«حزب الله».. الأفعى الإيرانية في الوطن العربي

السبت 30/يونيو/2018 - 02:52 م
طباعة «حزب الله».. الأفعى محمد الدابولي
 
يظل «حزب الله» من أبرز الأدوات الإيرانية التي يستخدمها نظام الملالي في تقويض دول المنطقة، فمنذ نشأته مطلع ثمانينيات القرن العشرين وحتى اليوم، وهو يعمل جاهدًا على تصدير الإرهاب إلى الدول العربية؛ ما اضطر العديد من تلك الدول إلى إدراجه على قوائمها الخاصة بالمنظمات الإرهابية.

التدثر بعباءة المقاومة
يُحاول الحزب التدثر بعباءة المقاومة في محاولة منه لتحسين صورته في العالم العربي، إلا أن مشاركته المتتالية في دعم الفوضى في المنطقة العربية كشفت حقيقة توجهاته وعمالته لنظام الملالي في طهران.

إذ تدثر الحزب منذ نشأته في عام 1982 بعباءة المقاومة العسكرية للوجود الإسرائيلي في مناطق جنوب لبنان، وهو ما تحقق بالفعل في صيف عام 2000، إلا أن سياساته في تلك الفترة أوحت بأن الحزب استغل المقاومة في الجنوب اللبناني؛ من أجل جذب مزيد من التعاطف والتأييد من قبل المسلمين والعرب.

كما استغل الحزب أيضًا أعمال المقاومة من أجل التغطية على الجرائم التي كان يرتكبها في الدول العربية خاصة الخليجية؛ تنفيذًا لأوامر نظام الولي الفقيه في إيران، ففي الكويت على سبيل المثال، حاول الحزب استهداف أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الصباح بواسطة سيارة مفخخة في عام 1985، كما قام المسؤول العسكري بالحزب «عماد مغنية» باختطاف طائرة كويتية عام 1988 من أجل إطلاق سراح عناصر الحزب المسجونين في الكويت.

لم تسلم السعودية من إرهاب حزب الله خلال تلك الفترة؛ حيث قام «حزب الله الحجاز» التابع للتنظيم الأم في لبنان بتفجيرات الخبر 1996 التي استهدفت عسكريين أمريكيين كانوا يعملون في المملكة؛ ما أدى إلى مقتل 19 وإصابة 372 فردًا.

يستنتج مما سلف أن حروب الحزب ضد إسرائيل منذ 1992 وحتى 2006 كان من أهم أسبابها إكساب الحزب شعبية كبيرة سواء في الداخل اللبناني أو في العالم العربي والإسلامي، فضلًا عن إكساب عناصره مهارات قتالية، فمن المعروف أن آخر حرب خاضها الحزب ضد إسرائيل كانت في يوليو 2006، ومنذ ذلك الحين لم يتعرض الحزب لإسرائيل رغم تعدد الغارات الإسرائيلية التي استهدفت عناصر الحزب في سوريا مثل عملية اغتيال «سمير القنطار» في ديسمبر 2015، والاستهداف الإسرائيلي للقدرات العسكرية للحزب في سوريا، ويكون رد الحزب على تلك الغارات هو الاحتفاظ بحق الرد.

الولاء التام لعمامة الفقيه
أعلن الحزب مرارًا وتكرارًا عن التزامه بمنهج الولي الفقيه في إيران، ففي أحد التسجيلات المصورة لحسن نصر الله أوضح أن نموذج الدولة الذي يريد الحزب تطبيقه في لبنان هو الدولة الإسلامية التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه الولي الفقيه في إيران الإمام «الخميني»، كما يعتبر مناصرو الحزب بأن السيد «حسن نصرالله» هو وكيل المرشد الإيراني علي خامنئي في لبنان.

الأفعى تبث سُمَّها في الدول العربية
بدأت الأفعى الإيرانية الممثلة في حزب الله تبث سمومها في شرايين الدول العربية؛ حيث اتبع الحزب سياسات هدفها تقويض استقرار الدول العربية من ناحية، ومن ناحية أخرى تهيئة الأوضاع لنظام الولي الفقيه للتمدد والانتشار في الدول العربية، فلبنانيًّا عمل الحزب على شلِّ الحياة السياسية اللبنانية عن طريق إعاقة تشكيل الحكومة اللبنانية لفترات طويلة، كما انتهج الحزب سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية، وهو ما حدث في أحداث «7 مايو 2008»، والتي احتل فيها الحزب العاصمة بيروت؛ اعتراضًا على تأميم الحكومة لشبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله، وإجبار الحكومة اللبنانية على التراجع عن القرارات التي تم اتخاذها.

أما في سوريا؛ انخرط الحزب في القتال الدائر بين الجيش السوري والفصائل المسلحة؛ دعمًا للجيش السوري، الجدير بالذكر أن المعركة الأولى للحزب في سوريا كانت معركة القصير مايو 2013، والتي يعتبرها البعض نقطة التحول الكبرى في مسار الأزمة السورية.

تحركات حزب الله في سوريا تأتي ضمن المخطط الإيراني لتشييع سوريا وتشكيل الهلال الشيعي الممتد من العراق إلى سوريا، ويجري الحزب بالتعاون مع الميليشيات الشيعية الأخرى عمليات تهجير قسري للقرى والبلدات السنية من إحداث خلل ديمغرافي لصالح الشيعة في سوريا.

وخليجيًّا نشطت التنظيمات الموالية والمدربة من حزب الله في توجيه الضربات للدول الخليجية، فمن المعروف أن القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين متهم في أعمال التفجيرات والإرهاب التي شهدتها الكويت في عام 1983، ومحاولات اغتيال أمير الكويت، وفي السعودية يُعدُّ حزب الله الحجاز مسؤولًا عن العمليات الإرهابية التي تمت ضد مصافي النفط في المملكة عام 1987، فضلًا عن تفجيرات الخبر يونيو 1996.

شارك