الشيخ الأحمدي الظواهري.. مُصلح الأزهر

الأحد 05/أغسطس/2018 - 03:41 م
طباعة الشيخ الأحمدي الظواهري.. دعاء إمام
 
في عام 1926، نظم الأزهر الشريف مؤتمرًا دوليًّا، دعا إليه كبار علماء الدول الإسلامية؛ لمناقشة قضية «الخلافة»، لا سيما بعد سقوط الخلافة العثمانية في تركيا عام 1922، وكان في طليعة الوجهاء والعلماء، الشيخ محمد الأحمدي الظواهري، الذي تولى منصب شيخ الأزهر في العام 1929.

وخلال انعقاد المؤتمر، حدثت حالة انقسام بين مؤيد ومعارض لضرورة إقامة خلافة بديلة للعثمانية، ووجوب تنصيب خليفة للمسلمين، لكن جرأة «الظواهري» حسمت الأمر، حيث اقترح انفضاض المؤتمر وتأجيله لأجل غير موقوت؛ خوفًا من انشقاق العالم الإسلامي.

للمزيد:
«الخلافة» في ميزان الأزهر.. نمط حكم يخضع للظروف

وُلد «الظواهري»، عام 1878 بإحدى قرى محافظة الشرقية، وكان أبوه الشيخ إبراهيم بن إبراهيم الظواهري، من علماء الأزهر المتصوفين، وتتلمذ الابن على يد الإمام محمد عبده (فقيه ومجدد إسلامي مصري)، ومن فرط تأثره بمنهج الإمام المجدد، أطلق دعوة لإصلاح الأزهر عام 1925، وكان له دور في عدم ضم الأزهر إلى وزارة المعارف (التعليم حاليًا)؛ مما ضمن استقلال المؤسسة وعدم تبعيتها لجهة حكومية آنذاك.

ولم يكن إصلاح الأزهر مجرد شعارات يرددها «الظواهري»، بل ألّف كتابًا بعنوان «العلم والعلماء»؛ عرض فيه رؤيته الإصلاحية وانتقد طريقة التدريس بالأزهر، مما تسبب في ضجة كبيرة، وامتعض منه الخديو عباس حلمي، وأصدر عبدالرحمن الشربيني، شيخ الجامع الأزهر وقتئذ، أمرًا بإحراق الكتاب.

وفي أكتوبر من العام 1929، صدر قرار بتعيين «الظواهري» شيخًا للأزهر؛ ليبدأ في تنفيذ ما كان يطمح إليه وسجله في كتابه السابق ذكره، إذ تمكن من إلغاء مدرسة القضاء الشرعي واكتفى بكلية الشريعة، وإلغاء تجهيزية دار العلوم تمهيدًا لإلغاء كلية دار العلوم، والإبقاء على كلية اللغة العربية فقط، وأطلق اسم الجامع الأزهر على كليات التعليم العالي وعلى أقسام التخصص، وأطلق اسم المعاهد الدينية على المعاهد الابتدائية والثانوية الملحقة بالأزهر.

وكان له دور في تعديل المناهج العلمية المقررة على طلاب الأزهر، وأصدر مجلة ناطقة باسم الأزهر، كانت معنية بعرض ثقافة الأزهر وتراثه سميت «نور الإسلام»، ثم تغير اسمها إلى «مجلة الأزهر» وصدر العدد الأول منها في مايو 1930، كما شهدت ولايته إيفاد بعثات من العلماء للدعوة إلى الإسلام، ونشر مبادئه في الخارج، فقد أوفد بعثة علمية إلى الصين، وأخرى إلى أثيوبيا.

تقدّم «الظواهري» باستقالته من منصبه عام 1935، وتفرغ للعبادة والعلم، ثم شرع في كتابة سيرته الذاتيه؛ تمهيدًا لنشرها في كتاب، لكن إصابته بالشلل في آخر سنوات عمره حالت دون تحقيق رغبته، لكن نجله «فخر الدين» عمل على تجميع تلك المذكرات وصاغها في كتاب بعنوان «السياسة والأزهر»، صدر عن دار الشروق قبل 7 سنوات.

تُوفي الشيخ الظواهري، في أغسطس من العام 1944، تاركًا عددًا من المؤلفات والتراجم، منها: براءة الإسلام من أوهام العوام، وخواص المعقولات في أول المنطق وسائر العقليات، والتفاضل بالفضيلة، ومقادير الأخلاق وحكم الحكماء.

شارك