معهد الفرقان.. طريق «الدعوة السلفية» للتجنيد

الجمعة 20/يوليو/2018 - 04:21 م
طباعة معهد الفرقان.. طريق
 
تحاول كل جماعة إسلامية توريث مناهجها للأجيال القادمة، لتبقى وتستمر وتتمكن من زيادة عدد أتباعها والمقبلين على منهجها، فتقوم بتدريس أساسياته دراسة أكاديمية؛ لإيجاد كوادر شبابية جديدة تحمله.

وكانت الدعوة السلفية السكندرية من أوائل الجماعات التي تبنت إنشاء معاهد علمية لتعليم الشباب منهجها، وأسست «معهد الفرقان» عام 1985، الذي يُعد أقدم معهد ديني تُنشئه جماعة إسلامية، وكانت الدراسة في البداية لمدة 3 سنوات، وأصبحت فيما بعد 4 سنوات، مثل التعليم الجامعي.

في البداية، تركت الدولة للدعوة السلفية حرية الحركة في التدريس بالمعهد، وبعد تَخَرُّج عدد من الدُفَع، صدر أمر بإغلاق المعهد عام 1994، وتمت مصادرة جميع مقراته ومحتوياتها، ونقل شيوخه للتدريس ببعض المساجد التابعة للدعوة حتى عام 1998، وفي ظل استمرار الضغوط الأمنية مُنع التدريس بشكل نهائي حتى ثورة 25 يناير 2011.

وكان شيوخ الدعوة السلفية -قبل إنشاء معهد الفرقان- يُدرِّسون الفقة والحديث، خاصة صحيحي البخاري ومسلم، وكانوا يُدرِّسون العقيدة في المساجد فقط عقب كل صلاة، وبعد إنشاء معهد الفرقان اختار شيوخ المدرسة السلفية مناهج وكتبًا تُدرَّس لطلاب المعهد، على رأسها كتب الإمام محمد بن عبدالوهاب وابن تيمية، ومذهب الإمام أحمد بن حنبل، وكانت الدعوة تشترط فيمن يحاول الالتحاق بمعاهدها أن يكون قد أنهى الدراسة الثانوية، وأن يحفظ ثلث القرآن الكريم.

ودرَّست الدعوة السلفية مناهج شرعية عدّة، منها: العقيدة، والتفسير، والحديث، وأصول الدين، ومصطلح الحديث، واللغة العربية، والتجويد، والفقه، وأضافت مواد خاصة بالمنهج السلفي، مثل مادة أصول الدعوة والفكر، وتخرَّج في معاهد الدعوة السلفية شباب شغلوا مراكز مهمة في الدعوة السلفية، منهم: الشيخ علي حاتم عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، والشيخ سعيد السواح أحد الكوادر المهمة للدعوة، والشيخ سعيد حماد مسؤول نشر الدعوة في الخارج.

ومن أهم الكتب التي تُدرَّس للطلاب منذ إنشاء المعهد حتى الآن في العقيدة كتاب «فتح المجيد» للإمام محمد بن عبدالوهاب، و«معارج القبول» للإمام ابن القيم، و«منار السبيل» وهو متن متخصص في الفقه الحنبلي، وفي التفسير أقرَّت دراسة «تفسير ابن كثير»، وكذلك «تفسير الجلالين» للإمام السيوطي، وفي السيرة «الرحيق المختوم» لـ«صفي الرحمن المباركفوري»، وفي اللغة العربية «التُحفة السَّنيَّة» و«قواعد النحو والصرف»، وفي مصطلح الحديث «تدريب الراوي»، و«أصول الدعوة» للدكتور عبدالكريم زيدان.

نشاط ملحوظ بعد 25 يناير
هذا، وتخضع جميع معاهد الفرقان لرئاسة الشيخ أحمد حطيبة عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية، ومن أشهر شيوخ الدعوة السلفية الذين يُلقون الدروس في المعهد الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، والشيخ محمود عبدالحميد أمين الدعوة بالإسكندرية، وأشرف ثابت نائب رئيس حزب النور، وأحمد خليل رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور، والدكتور علاء بكر، والشيخ غريب أبوالحسن عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، والدكتور محمد إبراهيم منصور أمين حزب النور.

وبعد ثورة 25 يناير2011، نشطت معاهد الفرقان مرة أخرى، وانتشرت بشكل واضح، وصار لها أكثر من 25 فرعًا في محافظات القاهرة والبحيرة والإسكندرية وكفر الشيخ ومرسى مطروح والإسماعيلية والغربية وسوهاج وقنا وبني سويف، وتضم ما يزيد على 6000 طالب وطالبة، وتُقدَّر الرسوم المقررة للالتحاق بالمعهد بنحو 200 جنيه طوال العام.

وبعد ثورة 30 يونيو 2013، واجهت معاهد الدعوة مشكلات مع الأزهر الشريف والأوقاف، ما جعل الدعوة السلفية تستعين بالعديد من الأساتذة بجامعة الأزهر للإشراف على معاهدها، وتدريس بعض المواد فيها، كما أغلقت الدعوة السلفية بعض معاهدها في القاهرة، تحديدًا معهد العتبة؛ نظرًا لضعف الإقبال عليه، وقلَّة التمويل له.

وفي هذا السياق، يقول مصدر بالدعوة السلفية، إن معاهد الفرقان تهدف إلى تدريس المنهج الوسطي، الذي يحافظ على الدولة ويحمي الشباب من الأفكار التكفيرية والمتطرفة، موضحًا أن معاهد الفرقان منتشرة في جميع محافظات مصر، وعليها إقبال كبير منذ عودتها بعد ثورة يناير، حسب قوله.

وأضاف المصدر -طالبًا عدم الإفصاح عن اسمه- أن المعاهد تحاول تغطية مصاريفها من خلال الرسوم المقررة على الطلاب، إضافة إلى وجود تبرعات تُخصَّص للإنفاق على طلاب العلم، لافتًا إلى أن مشكلة الإنفاق ليست كبيرة، على حد وصفه.

وأشار إلى أن معاهد الدعوة السلفية تعتمد -في الأساس- على تعليم العقيدة الصحيحة للشباب والفقه الحنبلي، كما أن الطالب الذي يتخرج في معاهد الدعوة السلفية يكون قادرًا على نشر الدعوة والمناظرة بالحُجَّة والبرهان، مضيفًا أن بعضهم يذهب للدعوة إلى الإسلام في أفريقيا.

وتابع: «المعهد يقوم على نظامي الانتساب والانتظام، ومن المقرر أن تُسجَّل الدروس على شبكة الإنترنت لبثها للطلاب، الرجال والنساء؛ للاستفادة منها وهم في منازلهم، كما سيُتاح لمن هو خارج مصر الدراسة وفقًا لمنهج المعهد، والإدارة تسعى لأن تكون شهادة المعهد معتمدة، وتُستكمل بها الدراسة بعد التخرج».

شارك