تنظيم القاعدة في مالي.. صراع طويل الأمد

الثلاثاء 14/أغسطس/2018 - 09:11 ص
طباعة تنظيم القاعدة في آية عز
 
يعتبر تنظيم القاعدة، دولة مالي ضمن أهم المعاقل الإرهابية له في أفريقيا، حيث ينشط بشكل كبير في تلك الدولة، وعلى وجه التحديد في باماكو.

ويعمل التنظيم، في دول الشمال المغربي باسم «تنظيم القاعدة فرع المغرب الإسلامي»، وتأسست القاعدة في مالي عقب هروب عدد كبير من جنود الجيش الليبي إليها، وساعدهم الفقر الذي يعصف بالبلاد على التوغل والانتشار.

وبسبب موقع مالي الجغرافي المتميز تشن العناصر القاعدية بصفة مستمرة هجمات دولية من خلال الصحراء، على كلٍ من الجزائر وتونس والمغرب وبعض البلدان الأفريقية الأخرى.

انهيار وعودة من جديد
بعد زيادة النفوذ القاعدي في مالي، بدأت الطائرات الفرنسية تُحلق في سماء مالي، وبالتحديد في العام 2013، وذلك للقضاء على معاقل القاعدة في شمال مالي، بعد مطالبات من الحكومة بالتدخل لإنقاذها من إقامة إمارة إسلامية.

وعقب هذا الضربات بدأت فرنسا تبسط سيطرتها على المدن الكبيرة في شمال مالي، واستطاعت أن تغزو المعاقل الكبيرة للقاعدة، خاصة داخل الجبال التي يتخذها عناصر التنظيم ملاذًا آمنًا لها.

ولكن سرعان ما تحول الأمر وبدأت الجماعات المسلحة التابعة للقاعدة، تخرج من رحم الصحراء وتثير الرعب في شمال مالي من جديد بعد أن هدأت الأوضاع بشكل نسبي، وحينها قامت بالعديد من العمليات الإرهابية ضد جنود الجيش الوطني التابع لهم وضد جنود قواعد أمريكا العسكرية والشركات الفرنسية الموجودة هُناك.

وأكد عدد من المراقبين أن تنظيم القاعدة استطاع استرجاع عافيته من جديد خلال السنوات السابقة بعد الضربات الفرنسية، بسبب أن عددًا كبيرًا من عناصره اتجهوا إلى ليبيا خلال العامين السابقين وتلقوا العديد من التدريبات القتالية وأعادوا ترتيب صفوفهم من جديد، ثم اتجهوا إلى مالي.

الاعتماد على الشباب
ويتضح من خلال التقارير الأمنية المالية، أن جميع العناصر التي يعتمد عليها القاعدة في مالي من الشباب، ومعظمهم غير معروفين ولديهم مهارة قتالية عالية، لذلك يصعب السيطرة عليهم أو الإمساك بهم، خاصة أن معظمهم من قاطني الجبال في الصحراء المالية.

وأشارت التقارير الأمنية المالية، إلى أن هؤلاء الشباب يعملون كالذئاب المنفردة، ويقومون بأعمال إرهابية كبرى ضد جنود الجيش والدول العربية المجاورة، ثم يفرون دون أن يستطيع أن يمسك بهم أحد.

وأوضحت التقارير نفسها، أنها عجزت عن السيطرة عليهم، بسبب سرعتهم في الهرب وتنفيذ العمليات بسرعة رهيبة، وذلك لأنهم يتلقون تمويلات أجنبية كثيرة ويحصلون على الأسلحة من التنظيمات الإرهابية الموجودة في ليبيا ويستعينون بالجماعات المتطرفة الموجودة في الجزائر وتونس والمغرب خاصة التنظيمات التابعة للقاعدة، وكل هذه الأسباب جعلت التنظيم أكثر قوة في مالي.

فرنسا السبب في التوغل القاعدي بمالي
حملت الحكومة المالية بأجهزتها الأمنية دولة فرنسا سبب توغل تنظيم القاعدة، في مالي خاصة في منطقة الشمال، بسبب أنها لم تضع خطة واضحة ومحددة لقتال عناصر القاعدة، وذلك في الوقت الذي تتمتع فيه العناصر بقدرات خارقة في القتال وسرعة الهروب.

ففرنسا عندما شنت ضرباتها الجوية والعسكرية على معاقل تنظيم القاعدة في 2013 وحررت المدن المالية الكبرى من عناصر التنظيم، لم تُلاحق عناصر الحركة وتغافلت عنهم، مما جعلهم يفرضون سيطرتهم من جديد على عدد كبير من الأراضي المالية، وهذا الأمر تمت ملاحظته من خلال العمليات الإرهابية المتتالية التي شنتها الحركة على شعبها والشركات الفرنسية والقواعد الأمريكية خلال الأعوام السابقة.

شارك