التوجه شرقًا.. التمدد الإيراني في «أفغانستان» و«باكستان»

الأربعاء 28/نوفمبر/2018 - 08:38 م
طباعة التوجه شرقًا.. التمدد محمد الدابولي
 
لم تقتصر التدخلات الإيرانية على الدول العربية فقط، بل امتدت أيضًا إلى جميع الدول الإسلامية، حيث سعت إيران الخمينيَّة إلى دعم تمددها في «باكستان» و«أفغانستان» انطلاقًا من العديد من العوامل المشتركة مثل الحدود والتداخل القبلي وأيضًا التنافر المذهبي.

وتعد «أفغانستان» هي الحلقة الأضعف في مثلث العلاقات الإيرانية الباكستانية الأفغانية، حيث نجد أن هناك تنافسًا دائمًا بين «طهران» و«إسلام آباد» حول السيطرة على المشهد السياسي في «كابول» فخلال فترة حكم طالبان 1996 ـ 2001 دعمت «باكستان» في البداية نظام طالبان في حين لجأت «إيران» إلى دعم ما يسمى بـ«تحالف الشمال»([1]) من أجل إسقاط نظام طالبان؛ لذا ستدور الدراسة حول تساؤل رئيسي حول صور ودوافع التمدد الإيراني في «باكستان» و«أفغانستان»، وستقسم الإجابة إلي محورين رئيسيين وهما:

المحور الأول ـ دوافع التمدد الإيراني (الأمنيَّة ـ الاقتصاديَّة ـ السياسيَّة).

المحور الثاني ـ صور التمدد الإيراني (دعم الجماعات المتطرفة ـ تسييس الأقلية الشيعيَّة ـ تجنيد اللاجئين الشيعة).

المحور الأول ـ دوافع التمدد الإيراني

شهدت الفترة الممتدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى عام 1979 تناميًا شديدًا في العلاقات التعاونية بين الدول الثلاث لمواجهة الخطر الشيوعى، وبحلول عام 1979 تغيرت قواعد العلاقات بينها، فهذا العام يعد عام توهج التيارين الأصولي السُّنِّي والشِّيعي واعتباره أحد المتغيرات الدولية والإقليمية ([2]).

تمتلك طهران العديد من الدوافع والأسباب لمد نفوذها في كل من أفغانستان وباكستان على حد سواء، وتنقسم إلى دوافع متعلقة بالأمن والاقتصاد وأخرى متعلقة بالسياسة الخارجية الإيرانية.

أولاُ ـ الدوافع الأمنية:

عملت السياسة الخارجية الإيرانية على مد نفوذها القوى في الشأن الداخلي الباكستاني والأفغاني من أجل العديد من الدوافع الأمنيَّة منها:

أ ـ مقاومة الطموحات السُّنية شرق البلاد:

تنتشر قبائل البلوش في المناطق الحدودية بين إيران وباكستان وأفغانستان، دون أن يكون لهم دولة موحدة، إلا أنه توجد رغبة لدى القوميين البلوش من أجل إنشاء دولتهم المستقلة حيث سبق أن أعلنوا في عام 1947 استقلال دولة البلوش (باكستان) بعد الانفصال عن الهند إلا أن تلك الدولة الوليدة لم تستمر سوى ثمانية أشهر([3]).

أما في إيران فقد عانى البلوش طوال حكم الشاه التهميش والعنصرية، حيث عمل الشاه على تفريس هويتهم ومنع كل المظاهر التي تدل على هويتهم البلوشية، وفي مرحلة ما بعد الثورة تزايدت معاناة البلوش ليس فقط للأسباب القومية إنما أضيف لها البعد المذهبي، فالبلوش مسلمون سُنَّة وهو ما يعد مخالفًا للمذهب الشيعى الحاكم في طهران، أي أن معاناة البلوش أصبح لها بعدان أحدهما قومي والآخر مذهبي.([4])



جدول يوضح نسب الأقليات في إيران[5]

الأقلية

النسبة

الفرس

45 %

الأذريون

25 %

الجيلاكي والمازنداراني

8 %

الأكراد

8 %

العرب

4 %

اللور

3 %

البلوش

3 %

التركمان

3 %

آخرون

1 %






إزاء القمع الممارس ضد البلوش نشطت العديد من الحركات والجماعات المسلحة للمطالبة بتحقيق استقلال البلوش ووقف الانتهاكات التي تمارس بحق السنة في بلوشستان، ومن تلك الجماعات «جند الله ـ جيش العدل ـ حركة أنصار إيران ـ أنصار الفرقان»([6]).

