سوق السلاح.. المستفيد الأول من تنامي الإرهاب عالميًّا

الثلاثاء 14/أغسطس/2018 - 09:09 ص
طباعة سوق السلاح.. المستفيد نهلة عبدالمنعم
 
منذ انتشار التنظيمات الإرهابية على الصعيد الدولي، وبالأخص «داعش»، دأبت الدول والأجهزة الأمنية على اعتماد استراتيجيات متعددة تحد من النشاط المتطرف وعواقبه، إلا أن صناعة السلاح وأجهزة المراقبة الإلكترونية، كانت الأدوات الأكثر تأثرًا بمناهج مكافحة الإرهاب.

وساهم العنف الداعشي إلى جانب عنف التنظيمات الأخرى فى زيادة عمليات تطوير بعض الأسلحة ورواج الأخرى، فمؤخرًا احتفلت الصحافة البريطانية بقيام أحد عناصر وحدة ساس «sas» - وهي قوة خاصة تتبع سلاح الطيران البريطاني- بقتل أحد قياديي «داعش» بأفغانستان بسلاح متطور على بعد نحو ميل ونصف.

وتمت عملية القنص عن طريق بندقية رشاشة مطورة، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام بندقيات القنص في الحرب على «داعش»، ففي عام 2016 قام جندي بريطاني بقنص أحد جلادي «داعش» عن طريق سلاحه الخاص.

كما لجأت بعض الدول المعنية بمحاربة الإرهاب لتطوير أسلحة القناصة، لاسيما روسيا التي قامت خلال عام، بداية من 2017، بتجويد ثلاثة أنماط، أولها: البندقية القناصة «شاك-12» التي أصبحت الآن قادرة على اختراق الجدران لإصابة هدفها، وثانيها البندقية « AN-94»، وثالثها البندقية« DXL-3»، والأخيرتان تم تطويرهما لرفع قدرات القوات الروسية التي تشارك في حرب الإرهاب وقتال تشكيلات «داعش»، والتي اتخذت لسنوات من سوريا والعراق أرضًا لها.

ولم يتسبب الإرهاب أيضًا في ذيوع صيت أو رواج بعض الأسلحة مثل القناصة والطائرات بدون طيار«الدرون» فحسب، ولكن ساهمت أيضًا في تنشيط سوق أجهزة المراقبة والكاميرات والأدوات الرقمية.
للمزيد: البالونات والمناطيد.. أحدث وسائل نيجيريا لمكافحة الإرهاب

فيما لا يقع انتشار أجهزة المراقبة على عاتق الحكومات فقط، بل ساهمت مجموعة من الطلبة بجامعة «كاليفورنيا» الأمريكية في إنشاء شركة خاصة تسمى «آرتشر» تقوم بتصنيع أدوات وآليات رقمية لمساعدة الصحفيين والمحققين والعاملين في مجال حقوق الإنسان على التصدي للإرهاب وجمع المعلومات بشكل أسهل.

وقام الطلاب ببناء منصة مجانية على الإنترنت (موقع)، تجعل من السهل الوصول لتحليل البيانات الكبيرة وتصورها، ما يساعد على تعقب الأشخاص والشركات التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات على جرائم تشمل الإرهاب.

وبينما تبدو هذه كطريقة حديثة نوعًا ما، فسيقوم الطلاب بإنتاج موقع للمعلومات والتتبع الرقمي لكل الإرهابيين والشركات التي تورطت في تمويل التطرف.

ويسعى الطلاب لهذا نتيجة تأثرهم بمقتل أحد أصدقائهم في حادث «نيس» الإرهابي (حادث دهس) الذي وقع في باريس عام 2016، وأدى إلى مقتل 86 شخصًا، وإصابة 200 آخرين.

وفي دراسة بعنوان «الإرهاب وتجارة الأسلحة»، للرابطة الأمريكية للاقتصاد، تم التأكيد على أن عام 2013 والأعوام التي تلته شهدت زيادة مطردة في أرقام ونسب شراء الأسلحة ومختلف أدوات القتل.

كما خلصت الدراسة الأمريكية إلى أن واردات وصادرات الأسلحة ترتفع بشكل أكبر وأزيد في حالات الإرهاب أعلى من الحروب الداخلية، ولابد أن تهتم هيئة الأمم المتحدة بهذا الأمر وتجلب المزيد من الضمانات لمنع تدفق الأسلحة وتحول الإرهاب إلى أداة اقتصادية في يد الدول الأعلى في تصنيع الأسلحة.

شارك