«ميليشيا البقرة».. تختطف المداخلة وتهرب الدواعش

الجمعة 17/أغسطس/2018 - 09:33 ص
طباعة «ميليشيا البقرة».. عبدالهادي ربيع
 
تعاني المنطقة الغربية الليبية، من انعدام الأمن وفقدان الاستقرار خاصة مع انتشار الميليشيات والتشكيلات المسلحة التي حصلت على حق الوجود الشرعي في العاصمة طرابلس وغيرها منذ عام 2015، وذلك ضمن مخرجات اتفاق الصخيرات.

ومن أشهر هذه الميليشيات، ميليشيا كتيبة «رحبة الدروع»، المعروفة بـ«البقرة»، وهي موالية لجماعة الإخوان، وقائدها هو بشير خلف الله، المقيم بالضاحية الشرقية في منطقة تاجوراء شرقي طرابلس.

وتضم الميليشيا عددًا من خريجي السجون وأصحاب السوابق الإجرامية، وتتركز مهامها في اختطاف الدعاة السلفيين لمقايضتهم بالإرهابيين في السجون، وكان آخر المخطوفين الداعية السلفي المدخلي الدكتور فارس الفطيسي، المدرس في جامعة طرابلس، وذلك وفقا لمصادر خاصة، وموقع أتلانتيك كاونسيل الأمريكي. 

وأكد مصدر مقرب من بشير خلف الله، قائد كتيبة «رحبة الدروع»، المعروفة بـ«البقرة»، أن الأخير يؤكد اختطافه للسلفيين المداخلة في ليبيا، نافيا في الوقت نفسه اختطاف مدنيين من سوق الجمعة.

وتابع المصدر، في تصريح خاص لـ«المرجع»، إن ميليشيا «البقرة» تسمح بمرور العائلات من البوابات التي تسيطر عليها، وأن الاحتجاجات التي تشهدها سوق الجمعة سببها قيام قوة الردع باعتقال شخصين من كتيبة النواصي من سوق الجمعة.


وعلقت ميليشيا «البقرة»، على هذا الوضع بأن هذا شأن داخلي بين كتائب وزارة الداخلية فيما بينها وليس لتاجوراء علاقة بما يحدث، ضمن العداء القبلي والجهوي من بشير البقرة لأهالي تاجوراء.

ويستند بشير خلف الله البقرة، بشكل أساسي في وجوده واستهدافه لليبيين على الطابع القبلي والجهوي وهو ما يلعب دورا في احتضان بشير ومن معه بتاجوراء إضافة إلى متاجرته بعاطفة الليبيين المؤيدين لثورة 19 فبراير 2011.

وترتبط «ميليشيا البقرة» بالجماعات الإرهابية خاصة ما يعرف بـ«مجلس شورى بنغازي»، والجماعة الليبية المقاتلة التي يرأسها عبد الحكيم بلحاج، ويعتبر «بشير البقرة» مرجعه الشرعي الوحيد مفتي جماعة الإخوان الهارب الصادق الغرياني الموضوع على قوائم الدول الأربع المقاطعة لقطر (مصر والإمارات والسعودية والبحرين) على خلفية دعمها للإرهابيين، وفق ما يظهر في بيانات البقرة المتتالية.

وتقول التقارير الإعلامية والأمنية إن ميليشيا «البقرة»، تورطت في العديد من العمليات الإرهابية أشهرها الهجوم على سجن «معيتيقة» الذي يقبع بِه أكثر من 2500 موقوف بقضايا مختلفة مسفرا عن مقتل 13 قتيلا بينهم امرأة وأكثر من 50 جريحا، مدعومة من الهاربين من إرهابيي درنة، وإخوان مصراته، إضافة إلى خطف أربعة صحفيين عراقيين بالعاصمة طرابلس، عقب عودتهم من تغطية معارك قوات «البنيان المرصوص» مع عناصر تنظيم داعش في سرت.

ودخلت ميليشيا «البقرة»، في حرب موسعة مع غالبية الميليشيات الموجودة في طرابلس خاصة «قوة الردع الخاصة»، في السباق على السيطرة.

وكشفت تقارير صحفية صادرة عام 2014، عن تورط ميليشيا «البقرة»، في تهريب 8 عناصر من تنظيم داعش الإرهابية محتجزين في أحد السجون بمنطقة تاجوراء إلى تونس نظير حصوله على مبالغ مالية كبيرة.

وفي أبريل 2018 قصفت ميليشيا «البقرة»، مطار معيتيقة (قاعدة جوية عسكرية وسط طرابلس أصبحت المطار الرئيسي بعد تدمير جزئي للمطار الدولي عام 2014 مع إطلاق عملية فجر ليبيا من قبل الإسلاميين) وبعض المواقع الحيوية في نطاقه مثل مسجد القدارة، والفندق العسكري، ورئاسة الأركان داخل القاعدة، والعيادات الخارجية بمستشفى معيتيقة، وتسبب القصف في إغلاق المطار حتى الآن نتيجة «مغادرة موظفي برج المراقبة الجوية بعد سقوط قذيفة هاون على الأقل في محيط البرج وأخرى على المدرج».

كما كشفت العملية المسلحة التي أطلقها الجيش الليبي 7 مايو الماضي لتحرير مدينة درنة من الإرهابيين الموالين لتنظيم القاعدة، خاصة مع الخسائر الفادحة التي تلقاها الإرهابيون والتي قتل فيها الإرهابي المصري عمر رفاعي سرور، إذ نعت الصفحة الرسمية للميليشيا مقتل «سرور»، واصفةً إياه بـ«الشهيد».

وتناقلت صفحات كتائب الجيش الوطني الليبي أنباء وصور عن مشاركة ميليشيا «البقرة»، في الهجوم على الهلال النفطي إلى جانب قوات آمر حرس سلاح النفط السابق الإرهابي المطلوب إبراهيم الجضران؛ حيث تم قصف نحو 30 عنصرا من عناصر كتيبة الرحبة (هذا اسمها الرسمي) من قبل سلاح الجو الليبي؛ ما أسفر عن مقتلهم جميعا وقطع خطوط إمداد الجضران القادمة من جنوب سرت، مستدلة باعترافات الأسرى.

شارك