وتتهم طهران جارتها إسلام آباد بعدم تعاونها في ضبط الحدود بينهما والبالغة 900 كيلو متر، حيث تنشط الجماعات البلوشية المسلحة على طول تلك الحدود مستغلة ضعف الرقابة الباكستانية عليها([7])، كما تؤكد أن تلك الجماعات تنطلق من باكستان ضد الأهداف الإيرانية مثلما حدث في حادثة مدينة ميرجاوه الحدودية بين البلدين.([8])

تبنت بعض الجماعات السُّنية المقاتلة في شرق إيران منهج الجماعات الأصولية السُّنية مثل: القاعدة وطالبان وغيرهما، فمثلًا يرفع تنظيم جيش العدل الناشط حاليًا راية التوحيد «لا إله إلا الله»، ويتبنى فكرة إخراج المظاهر الشركية من الأراضي البلوشيَّة والدفاع عن أهل السنة في كل دول العالم.([9])

ب ـ مواجهة التنظيمات المتطرفة في أفغانستان وباكستان:

شهدت العلاقات بين نظام الولي الفقيه وحركة طالبان وقت صعودها السياسي في عام 1996 حالة من التوتر، نتيجة الدعم الإيراني المقدم لتحالف الشمال وصلت ذرورته في أغسطس 1998 حين حاصرت «طالبان» القنصلية الإيرانية في «مزار شريف» وأعدمت 11 إيرانيًّا منهم 10 دبلوماسيين.([10])

تبنت «طهران» سياسة تمكنها من مواجهة الخطر المتصاعد، الذي تمثله تلك الجماعات، ومنعها من التواصل مع الجماعات الموجودة في إقليم بلوشستان، من خلال دعم تحالف الشمال وحزب الوحدة الإسلامي في مواجهة تلك الجماعات، وهو ما تحقق في إزاحة طالبان من سدة الحكم في 2001 بمساعدة أمريكية وصعود حامد كرازاي للسلطة الموالي لإيران، وكان نائبه كريم خليلي رئيس حزب الوحدة الإسلامي الشيعى، إلا أنه منذ عام 2015 ظهر متغير جديد يهدد الأمن القومي الإيراني وهو نجاح تنظيم «داعش» في إيجاد موطئ قدم له في أفغانستان.

وأعلن المتحدث السابق باسم تنظيم داعش «أبومحمد العدناني» في يناير 2015 عن تشكيل ولاية خورسان كما في الشكل السابق، والتي تضم كلًا من: باكستان وأفغانستان، وذلك بعدما أعلنت الكثير من الحركات الموالية لطالبان والقاعدة انشقاقها ومبايعتها لتنظيم داعش، وهناك احتمالية أن تشكل باكستان وأفغانستان الموطن الجديد للتنظيم بعد خروجه من الرقة والموصل، حيث إن جميع الظروف مهيأة لذلك بسبب:([11])

Ø ضعف التنظيمات التقليدية: أدت الضربات الأمريكية ضد قيادات تنظيمي «القاعدة» و«طالبان» إلى وهن التنظيمين وافتقادهما القدرة على السيطرة على التنظيمات المحلية ما أدى إلى انشقاقات متتالية عنهما وإعلان مبايعتها لتنظيم داعش مثلما حدث مع حركة جند الله وحركة الخلافة بباكستان وحركة «لشكر جهنكوي» التي تم تأسيسها في عام 1990.

Ø الخبرات المكتسبة: يمتلك مقاتلو التنظيمات الإرهابية في باكستان وأفغانستان خبرات قتالية كبيرة اكتسبوها من خلال حروبهم المتتالية منذ 1979 وحتى الآن.

Ø التمويل: تشكل أفغانستان مصدرًا مهمًا لتمويل الجماعات الإرهابية، حيث الهبات والتبرعات وأموال الزكاة فضلًا عن تجارة الأفيون والمواد المخدرة.

Ø الخطاب العابر للأبعاد القبلية: من أهم مميزات الخطاب الدعوى لتنظيم داعش هو عدم اعتداده بالأعراف القبلية، وهو بذلك يتجاوز الأخطاء التي وقع فيها «الملا محمد عمر» مؤسس حركة طالبان الذي اعتد بالقانون القبلي وتمييزه لقبيلة البشتون.

Ø ضعف الدولة: يعد ضعف الدولة في كل من أفغانستان وباكستان وعدم السيطرة على جميع الأقاليم من أهم الأسباب في انتشار وتفشي الجماعات الإرهابية فيهما، ومن المؤكد أن هذا الضعف سيكون السبب في تمدد وانتشار ولاية خورسان.

وتخشي إيران من تسلل التنظيم إلى الأراضي الإيرانية وتنفيذ بعض العمليات أو تواصله مع تنظيمات مثل «جند الله في بلوشستان» وجيش العدل البلوشي([12])، لذا انتهجت طهران سياسة التقرب والتودد لحركة طالبان وتوفير الملاذات الآمنة لها في طهران من أجل تشكيل تحالف بينهما في مواجهة الخطر الداعشي المتصاعد ([13]).

ج ـ مواجهة عملية تهريب المخدرات:

تعد المعدلات الإيرانية في تعاطي المخدرات الأعلى عالميًّا حيث أكدت منظمة مكافحة المخدرات الإيرانية أن نحو 2.8 مليون إيراني (3.5 % من إجمإلى السكان) من متعاطي المخدرات، خاصة الأفيون والماريجوانا، وتعد أفغانستان هي المصدر والمورد الرئيسي في العالم لمخدر الأفيون الذي زادت زراعته في البلاد بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان في نهاية 2001.([14])

ويستغل مهربو المخدرات طول الحدود الإيرانية الأفغانية والبالغة 936 كيلو مترًا في تهريب المواد المخدرة، وهو ما يزيد من نسبة تعاطي المخدرات فيها، خاصة في ظل حالة الركود الاقتصادي وزيادة معدلات البطالة([15]).

