«الحاج مراد».. إخواني قاد «جبهة مورو» للانفصال عن الفلبين

الجمعة 27/يوليو/2018 - 04:12 م
طباعة «الحاج مراد».. إخواني علي رجب
 
لعب «الحاج مراد إبراهيم»، زعيم «جبهة تحرير مورو الإسلامية»، دورًا في اتفاق السلام مع الحكومة الفلبينية، بالحصول على حكم ذاتي للمسلمين في جنوب الفلبين، بعد تصديق البرلمان الفلبيني على قانون «بانجسامورو الأساسي».

ولد «الحاج» في 2 مايو 1948، وتربى يتيمًا، حيث توفي والديه في عامِ واحد سنة 1954، وتولت عشيرته «البيسيجان» تربيته وتعليمه، ودرس القرآن في المدرسة التي تديرها العائلة (مدرسة إسلامية) في «بارانغاي» التابعة لمقاطعة «كوتاباتو» في إقليم «مينداناو» جنوب الفلبين.

وبدعم من عشيرته، التحق بإحدى المدارس الحكومية؛ ليحظى بتعليم حكومي إلى جانب تعليمه في المدرسة الدينية، ثم تمكن من الالتحاق بكلية الهندسة، في جامعة «نوتردام» (جامعة كاثوليكية بحثية غير حكومية تقع في بلدة «نوتر دام دو لاك» بمدينة «ساوث بند»، شمال ولاية إنديانا الأمريكية).
الانضمام إلى «مورو»
وفي مطلع العشرينيات من عمره، وبينما كان يدرس في كلية الهندسة، التحق «الحاج» بـ«جبهة تحرير مورو الإسلامية» (جماعة كانت تناضل ضد الحكومة الفلبينية من أجل حقوق مسلمي مورو)، عقب لقائه بمؤسسها وزعيمها الراحل «سلامات هاشم»، حيث أصبح جنديًّا في الجبهة تحت قيادة «سلامات».

وفي عام 1962 ظهر تنظيم «ثوار مسلمي مورو» (تأسس على أيدي الطلاب الذين كانوا يدرسون بالأزهر، إبان وصول موجات الهجرة من سكان شمال الفلبين ووسطها إلى مينداناو).

وتطور نضال مسلمي جنوب الفلبين، فتأسست «الجبهة الوطنية لتحرير مورو» في 1972 بقيادة نور ميسواري، ومعه «سلامات عاصم هاشم»، ولكن عقب اتفاق سلام عقد بين «نور ميسواري» والحكومة الفلبينية، انشق «سلامات» ومعه بعض العناصر عن الجبهة الوطنية، في 1981، وأسسوا «جبهة تحرير مورو الإسلامية»، والتي تشكل امتدادًا لفكر جماعة الإخوان (أسسها حسن البنّا في مصر عام 1928)، حيث تأثر «هاشم» بفكر حسن البنّا، وسيد قطب، منظر الجماعة.
الجنرال الشيخ
في صيف 1984 تدرب «الحاج» في معسكرات القاعدة وطالبان بدولة أفغانستان، والتقى زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، ضمن 100 مقاتل من «جبهة تحرير مورو»، ليتولى بعد ذلك قيادة الجناح العسكري لـ«جبهة تحرير مورو الإسلامية»، وترأس قوات «بانجسامورو»، الذراع العسكرية للجبهة وصاحبة التأثير القوي في القرار داخلها.

وكان لقبه «الجنرال الشيخ»، حيث يتمتع بثقافة عسكرية ودينية؛ نظرًا لتعلمه في المدارس الدينية، وقيادة الجناح العسكري لـ«جبهة تحرير مورو» أو «جيش مورو»، حيث تضم نحو 12 ألف مقاتل، وخاضت حربًا ضد الحكومة الفلبينية لأكثر من 30 عامًا.

وعقب وفاة مؤسس «جبهة تحرير مورو الإسلامية»، سلامات هاشم، في 13 يوليو سنة 2003، تولى «الحاج مراد»، الذي كان نائبه، قيادة «مورو»، ليواصل مباحثات السلام مع الحكومة الفلبينية، والتي كان بدأها قائده من أجل حكم ذاتي للمسلمين في «مينداناو».

وبعد 32 لقاء تفاوضيًّا بين الجبهة بقيادة «الحاج مراد»، والحكومة الفلبينية، توصل لتوقيع «اتفاق إطار» يوم 15 أكتوبر 2012، ينص على إقامة منطقة حكم ذاتي للمسلمين جنوبي الفلبين بحلول عام 2016 تسمى «بانجسامورو».
الحكم الذاتي
قبل أيام قليلة نجح «الحاج مراد»، في تحقيق هدف «جبهة تحرير مورو الإسلامية» بمنح حكم ذاتي للمسلمين في «مينداناو» جنوبي الفلبين، حيث صدق مجلس النواب الفلبيني، يوم الثلاثاء الماضي، الموافق 24 يوليو الحالي -بعد أيام من مصادقة مجلس الشيوخ- على قانون «بانجسامورو الأساسي»، وبهذا ينتظر الإعلان الرسمي عن إقامة الحكم الذاتي، تصديق الرئيس «رودريجو دوتيرتي» على القانون، في خطوة أخيرة كي يدخل حيز التنفيذ.

وقانون «بانجسامورو الأساسي»، جاء تتويجًا لاتفاق سلام وقع بين الحكومة الفلبينية و«جبهة مورو الإسلامية» قبل 4 سنوات، خلال فترة ولاية الرئيس السابق بينينو آكينو الثالث.

وأعرب «الحاج مراد»، عن شكره وامتنانه لمصادقة البرلمان الفلبيني على قانون يمنح الحكم الذاتي لمنطقة «مينداناو»، التي يعيش بها شعب مورو المسلم، جنوبي البلاد.

وقال: «إن جبهة تحرير مورو الإسلامية هي في الحقيقة قوية جدًّا كتنظيم سياسي وعسكري، ولكننا نعتقد أنه لابد من حلٍّ سياسي لهذه المشكلة، يقوم على الاعتراف بالهوية المستقلة لشعب مورو كأول شعب وُجد في هذه المنطقة، قبل وصول المستعمرين إلى البلاد، وكانت لديه حكومة تسمى سلطنة ماغندناو».

وأضاف «الحاج مراد»، أن «قيام هذه الحكومة سيمنحنا فرصة تطوير وتنمية وطننا وشعبنا، وسيمكننا من العيش كشعب منفصل تحت سلطة الحكومة الفلبينية في علاقة ثنائية متوازية، فهذه ليست دولة منفصلة، بل هما شعبان منفصلان في دولة واحدة».

شارك