فقدان مادة مشعة بماليزيا.. تخوفات من وصولها لعناصر إرهابية واستخدامها لتصنيع «قنبلة قذرة»

الثلاثاء 21/أغسطس/2018 - 08:43 ص
طباعة فقدان مادة مشعة بماليزيا.. أحمد لملوم
 
كشف تقرير أعدته صحيفة «نيو ستريتس تايمز» الماليزية، نشر في عددها الصادر اليوم الإثنين، عن اختفاء جهاز صناعي يحتوي على مادة مشعة، يستخدم في التصوير الإشعاعي الصناعي، في العاشر من أغسطس الجاري، أثناء نقله بواسطة عاملين تقنيين في شركة خاصة تعمل في قطاع النفط والغاز، من بلدة سيريمبان إلى شاه عالم، التي تقع على مشارف العاصمة الماليزية.


ويحتوي الجهاز، الذي يزن نحو 23 كيلوجرامًا، على كمية غير معلومة من مادة الإيريديوم المشعة، والتي يمكن استخدامها مع متفجرات تقليدية، كمادة «التي ان تي، والسي فور» لصناعة مايعرف بـ«القنبلة القذرة».

 

وعرف العالم هذا النوع من القنابل، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، عندما اكتشفها أحد العلماء المشاركين في مشروع مانهاتن، وهو مشروع بحث وتطوير نجح في إنتاج أول الأسلحة النووية في الولايات المتحدة.

 

وما يجعل هذه القنبلة الخيار الأنسب للجماعات الإرهابية لتنفيذ هجوم بيولوجي، قلة تكلفتها وعدم تعقيد عملية إنتاجها، إذ تستخدم متفجرات تقليدية لنشر المواد المشعة على مساحة واسعة مسببة أضرارًا كبيرة.

 

وقامت السلطات الماليزية باحتجاز موظفي الشركة التي تمتلك الجهاز المفقود لاستجوابهما، وقال الموظفان، خلال التحقيق معهما، إنهما وضعا الجهاز في الشاحنة لنقله، لكنهما عند الوصول إلى وجهتما النهائية كان قد اختفى، وقاما بالعودة في نفس المسار الذي سلكاه، لاحتمال سقوط الجهاز من السيارة عنوة، لكنهما لم يعثرا على شيء.


وكانت بلدة سيريمبان، التي نقل منها الموظفان الجهاز، قد شهدت أعمال عنف بين مسلمين ومسيحيين عام 2010، تم الاعتداء خلالها على نحو ثماني كنائس، ما يشير لوجود نزعة إسلاموية متشددة في البلدة.

 

بالإضافة إلى قرب البلدة من الحدود البحرية مع إندونيسيا، التي تشهد نشاطًا مرتفعًا للجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة «أنصار الدولة»، ذراع تنظيم داعش هناك، والذي حكمت محكمة إندونيسية على زعيمه «أمان عبدالرحمن» بالإعدام، في يوليو 2018، بعد ثبوت تخطيطه لهجمات انتحارية وسط العاصمة جاكرتا، عام 2016، أدت إلى مقتل 8 أشخاص، إضافة إلى تدبيره تفجير كنيسة في جزيرة بورنيو، أدى إلى جرح 4 أطفال.

 

وتعود بداية هوس الجماعات الإرهابية بفكرة صناعة قنبلة قذرة، إلى عام 2003، عندما كشفت مصادر استخباراتية بريطانية عن معلومات تفيد بأن تنظيم القاعدة حاول جاهدًا تجميع مواد ذات نشاط إشعاعي لتصنيع القنبلة، وكان زعيم التنظيم-حينها، أسامة بن لادن، قد أظهر اهتمامًا بهذا النوع من القنابل عام 1999.

شارك