وتشير السلطات الإيرانية إلى أنها فقدت نحو 3.700 من قواتها وإصابة 12.000 آخرين خلال المواجهات المستمرة مع المهربين، وبالنظر إلى الأرقام السابقة سواء نسبة المتعاطين وحجم الخسائر في القوات نستنتج أن خطر المخدرات يفوق بمراحل خطر التنظيمات الإرهابية والمسلحة.

التوجه شرقًا.. التمدد
ثانياً ـ الدوافع الاقتصادية.

تتمحور الدوافع الاقتصادية في: رغبة طهران في تعزيز التبادل التجاري مع الدول المجاورة، والانخراط في المشروعات التنموية العالمية، والهروب من العقوبات الأمريكية، وهو ما سيتم توضيحه في النقاط التالية

أ ـ خطوط الغاز ومحاولة الهروب من آثار العقوبات الاقتصادية:

تعاني إيران من شبكة عقوبات اقتصادية متعددة الأسباب مثل: البرنامج النووى ودعم التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق[16]، وبالتالى تحتاج إيران إلى تفعيل شركات اقتصادية من أجل الالتفاف على مثل تلك العقوبات، وبناء عليه عملت طهران على إنشاء خط غاز([17]) بينها وبين باكستان يسمح لها بتصدير الغاز الإيراني إلى باكستان، لسد العجز في أزمة الطاقة التي تعاني منها إسلام آباد في ذلك الوقت[18].

ونلاحظ أن إيران حاولت استغلال أزمة الطاقة في باكستان وعملت على إنشاء خط أنابيب مشترك لحل تلك الأزمة من ناحية، ومن ناحية أخرى توفير الموارد المالية لإيران لإكمال مشروعها النووي ومواصلة سياستها الخارجية.

ب ـ رفع معدلات التبادل التجاري بين البلدين:

تأرجحت معدلات التبادل التجاري بين إيران وباكستان وأفغانستان، لخضوعها للضغوطات الغربية الخاصة بالعقوبات المفروضة على إيران، فمثلًا وصل حجم التبادل التجاري بين إيران وباكستان في عام 2008/2009 إلى 1.32 مليار دولار ثم انخفض في العام التالى 2010/2011 إلى 432 مليون دولار بسبب العقوبات، ويرغب الجانبان حاليًا في أن يصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى 5 مليارات دولار بانتهاء عام 2021.[19]

وعلى النقيض من إسلام آباد لم تتأثر «كابول» كثيرًا بحجم العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران ففي عام 2011 في ذروة العقوبات بلغ حجم التبادل التجاري بين الطرفين ملياري دولار، كما احتلت أفغانستان المرتبة الخامسة في قائمة الشركاء الاقتصاديين لإيران[20]، ويرغب الجانبان في المرحلة المقبلة في أن تكون أفغانستان الشريك التجاري الأول لطهران بعد تدشين مشروع ميناء «تشابهار» الإيراني والربط بينه وبين أفغانستان والهند.

ج ـ المشروعات الإقليمية الكبرى:

تعد منطقة آسيا الوسطى والصين والهند من أكثر المناطق في العالم الواعدة اقتصاديًّا نظرًا لما تمتلكه من مؤهلات تجعلها الرائدة عالميًّا في مجالات التنمية مثل: الوفرة السكانية والموارد الطبيعية والخبرات التكنولوجية المتقدمة فضلًا عن الموقع الجغرافي، وبناء على المقومات السابقة انطلقت المبادرات الاقتصادية الكبرى لتعزيز فرص التنمية في دول المنطقة مثل «مشروع طريق الحرير الجديد» ومشروع إنشاء ممر شحن دولي بين الهند وأفغانستان وإيران لتعزيز أهمية ميناء تشابهار الإيراني.

وفيما يخص مشروع طريق الحرير الجديد، فقد أعلن الرئيس الصيني «شي جينبينغ» في عام 2013 عن مبادرة «الحزام والطريق» التى تهدف لإعادة إحياء طريق الحرير القديم، وتسهيل عملية التواصل والترابط بين دول الشرق ودول الغرب من خلال إنشاء وتشييد شبكات الطرق الكبرى والسكك الحديدية وأنابيب النفط وخطوط الطاقة الكهربائية بين جميع الدول الواقعة في نطاق المبادرة.


******«خريطة توضح طريق الحرير الجديد وموضع إيران منه ـــــــ نقلا عن BBC»*******

وتعد إيران وباكستان من الدول الرئيسية والمحورية التي سوف تشملها المبادرة الصينية الجديدة، لذا تولي إيران خاصة عناية شديدة بمبادرة «الحزام والطريق» لاعتبارات عدة أهمها[21]:

· تطوير البنية التحتية الإيرانية وتشجيع فرص الاستثمار، خاصة في مجالات الطاقة.

· تحقيق الانفتاح الاقتصادي لإيران على العالم.

· الالتفاف على العقوبات الاقتصادية التي تفرضها أمريكا عليها من وقت لآخر تحت دعاوى مختلفة[22].

