رقابة الأزهر على الموالد.. الطريق إلى إحياء التصوف المعتدل

الثلاثاء 14/أغسطس/2018 - 09:10 ص
طباعة رقابة الأزهر على دعاء إمام
 
مع الأيام الأولي لشهر ذي الحجة، يشد المتصوفة الرحال إلى محافظة البحر الأحمر، حيث ضريح القطب الصوفي «أبو الحسن الشاذلي»؛ إذ يُعد أكثر الموالد جدلًا، لما يُثار حوله من طقوس يشبهها البعض بـ«الحج الأصغر»، لا سيما أن المريدين يتسلقون جبل «حميثرة» يوم وقفة عرفات، وينحرون الذبائح هناك، ويجمعون الحصي من أعلى الجبل.

وفي نهاية يونيو الماضي، اقترح شكري سيد أحمد، عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن تتولى مؤسسة الأزهر، ووزارة الأوقاف المصرية، متابعة الموالد ومراقبة سلوك من يسيء للدين، من خلال بعض الممارسات التي تُنسب للإسلام في حلقات الذكر والموالد، وهي ليست من الدين في شيء.

وأكد عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن الرقص والقفز، من الأفعال التي تشوه صورة التصوف والمتصوفة، ولابد من التدخل لتغييرها والتوعية بما يتناسب مع الدين، قائلًا: «إن تغيير الأفعال والمفاهيم المغلوطة مسؤولية المجتمع كله؛ لأن ثقافة البسطاء تحتاج إلى تدخل عن طريق الأوقاف والأزهر والإعلام والجامعات».

هل يقبلها الصوفية؟ 
ومن جهته أوضح الدكتور علي عبدالباقي شحاتة، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الأسبق، أن التصوف الحقيقي له أمجاد في التاريخ الإسلامي، وكان للتجار المتصوفة والمشايخ، دور في نشر الإسلام في أفريقيا وشرق آسيا، وهؤلاء صدروا صورة حسنة عن الدين، ولم يكونوا يومًا واجهة للتشدد.

وأكد «شحاته»، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن كثيرًا من «المتطفلين» يسيئون للتصوف، من خلال الإضافة إليه أو تشويهه، رغم أن الصوفية لم تكن يومًا مصدرًا للإرهاب أو العنف، بل كانت وسيلة لنشر المحبة والمودة بين الناس.

وعن إمكانية تشكيل لجان أزهرية للانتشار في الموالد، أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الأسبق، أنه لن يكون هناك جدوى من ذلك؛ فالمريدون ينشغلون بحلقات الذكر، وسماع المنشدين، عن السماع إلى مشايخ ووعاظ الأزهر، وربما ترفض الطرق الصوفية المقترح من الأساس ولا تقبل أن يكون الأزهر رقيبًا عليها.

ويرى «شحاتة»، أن إصلاح مسار التصوف يكون عن طريق الإعلام والتربية والتعليم، ووضع نموذج لخطاب ديني ينتشل المفرطون والغلاة، ويعود بالناس إلى الوسطية، لا سيما الذين يبحثون في التصوف عن فكر يغوص بهم إلى عالم الأموات والخزعبلات.

إحياء التصوف المعتدل
وفي سياق متصل، أعلن الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، عن وضع خطة دعوية شاملة لإحياء التصوف المعتدل والتحدث عن سيرة أولياء الله الصالحين، والتعريف بحقيقة التصوف للزائرين والقاصدين.

وأكد «العجمي»، في تصريحات صحفية، على هامش وجوده بمولد المرسي أبي العباس (أقيم في الفترة من 7 وحتى 12 يوليو الماضي)، أنه تم تكليف عدد من لجان المتابعة بالوجود على مدار اليوم بساحات المساجد، والتنبيه بعدم وجود أى مخالفات، تنفيذًا لتوجيهات وزير الأوقاف بنشر صحيح التصوف وفقا للسنة النبوية وعدم مخالفة تعليمات الوزارة فى هذا الشأن.

شارك