الإسلاموفوبيا والتطرف المضاد.. وجهان لعملة الكراهية في بريطانيا

الجمعة 27/يوليو/2018 - 09:55 ص
طباعة الإسلاموفوبيا والتطرف أحمد لملوم
 
منذ هجمات يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001، اجتاحت الإسلاموفوبيا الغرب بصفة عامة، واستحوذت بريطانيا على نصيب الأسد من الكراهية تجاه كل ما يمت بصلة للإسلام والمسلمين؛ حيث إن عدد الهجمات- بدافع الكراهية- التي يكون ضحاياها مسلمين، في تصاعد مستمر، وتحفزها جماعات اليمين المتطرف والاستغلال السياسي من أجل تحقيق مكاسب على الخصوم السياسيين.

ومؤخرًا أصدرت منظمة تِل ماما "Tell MAMA" البريطانية المعنية بمتابعة مستوى جرائم الكراهية ضد المسلمين تقريرها السنوي أمس الأربعاء 25 يوليو 2018، والذي يشير إلى أن هناك استهدافًا واسع المدى للمسلمات في بريطانيا، إذ يقوم شباب صغار السن باستهدافهن خلال وجودهن في الأماكن العامة، ويميز المهاجمون المسلمات من خلال غطاء الرأس الذي يرتدينه، ورصدت المنظمة أن من بين كل عشر ضحايا لهجمات الكراهية التي تنفذ هناك ست ضحايا من النساء.

وتقوم المنظمة بمتابعة وتلقي التقارير االموثقة عن الهجمات ضد المسلمين في أرجاء بريطانيا، وقالت إن عام 2017 شهد قفزة في عدد هجمات الكراهية ضد المسلمين، فقد تم تسجيل رقم قياسي من التقارير بلغ 1201 تقرير، ما يعني زيادة في عدد الهجمات تقدر بنسبة 26 في المائة عن عام 2016.

ويعتمد أتباع اليمين المتطرف على خطاب الكراهية نحو المسلمين في بريطانيا، في محاولتهم لتحقيق مكسب سياسي على الأحزاب التقليدية الموجودة، وفي مارس 2018 بدأت الشرطة البريطانية التحقيق في رسائل بريدية كانت تصل إلى مواطنين مسلمين من مجهولين، وتدعو هذه الرسائل إلى جعل يوم 3 أبريل "يوم عقاب المسلمين"، وتزعم أن المسلمين يسببون الأذى والضرر للأغلبية في أوروبا.

وذكر في هذه الرسائل أنه ستكون هناك مكافآت مالية بنظام النقاط لمن يتحرك ضد المسلمين، وحددت 10 نقاط للاعتداء اللفظي ضد شخص مسلم، و25 نقطة لمن ينزع حجاب مسلمة، و50 نقطة لمن يلقي مادة حارقة على وجه مسلم، و100 نقطة لمن يضرب مسلمًا، و250 نقطة لمن يعذب مسلمًا، و500 نقطة لمن يقتل مسلمًا بمسدس أو سكين أو دهسًا بسيارة، و1000 نقطة لمن يحرق أو يفجر مسجدًا.

ويرى الخبراء أن العمليات الإرهابية التي وقعت في بريطانيا خلال الأعوام القليلة الماضية، وتبنتها تنظيمات إسلامية متشددة جعلت الوضع يزداد سوءًا، إذ استغل البعض هذه العمليات لحث الناس على بغض وكراهية المسلمين، وقد شهدت العاصمة لندن ومدينة مانشستر عددًا من الهجمات الإرهابية، أسفرت عن مقتل عشرات البريطانيين.

وتتنقد الشرطة البريطانية لدورها في التصدي لهجمات الكراهية التي تنفذ ضد المسلمين، والذي يوصف بأن به أوجه قصور واسعة النطاق سواء في الطريقة التي يتم التعامل بها مع جرائم الكراهية، أو شعور أغلب الضحايا بالخذلان من رد فعل الشرطة على شكاوهم وأحيانًا شعورهم بالرفض.

وقالت إيمان عطا، مديرة منظمة تل ماما «إن العالم يشعر بمزيد من عدم الاستقرار، لاسيما أن أصوات الضحايا لا يهتم بها والجهود التي تبذل لتحقيق العدالة بالنسبة لهم مخزية».

وتتخذ جرائم الكراهية شكلين، افتراضي يكون من خلال الرسائل الإلكترونية التي ترسل عبر الإنترنت وواقعي يتمثل في تنفيذ اعتداء مباشر، إلا أن الهجمات الفعلية هي الأكثر انتشارًا مؤخرًا، ومثلت هذه الاعتداءات أكثر من ثلثي الهجمات البالغ عددها 1201 عام 2017، بزيادة 31 في المائة عن العام السابق، الذي وقعت فيه 642 هجمة ضد المسلمين في الأماكن العامة.

وقال طاهر عباس سعيد، المتخصص في علم الاجتماع في حوار لصحيفة الجارديان البريطانية، «الإسلاموفوبيا تقوي التطرف لدى الشباب المسلم، وتطرف بعض المسلمين يقوي جماعات اليمين المتطرف، لذلك عندما تعالج مشكلة الإسلاموفوبيا، تختفي المشاكل الأخرى».

شارك