· فرض الهيمنة الاقتصادية الإيرانية على دول المنطقة العربية باعتبارها المحطة الأكثر استراتيجية في المبادرة.

ومن المؤكد أن ثمة سياسات بعينها سوف تتبعها طهران من أجل إنجاح دورها في مشروع طريق الحرير الجديد ومنها تخفيف حدة التوتر في العلاقات بينها وبين دول الجوار، خاصة باكستان التي يشملها الطريق الجديد، وتقليل حجم تدخلاتها في بعض الدول، فأهم عقبتين تواجهان «الطريق» حاليًا هما: التوترات السياسية بين دول المبادرة من ناحية، ومن ناحية أخرى الاضطرابات الأمنية في بعض الدول، خاصة الدول العربية مثل سوريا والعراق المتسبب فيها التدخلات الإيرانية.

كما يعد مشروع ممر الشحن الدولي بين الدول الثلاث وتطوير ميناء تشابهار الإيراني من أكثر المشروعات الطموحة والمثيرة للجدل في آن واحد، حيث يمثل المشروع أهمية اقتصادية كبرى للدول الثلاث، وفي الوقت نفسه يعتبر بمثابة فرض عزلة اقتصادية من الدول الثلاث على باكستان.


(خريطة توضح ميناء تشابهار الإيراني والممر التجاري الخاص به ـ نقلًا عن موقع MP study)

وتقوم فكرة المشروع على تجاوز «الهند» للعقبة الباكستانية، التي تحول دون وصولها لأسواق آسيا الوسطى، كأفغانستان وتركمانستان وأوزباكستان من خلال نقل البضائع والسلع الهندية عبر الممر البحري من ميناء كاندلا الهندي إلى ميناء تشابهار الإيراني، ثم الممر التجاري البري بين إيران وأفغانستان[23]، لذا أطلق الميناء شرارة حرب باردة اقتصادية بين إيران وباكستان ليس فقط لاستئثار «تشابهار» بالسلع والبضائع الهندية المتوجهة لآسيا الوسطى، إنما أيضًا دخول الميناء حيز المنافسة على استقطاب الخطوط الملاحية العالمية في المحيط الهندي مع ميناء جوادر الباكستاني.

وتكمن أهمية ميناء تشابهار والممر التجارى الخاص به في أنه يسهل عملية نفاذ واستحواذ إيران على الأسواق في آسيا الوسطي، خاصة أفغانستان ويخفف من وطأة العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران، فضلًا عن تنشيطه لحركة التجارة الإيرانية، ومن ناحية أخرى يمثل الميناء أهمية كبرى بالنسبة لإيران، فالميناء يقع في منطقة بلوشستان السنية أكثر المناطق حرمانًا من الخدمات، لذا من المؤكد أن يعمل المشروع الجديد على تطوير وتنمية المنطقة وبالتالى تخفيف حدة التوترات لدى البلوش السُّنة [24].

د ـ السيطرة على الموارد المائية:

لدى الإيرانيين هاجس من إمكانية تحكم الأفغان في تدفقات نهرى «هلمند» و«هريرود» اللذين ينبعان من أفغانستان ويغذيان المناطق الواقعة شرق إيران خاصة منطقة بلوشستان التي تعتمد على نهر هليمند كمصدر لتوفير المياه.[25]

وقد فاقمت المشروعات التنموية الأفغانية على نهر هلمند الأزمة المائية داخل إقليم بلوشستان الإيراني، حيث أدت تلك المشروعات إلى جفاف بحيرة «هامون» ما أدى إلى تهجير قرابة 124 قرية بالإقليم عام 2001 نتيجة للجفاف.[26]

لذا من دوافع التمدد الإيراني في أفغانستان هو منع كابول من تنفيذ مشروعات تنموية على أحواض الأنهار المتصلة بينهما، وما يدل على ذلك ما قاله أحد أفراد طالبان أن طهران عرضت علية 50 ألف دولار أمريكي من أجل تخريب سد كمال خان الواقع على نهر هلمند[27].

التوجه شرقًا.. التمدد
المحور الثاني ـ صور التمدد الإيراني.

تتمحور صور التمدد الإيراني في با كستان وأفغانستان في النقاط التالية:

أ ـ دعم الجماعات المتطرفة:

شهدت العلاقات بين طالبان وإيران توترًا شديدًا في أغسطس 1998 بعد إعدام الدبلوماسيين الإيرانيين ودعم إيران لتحالف قوى الشمال الداعى لإسقاط نظام طالبان، إلا أن الكثير من الشواهد تؤكد أن تلك التوترات كانت عابرة ولم تكن إشارة لحالة عداء بين الجانبين، ومن هذه الشواهد[28]:

Ø فتح الحدود الإيرانية الأفغانية: في نوفمبر 1999 فتحت إيران حدودها مع جارتها أفغانستان من أجل تسهيل التواصل وتحقيق التبادل التجاري بين الجانبين، وتكمن أهمية تلك الخطوة في أنها جاءت بعد قرار الأمم المتحدة رقم 1267 الصادر في 1 أكتوبر 1999 والذى طلب تسليم أفغانستان لأسامة بن لادن للمجتمع الدولي وإمهال الحركة شهرًا واحدًا وإلا سيتم فرض عقوبات دولية عليها، أي أن قرار فتح الحدود جاء تحديًا لقرار العقوبات الدوليَّة على حركة طالبان ودعمًا لها، كما جاء أيضًا بعد إغلاق باكستان لحدودها مع أفغانستان.[29]

