الجزائري)، وأتم هُناك حفظ القرآن الكريم بكتاب الشيخ محمد النجار، وكان حينها يبلغ من العمر 5 أعوام، وهو في سنه الصغيرة درس المبادئ الأولى في علم الفقه والتوحيد، ثم درس في الزاوية الطيبية، ثم الزاوية العيساوية (زاوية تعني مدرسة صوفية أو طريقة صوفية، وينتشر هذا المصطلح في الشمال المغربي، الذي تكثر به الزوايا).

وعقب أن انتهى من دراسته في الزوايا الصوفية تلقى العلم على يد الشيخ صالح بن مهنا الأزهري، والشيخ عبدالحميد بن باديس، والشيخ أحمد مرازقة الحبيباتني.

وعام 1931 أسست جمعية العلماء المسلمين رسميًّا في الجزائر، حينها انخرط الشيخ أحمد حماني في سلك طلبة الإمام عبدالحميد بن باديس لمدة 3 سنوات، وخلال تلك الفترة درس في مسجد «الجامع الأخضر» النحو والصرف والأدب والفقه والتوحيد والتفسير، وأتقن المبادئ الأولى في الدين واللغة العربية والسلوك.

وفي عام 1934 ذهب إلى تونس، والتحق بجامعة الزيتونة (معروفة في تونس بالجامع الأعظم).

وفي 1936 حصل على شهادة التحصيل، وهي شهادة كان يحصل عليها طلاب جامعة الزيتونة.

وعام 1940 حصل على الشهادة العالمية وهي شهادة الدكتوراه أو الأستاذية.

وخلال تلك الفترة كان الحماني ينوي الذهاب إلى جامعة الأزهر؛ ليستكمل دراسته التي بدأها في تونس في بعثة الشيخ عبدالحميد بن باديس، إلا أن الحرب العالمية الثانية التي اندلعت عام 1939 وانتهت في 1945 منعته من السفر إلى مصر المحروسة، وظلَّ في تونس؛ لأنه لم يعرف حينها حتى العودة إلى موطنه الأصلي الجزائر.

دوره الوطني
كان الشيخ أحمد الحماني في الأصل من أسرة مقاومة للاحتلال الفرنسي في الجزائر؛ لذلك تكونت لديه ميول سياسية منذ الصغر، وأثناء الفترة التي ذهب فيها إلى تونس كان على تواصل كبير مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

وخلال تلك الفترة عمل في جريدتي «الشهاب» و«البصائر» وكان يكتب فيهما مقالات مقاومة للاحتلال الفرنسي، كما كتب في أكثر من صحيفة تونسية مقالات تفضح ما يقوم به الفرنسيون في الجزائر.

وقبل انتهاء الحرب العالمية الثانية بعام واحد فقط عاد الحماني إلى تونس، وكان ذلك يوم 30 أبريل عام 1944.

وحينها عاد إلى «قسنطينة»، وعمل مدرسًا لطلاب المرحلة الابتدائية، لكنه واجه تهمتين؛ الأولى الهروب من التجنيد، والثانية التعاون مع العدو؛ وذلك لأن طوال فترة الحرب العالمية الثانية، كان موجودًا بتونس ولم يعد من الجزائر، على الرغم أنه انتهى من دراسته العلمية هُناك.

وعام 1945 قُدِّم للمحاكمة، لكنه حصل على البراءة؛ بسبب تدخل مجلس علماء المسلمين الجزائريين.

وعقب ذلك انخرط في العمل السياسي بشكل أوسع؛ لدرجة أنه عام 1957 ألقي القبض عليه؛ بسبب تهمة توزيعه منشورات تحريضية، وتأسيس جماعة عُرفت بـ«التخريب والإفساد».

وحينها صدر ضده حكم بالحبس 15 عامًا مع الأشغال الشاقة، وبالفعل مكث في السجن حتى عام 1962، وأُطلق سراحه بعد إنفاذ العقوبة.

شغل أحمد الحماني طوال فترة حياته الكثير من المناصب، منها 1972 تم تكليفه بمهام رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بعد أن كان عضوًا فيه منذ تأسيسه عام 1966.

وكان عضوًا أيضًا في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وكان يشرف على تنظيم الدعوة في المساجد.

شارك