تركيا بالنسبة لـ«داعش».. ممر مضمون وملاذ آمن

السبت 21/يوليو/2018 - 09:26 ص
طباعة تركيا بالنسبة لـ«داعش».. شيماء حفظي
 
ربما يجهل البعض أن تركيا وداعش وجهان لعملة واحدة، فالطرفان يشتركان في متاجرتهما بالدين وترويجهما لأوهام ومزاعم ما يسمى الخلافة، ورغم اختلاف هدف الرئيس التركي في إعادة مجد الدولة العثمانية ورغبة "داعش" في إقامة دولة يسميها "خلافة الرسول" أصبح طريق الاثنين، واحدًا، حتى أصبحت تركيا "ممرًا مضمونًا" لعناصر التنظيم يهربون خلاله من منطقتي الصراع في سوريا والعراق.
وأعلنت السلطات التركية، اليوم الجمعة 20 يوليو 2018، القبض على أرملة أحد أبرز عناصر داعش "عمر الشيشاني" والذي لقب بوزير حرب التنظيم، خلال تواجدها بالاراضي التركية – معتبرة ذلك انتصارا على الإرهابيين- في حين أن ذلك يدين أنقرة.
القبض على "دودوركيفا" أرملة الشيشاني، لم يكن الدليل الاول الذي يثبت تغلغل العناصر الإرهابية في أراضي تركيا، حيث سبقه القبض على 4 إرهابيين من قيادات تنظيم داعش - بينهم أمير التنظيم لمحافظة دير الزور السورية ومحيطها- و3 آخرين كانوا يحاولون الخروج من تركيا، إلى المحكمة.
وأمير داعش في دير الزور تورط في قتل 700 مدني في سورية، وهو أحد المقربين من زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، ونشر العديد من تسجيلات الإعدام، وأُصيب بجروح في اشتباكات بسوريا، وغادرها بعد ذلك إلى تركيا.
وفي الوقت الذي تواجه تركيا اتهامات بتسهيل انضمام "راغبي التجنيد في صفوف داعش"، إلى سوريا والعراق، لم تقف ضد عبور الإرهابيين خلال أراضيها من سوريا والعراق إلى ليبيا وغيرها.
إيواء الإرهابيين في تركيا، لم يقتصر على ارهابيي داعش بل ضم أيضا عناصر من القاعدة، وجبهة النصرة التي تدعمها أنقرة، وهو ما أكدته صحيفة يورت تركية.
وقالت الصحيفة، أن أعضاء من تنظيم القاعدة وجبهة النصرة التابعة لها في سوريا انتشروا في عدد من مدن جنوبي وجنوب شرقي تركيا ومنها مدن أديمان وأورفة وبينجول وبتليس ودياربكر، وتعمل على جمع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما ونقلهم إلى سوريا على شكل مجموعات تضم كل مجموعة 15 شخصا للقتال ضد النظام السوري.
وأضافت الصحيفة أن أعضاء تنظيم القاعدة لا يسمحون بعودة الشباب الأتراك مرة أخرى لتركيا إلا بعد أن تدفع عائلاتهم فدية كبيرة، وأن عددا كبيرا من عائلات هؤلاء الشباب اضطروا لدفع هذه المبالغ الكبيرة لإنقاذ أبنائهم من قبضة تنظيم القاعدة.
وفي تقرير نشرته "سبوتنيك" في ديسمبر 2017، تحت عنوان: "تركيا ستنقل دواعش من سوريا إلى سيناء أو أوروبا بقوارب صيد" فإن مصادر تركية معارضة لحكومة "العدالة والتنمية" قالت إن أنقرة تساوم الحكومات الأوروبية على مصير "الدواعش"، وبخاصة القيادات العسكرية منها.
ووفقا للتقرير، فإن الاستخبارات التركية هرّبت عسكريين من سوريا والعراق إلى داخل الأراضي التركية بغية استثمارهم في خلق بؤر إرهاب جديدة أو تنفيذ تفجيرات وعمليات تخريب ما لم يتم الاستجابة لمطالبها الخاصة بملفات الهجرة والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأشار التقرير- نقلا عن مصادر لم يذكرها- إلى أن معظم عناصر التنظيم موجودون في إدلب منذ مدة طويلة وأن قرار ترحيلهم اتخذته أنقرة بعد فقدان الأمل في إعادة توظيفهم في موطئ قدم جديد لهم في سوريا وخشيتها من وقوع مشاكل لهم مع الميليشيات المحسوبة عليها، والمكلفة بحمايتهم، بعد فشل محاولات إدماج بعضها في مناطق بإدلب وتمرد بعضها الآخر على أوامر إخفائها لفترة طويلة.
وفي السياق ذاته، هاجم خبير تركي بارز في شؤون الشرق الأوسط الكاتب بصحيفة "راديكال"، جنكيز تشاندار، أردوغان، قائلا إن "نظام حزب العدالة والتنمية لاطف وداعب الجماعات الجهادية السلفية الموجودة في سوريا، بما في ذلك تنظيم داعش الإرهابي، وأخرج العفريت من المصباح، والآن هم يتورطون في إراقة الدماء في تركيا”.
وأضاف وفقا لما نقلته صحيفة الزمان التركية: "حوّلتم الحدود التركية السورية إلى ممر لوجستي مضمون للمقاتلين والمعدات العسكرية والأسلحة لصالح الجماعات الجهادية السلفية في سوريا، أمثال داعش، وجبهة النصرة، وأحرار الشام".
ونقلت "سي إن إن عربية" في أكتوبر 2014، تقريرا تحت عنوان "داعش يفضح نفاق أردوغان" نشرته صحيفة الخليج الإماراتية، قال إن "فضح تنظيم داعش الإرهابي نفاق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وفي مفاجأة من العيار الثقيل، أعلن مسؤول بداعش اعتزام تركيا استضافة مقر أول بعثة دبلوماسية للتنظيم الإرهابي على أراضيها، معربًا عن أمله في استمرار تطور العلاقات بين أنقرة وداعش."
وبثت مواقع تركية تصريحات لمسؤول العلاقات الخارجية بتنظيم داعش أبو عمر التونسي، قال فيها: "نعتزم افتتاح أول بعثة دبلوماسية في دولة صديقة ومسلمة. نحن نأمل في أن تشهد العلاقات الثنائية القائمة بالفعل مع أنقرة مزيدًا من التطور، تحت رعاية الرئيس الجديد للجمهورية التركية رجب طيب أردوغان."

شارك