Ø استمرار التبادل التجاري بين الطرفين: استمرت العلاقات التجارية بين الجانبين رغم ما يشاع من وجود توترات على خلفية مقتل الدبلوماسيين الإيرانيين وهو ما أكده المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «حميد رضا آصفي» في ديسمبر 1999.[30]

Ø منع قيام ثورات شعبية ضد حركة طالبان: أدى إغلاق الحدود الباكستانية والعقوبات الدوليَّة على كابول إلى خلق أزمة اقتصادية ضخمة كادت تنذر بثورة شعبية ضد إيران، إلا أن الدعم والتسهيلات الإيرانيَّة بدخول المواد الغذائية حال دون ثورة شعبية ضد نظام طالبان.

وجاء استهداف قائد حركة طالبان السابق الملا أختر منصور في 21 مايو 2016 من قبل الطائرات الأمريكية بعد اجتيازه الحدود الباكستانية الإيرانية ليفتح الباب على مصراعيه حول علاقة إيران بحركة طالبان من جديد[31].

ومن المؤكد أن الحركة تتلقي دعمًا عسكريًّا وسياسيًّا من قبل الحرس الثوري الإيراني طوال الفترة منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان وحتى الآن، فعسكريَّا كشفت الشرطة الأفغانية في عام 2007 عن شحنة ألغام أرضية كانت مرسلة من إيران لطالبان، كما كشفت عن شحنة أخرى في فبراير 2016، أما فيما يخص الدعم السياسي فقد استقبلت طهران وفدًا من الحركة بقيادة «محمد طيب أغا» في مايو 2015، كما أن للحركة مكتبًا في مدينة مشهد الإيرانية.[32]

ب ـ تسييس الأقلية الشيعية:

يشكل الشيعة في باكستان وأفغانستان نسبة كبيرة من السكان تبلغ في أقصى تقدير لها نحو 20 % من إجمالى السكان في البلدين[33]، لذا عملت طهران على تسييس الطائفة الشيعية في البلدين وربطهما بنظام الولي الفقيه وضمان ولائها للمرشد الإيراني من خلال تسييسها وادعاء نصرتها في مقاومة الاضطهاد السُّنى الذي يتعرضون له.

وفي عهد «الخميني» تم تحريض الشيعة الباكستانيين على تغيير حكومة «ضياء الحق» باعتبارها حكومة موالية لأمريكا ونتيجة لذلك تم تأسيس حركة «تطبيق الفقه الجعفري» التي عملت على تغيير النظام الباكستاني.[34]

وفي أفغانستان دعمت إيران فكرة إنشاء ميليشيات شيعية أفغانية لأغراض متنوعة، منها مواجهة الاحتلال السوفييتي وعدم ترك الساحة الجهادية للتنظيمات السُّنية، وأخيرًا تدريب الشيعة عسكريًّا لمواجهة التحديات المقبلة وتعزيز موالتهم لإيران التي تدعمهم عسكريًّا وماليًّا.

وللشيعة في البلدين العديد من التنظيمات السياسية والثقافية الممولة من إيران والتي تعمل على تثبيت الوجود الإيراني في أفغانستان وهي كالتالي:

1 ـ الحركات الشيعيَّة السياسيَّة الموالية لإيران في باكستان:[35]

حركة تطبيق الفقه الجعفري: أسست عام 1979 تحت ستار مواجهة الاضطهاد الذي يتعرض له الشيعة في باكستان وتعتبر من أكثر التنظيمات الشيعية غلوًا وتطرفًا، ويتبع تلك المنظمة عدد من الأذرع مثل حركة «مختار الطلابية»، وتنظيم «جيش المختار» الذي تأسس في العام 1986 بهدف حماية المساجد والحسينيات الشيعية في باكستان

أما الملة الجعفرية فقد تأسست عام 1988 بزعامة ساجد على نقوي وهو يعتبر ممثل ولي الفقيه في إيران في باكستان، وتعرضت المنظمة للحظر في أغسطس 2001 بعد سلسلة أحداث طائفية، بتدشين منظمة جديدة تحت اسم آخر وهو «تحريك إسلامي».

وتعتبر سباة محمد منظمة شيعية تأسست عام 1993 على يد مريد عباس يزداني كرد فعل للعنف الموجه ضد الشيعة الذي تمارسه جماعة لشكر جنكوي، وتم حظر تلك الجماعة بقرار من الرئيس الباكستاني بروفيز مشرف يوم 18 مارس 2003 بعد تورطها في أحداث عنف طائفية واغتيالات ممنهجة للمسلمين السنة.

2 ـ الحركات الشيعية السياسية الموالية لإيران في أفغانستان:

تحالف طهران 8: أسست إيران في 1979 تحالفًا من بين 8 أحزاب شيعية أبرزها «حزب الله الصوفي» و«حزب النصر» و«اتحاد المجاهدين الإسلاميين»، وسمي التحالف «طهران 8». [36]

التحالف الشمالي: شكلت إيران في عام 1996 تحالفًا بين قبائل أفغانستان الشمالية، خاصة الطاجيك والهزارة يدعى التحالف الشمالي لمواجهة حركة طالبان وترأس التحالف أحمد شاه مسعود، وله دور كبير في إسقاط نظام طالبان 2001.

حزب الوحدة الإسلامي: جرى تأسيسه عام 1989 أي في مرحلة ما بعد الغزو السوفييتي ويعد الحزب السياسي الممثل للطائفة الشيعية ويتخذ من قبيلة هزارة الشيعية مصدرًا لدعمه وتأييده.[37]

3 ـ المراكز الثقافية الإيرانية[38]:

سعت إيران لتأسيس مراكز ثقافية لها في كل المدن الرئيسية الباكستانية والأفغانية، حيث أقامت 300 معهد ديني شيعي في باكستان، وخلال الفترة من 2002 و2013 أنشأت 54 جامعة مذهبية، وفي أفغانستان تم افتتاح العديد من مقار الجامعات الإيرانية في مدن: كابول وهرات ومزار شريف مثل جامعة آزاد وجامعة المصطفى.

وشجعت إيران الشيعة الذين يهيمنون على الأجهزة الإعلامية في باكستان ودعمتهم ماليًّا، وتوجد الآن أكثر من 5 قنوات تلفزيونية تدين بالولاء لإيران، أما في أفغانستان فقد مولت طهران 4 محطات تلفزيونية مثل محطتي «تمدن» و«راه فردا».

ج ـ تجنيد اللاجئين الشيعة تعتمد إيران على اللاجئين الأفغان لديها في تشكيل الميليشيات الشيعية (لواء فاطميون) من أجل إرساله للحرب في سوريا، كما نجحت في تأسيس لواء زينبيون أيضًا من الشيعة الباكستانيين، ومن المؤكد أن لدى إيران لاجئين شيعة أفغان وباكستانيين يقدرون بنحو مليون لاجئ طبقا لتقديرات البنك الدولي لعام 2016[39].

وختامًا وبعد تسليط الضوء على التحركات الإيرانية في أفغانستان وباكستان، يمكن القول أن طهران تعمل على استراتيجية متعددة الأبعاد تتضافر جميعًا من أجل تحقيق مصالحها بتحقيق تبعية الدول المحيطة بها لنظام الولي الفقيه، وترتكز تلك الاستراتيجية على الأبعاد التالية:

Ø تثوير الأقليات الشيعية: عبر ادعاء تعرضها للاضطهاد والمظلومية ومن ثم يجب دعمها وتأسيس كيانات سياسية وثقافية تعمل على الدفاع عن حقوقها، وفي مرحلة لاحقة يتم عسكرة تلك الكيانات لتتحول لميليشيات شيعية في أيدي المرشد الإيراني.

Ø دعم التنظيمات الراديكالية السُّنية: رغم التناقض المذهبي البين بين الطرفين إلا أن تلك التنظيمات حظيت بدعم إيراني لا محدود لتحقيق عدد من الأهداف منها: توفير المبررات الإيرانية للتدخل في شؤون دول الجوار من أجل حماية الشيعة من خطر تلك التنظيمات من ناحية، ومن ناحية أخرى استغلال تلك الحركات في تصدير الإرهاب لدول المنطقة المعادية للتوجهات الإيرانية، فمن الملاحظ أن تنظيم القاعدة لم يرتكب أي عملية له في إيران، كما أن إيران دعمت قرار طالبان ببقاء القاعدة بأفغانستان بفتح الحدود معها لمقاومة العقوبات الأممية في نوفمبر 1999.

Ø ضمان الولاء التام للشيعة: من أكثر الأمور التي تحرص عليها طهران هو ضمان ولاء كل الشيعة في العالم لها من خلال تصدير نموذج ولاية الفقيه لهم عبر إنشاء مئات الجامعات والمدارس التي تدرس منهج ولاية الفقيه.

Ø لاعب إقليمي متميز: تحرص طهران على الظهور بمظهر اللاعب الإقليمي المتميز من خلال تبني العديد من المشاريع الدولية التنموية التي تحقق لها في الظاهر التنمية لكل الدول لكن في الحقيقة تمكنها من السيطرة الاقتصادية على الدول المحيطة، وهو ما نلحظه في التأييد الإيراني لمشروع طريق الحزام الجديد وتطوير ميناء تشابهار الإيراني.


[1] ـ تحالف الشمال هو «الجبهة العسكرية التي تشكلت من قبائل شمال أفغانستان» مثل الطاجيك بقيادة أحمد شاه مسعود وكان هدفها إسقاط نظام طالبان وتلقى هذا التحالف دعمًا من إيران والهند وأمريكا.

[2] ـ يمكن القول أن أحداث الثورة الإيرانية تزامنت مع إرهاصات الغزو السوفييتي لأفغانستان فالثورة التي اندلعت وتيرتها في يناير 1978 وانتهت بفرار الشاه في فبراير 1979، في الوقت نفسه تم اغتيال الرئيس الأفغاني «محمد داوود خان» في أبريل 1978 من قبل حزب الشعب الديمقراطي الماركسي ما أدى إلى استفزاز المسلمين وتعرض البلاد للقلائل والاضطرابات وتدخلت موسكو عسكريًّا في أفغانستان في ديسمبر 1979 لإنقاذ الحكومة الشيوعية.

[3] ـ مركز الجزيرة للدراسات، «القومية البلوشية: أصولها وتطورها»، متاح على الرابط التالي:

http://studies.aljazeera.net/ar/bookrevision/2013/09/20139257395486584.html



[4] ـ المرجع السابق.

[5] ـ جيش العدل البلوشي وطموحات السنة في إيران، بوابة الحركات الإسلامية متاح على الرابط التالي:

http://www.islamist-movements.com/2534



[6] ـ إيران تلوح باستهداف جماعات بلوشية في باكستان، صحيفة الشرق الأوسط، متاح على الرابط التالي:

https://aawsat.com/home/article/921511/إيران-تلوح-باستهداف-جماعات-بلوشية-في-باكستان



[7] ـ الحدود الباكستانية – الإيرانية، صحيفة الحياة اللندنية، متاح على الرابط التالي:

http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/5339669/الحدود-الباكستانية---الإيرانية

[8] ـ لقى 10 من أفراد حرس الحدود الإيراني مصرعهم فيما اختطف جندي على خلفية كمين نصب لهم في مدينة ميرجاوة الحدودية في أبريل 2017، واستغلت النخبة الحاكمة في إيران الحادث بتوجيه سيل من الانتقادات والاتهامات لباكستان، على خلفية الحادث مدعين أن باكستان تقدم تسهيلات لتلك الجماعات المسلحة، وللمزيد تابع الرابط التالي:

http://ar.farsnews.com/iran/news/13961126001379



[9] مالا نعرفه عن (جيش العدل ) السني في إيران!، موقع أورينت، 22/3/2015، متاح على الرابط التالي :

http://orient-news.net/ar/news_show/86043/0/مالانعرفه-عن-جيش-العدل-السني-في-إيران



[10] ـ استشهاد الدبلوماسيين الإيرانيين في أفغانستان، الموقع الإعلامي لضحايا الإرهاب، متاح على الرابط :

http://www.teror-victims.com/ar/index.php?Page=definition&UID=1215290



[11] ـ عوامل تصاعد نشاط «داعش» في أفغانستان، مركز الروابط للبحوث والدراسات الإستراتيجية، متاح على الرابط التالي:

http://rawabetcenter.com/archives/51029



[12] ـ مما يؤكد التخوفات الإيرانية من اقتراب داعش من إقليم بلوشستان، ما حدث في إقليم بلوشستان أفغانستان من تمدد عمليات التنظيم فيه، ففي أغسطس 2016 أعلن وزير الشؤون الداخلية في إقليم بلوشستان أنه تم توقيف 6 مقاتلين تابعين لتنظيم داعش وتمت مصادرة مخزن أسلحة خاصة بالتنظيم، وفي أكتوبر 2017 تم تفجير مزار شيعي بمديرية «جهل مكسي» في إقليم بلوشستان الباكستاني وهو ما يعزز تخوفات طهران من انتقال التنظيم لبلوشستان إيران بعدما ثبت وجوده في بلوشستان باكستان وأفغانستان.

[13] ـ فرحان زاهد، الدولة الإسلامية في باكستان وشبكتها المتنامية (واشنطن: معهد واشنطن) متاح على الرابط :

http://www.washingtoninstitute.org/ar/fikraforum/view/the-islamic-state-in-pakistan-growing-the-network



[14] ـ تعاطي المخدرات في إيران.. أرقام مقلقة!، موقع روسيا اليوم، متاح على الرابط :

https://arabic.rt.com/world/885470-تضاعف-عدد-متعاطي-المخدرات-إيران/



[15] ـ مؤسسة راند، النفوذ الإيراني في أفغانستان: الآثار المُترتبة على انسحاب الولايات المتحدة (واشنطن: مؤسسة راند، 2014) ص ص 19 ـ 20.

[16] ـ لعل آخر حزمة عقوبات تم توقيعها في سبتمبر 2017 حين أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف 11 كيانًا وشخصًا يدعمون الحرس الثوري في سوريا أو ضالعين في هجمات معلوماتية على النظام المالي الأمريكي، وللمزيد تابع: «واشنطن تفرض مزيدًا من العقوبات الاقتصادية على إيران»، موقع فرنسا 24ـ متاح على الرابط التالي:

http://www.france24.com/ar/20170914-الولايات-المتحدة-إيران-عقوبات-اقتصادية-شركات-نقل-جوي-سوريا



[17] ـ يطلق على المشروع اسم «أنبوب السلام» تم الاتفاق عليه في عام 1995 إلا أنه لم يدخل حيز التنفيذ إلا في عام 2013 وما لبث أن توقف سريعًا نتيجة الضغوط الأمريكية، ويمتد الأنبوب بطول 900 كيلو متر داخل إيران و 700 كم داخل الأراضي الباكستانية وكان من المقرر أن يتم الانتهاء منه في عام 2017، للمزيد تابع : «وزير النفط الباكستاني: إنجاز خط أنبوب الغاز الإيراني حتى نهاية عام 2017»، وكالة أنباء فارس، 27 يونيو 2016، متاح على الرابط التالي:

http://ar.farsnews.com/economy/news/13950407000507

[18] ـ تدشين خط أنابيب للغاز بين إيران وباكستان، موقع بي بي سي عربي، متاح على الرابط التالي:

http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2013/03/130310_pakisatn_iran_pipeline



[19] ـ تابع: «باكستان وايران تهدفان إلى زيادة حجم التبادل التجاري بينهما إلى 5 مليارات دولار» موقع بي بي سي عربي، متاح على الرابط التالي:

http://www.bbc.com/arabic/business/2016/03/160326_iran_pakistan_trade



[20] ـ تابع: «التبادل التجاري بين ايران وافغانستان يبلغ ملياري دولار»، موقع قناة العالم، 25 ديسمبر 2011، متاح على الرابط التالي:

http://www.alalam.ir/news/910074/التبادل-التجاري-بين-ايران-وافغانستان-يبلغ-ملياري-دولار



[21] Iran’s Role in New Silk Road Emphasized, financial tribune, 17/5/2017, Avialable At : https://financialtribune.com/articles/economy-business-and-markets/64638/iran-s-role-in-new-silk-road-emphasized



[22] ـ Dmitry Bokarev, The New Silk Road Will Make Iran Immune to Western Sanctions, Iran Review, 18/12/2016, Avialable At : http://www.iranreview.org/content/Documents/The-New-Silk-Road-Will-Make-Iran-Immune-to-Western-Sanctions-http-journal-neo-org-2016-12-16-the-new-silk-road-will-make-iran-immune-to-western-sanctions-.htm



[23] ـ «طريق تجاري بين الهند وأفغانستان لا يمر بباكستان»، صحيفة الشرق الأوسط (العدد رقم 14221، 4 نوفمبر 2017) متاح على الرابط التالي :

https://aawsat.com/home/article/1072951/%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF-%D9%88%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D9%85%D8%B1-%D8%A8%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86



[24] ـ أحمد شمس الدين ليلة، «الأهمية الاقتصادية لميناء تشابهار والفرص المتاحة لإيران والهند وأفغانستان» في مجلة الدراسات الإيرانية (الرياض: مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، السنة الأولي ، العدد الأول، ديسمبر 2016) ص ص 125 ـ 127.

[25] ـ مؤسسة راند، مرجع سبق ذكره، ص 17.

[26] ـ المرجع السابق.



[27] ـ المرجع السابق.

[28] ـ حسن فحص، العلاقات الايرانية - الأفغانية ... تحكمها موازنة المصالح ويخيم عليها ظل باكستان الملح، صحيفة الحياة (لندن : رقم العدد14085، الصفحة 10، 8/10/2001) متاح على الرابط التالي:

http://daharchives.alhayat.com/issue_archive/Hayat%20INT/2001/10/8/العلاقات-الايرانية-الأفغانية-تحكمها-موازنة-المصالح-ويخيم-عليها-ظل-باكستان-الملح.html



[29] المرجع السابق

[30] ـ المرجع السابق

[31] ـ ما الذي يجمع طالبان بإيران؟، مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، متاح على الرابط : http://rawabetcenter.com/archives/28006



[32] ـ محمد عبد الله يونس، «دوافع وتداعيات التدخالت الروسية – الإيرانية في أفغانستان»، مجلة الدراسات الإيرانية (الرياض : مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، السنة الأولي، العدد الثالث، يوينو 2017 ) ص ص 144 ـ 145.

[33] ـ الشيعة في باكستان، موقع المسلم، متاح على الرابط : http://almoslim.net/node/86012



[34] ـ أذرع باكستان في إيران، صحيفة الشرق الأوسط، 27 يناير 2016، متاح على الرابط :

https://aawsat.com/home/article/553556/أذرع-إيران-في-باكستان



[35] ـ الشيعة في باكستان، موقع المسلم، موقع سبق ذكره.

[36] ـ ما هي أبرز الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران؟، رصيف 22، 27/8/2016، متاح على الرابط : https://raseef22.com/politics/2016/08/27/ما-هي-أبرز-الميليشيات-الشيعية-المدعوم/



[37] ـ حزب الوحدة الإسلامي لأفغانستان، موقع السكينة، متاح على الرابط :

https://www.assakina.com/center/parties/17032.html



[38] ـ راجع تقريري صحيفة الشرق الأوسط عن الأذرع الإيرانية في باكستان وأفغانستان متاحين على الرابط :

https://aawsat.com/home/article/553556/أذرع-إيران-في-باكستان

https://aawsat.com/home/article/554346/التغلغل-الإيراني-في-أفغانستان-يهدد-الأقاليم







[39] ــ اللاجئون في إيران طبقا لمعلومات البنك الدولي، متاح على الرابط التالي : https://data.albankaldawli.org/indicator/SM.POP.REFG?locations=IR&name_desc=false

شارك