مقاتلو «داعش» الأجانب.. غُصّة في حلق بلدانهم

الأحد 23/سبتمبر/2018 - 08:14 ص
طباعة مقاتلو «داعش» الأجانب.. أحمد لملوم
 
«وحدنا لا نستطيع أن نتحمل هذا العبء»، هكذا بدأ عبدالكريم عمر، الرئيس المشارك في هيئة العلاقات الخارجية لــ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي يهيمن عليها الأكراد، حديثه الخميس الماضي، عن مقاتلي «داعش» الأجانب وعائلاتهم الذين تحتجزهم القوات التي تسيطر على مناطق في شمال وشرق سوريا.



وقال عمر للصحفيين: إن «قوات سوريا الديمقراطية» تحتجز نحو 500 مقاتل أجنبي، و500 فرد آخرين من نحو 40 دولة بعد هزيمة التنظيم العام الماضي على كل الأراضي التي كانت تحت سيطرته في العراق وسوريا تقريبًا، مضيفًا أنهم يفتقرون الموارد اللازمة لإعادة تأهيل الكثير من هؤلاء السجناء بشكلٍ ملائم، وأن القوات لا تستطيع احتجاز الأسرى الأجانب من تنظيم «داعش» الإرهابي إلى الأبد، وأن على دولهم استعادتهم.

 

للمزيد: العراق.. «الموصل» تواجه أحلام «داعش» بالعودة من جديد


وعن الوضع في العراق، قال الخبير الأمني العراقي، فاضل أبورغيف: إن هناك نحو 13 ولاية كان قد أعلن عنها تنظيم «داعش» في العراق، هذه الولايات تفككت ولم يبق سوى جيوب للتنظيم، ولم يعد في إمكانه سوى تنفيذ عمليات انتحارية، وزرع عبوات ناسفة، لكنّ هناك نقصًا حادًا في عدد أعضاء التنظيم الذين يمكن أن ينفذوا هذه العمليات.



وأضاف «أبورغيف» في تصريح لـ«المرجع»: أن مقاتلي «داعش» القادمين من تونس يحتلون المرتبة الأولى في عدد المقبوض عليهم من قِبَل القوات الأمنية العراقية، وكل هؤلاء يخضعون للمحاكمة، مشيرًا إلى أن قوات مكافحة الإرهاب العراقية تفكك يوميًّا خلايا تابعة لــ«داعش»، خاصة خلية الصقور التابعة لأجهزة الاستخبارات العامة.


وكان عبدالكريم عمر الرئيس المشارك في هيئة العلاقات الخارجية لــ«قوات سوريا الديمقراطية»، قد أجرى حوارًا مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، قال فيه: إن بعض الدول الأوروبية ترفض تسلم مواطنيها الذين حاربوا مع التنظيم الإرهابي في سوريا، رغم نداءات الأكراد المتكررة لهم باقتناص الفرصة الذهبية، ومحاكمة المنتمين للتنظيم، إلا أنهم لم يحركوا ساكنًا.



وأضاف: «تطلب منا الدول الرافضة تسلم مواطنيها أن نتصرف، لكننا لن نأخذ القرار والمسؤولية لوحدنا».



وتقض أزمة المواطنين الذين غادروا بلادهم مضاجع المسؤولين الأوروبيين، خاصة مع تحذيرات المختصين من الأضرار التي من الممكن أن يسببها هؤلاء عقب عودتهم لأوطانهم، وقال الخبير المختص في قضايا الإرهاب ديفيد أوتو في تصريح لصيحفة «ديلي ميل» البريطانية: إن الإرهابيين لا يتركون الجهاد وراءهم فقط؛ لأن خلافتهم المزعومة قد انهارت، ولا يمكن لمقاتليهم أن يختفوا عن الوجود، فهم يجدون من الضروري إيجاد محيط بديل لهم.



وتحاول بعض الدول الأوروبية التعامل مع هذه الأزمة، ففي تصريح صحفي لرئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، تحدث فيه عن مواطنيه الذين سافروا؛ للانضمام إلى تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، قائلًا: «عليهم فقط أن يموتوا هناك».



 للمزيد: «المرجع» يجيب.. أين يذهب إرهابيو سوريا بعد معركة إدلب؟



وتشارك هولندا في قوات التحالف الدولي الذي يقاتل «داعش» في العراق وسوريا، كما أعلنت الحكومة الهولندية عن مقتل أبرز الهولنديين المنضمين لتنظيم «داعش» في سوريا والعراق، وهو ضابط سابق في الجيش الملكي، يُدعى «إسرافيل يلمظ» في غارة جوية على مدينة «الرقة» السورية أواخر عام 2016.



وترصد الحكومة الهولندية تحركات من تبقى من مواطنيها على قيد الحياة في العراق وسوريا، وهم يقدرون بالعشرات؛ إذ قامت الشرطة بإلقاء القبض على 4 أشخاص عادوا إلى البلاد العام الماضي، وتم تحويلهم إلى المحاكمة عقب توقيفهم في المطار.



وكان وزير الدفاع البريطاني، جافن ويليامسون صرّح في مقابلة مع صحيفة «ديلي ميل» البريطانية في وقت سابق هذا العام بالقول: «إرهابي ميت لا يمكنه التسبب في أي ضرر لبريطانيا، يجب أن يتم مطاردة وقتل البريطانيين الذين قاتلوا في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، للتأكد أنهم لن يعودوا أبدًا إلى بريطانيا».



وأضاف: «هؤلاء يجب التأكد من أنهم لن يعودوا إلى هذه البلد مرة أخرى، يجب علينا فعل كل ما نستطيع حتى ندمر ونقضي على هذا الخطر».



كما تتعاون السلطات الفرنسية مع القوات العراقية لتصفية الفرنسيين في صفوف التنظيم الإرهابي بالعراق، ففي تقرير خاص أعده محرر لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، كشفت مصادر في أجهزة الاستخبارات الفرنسية أن قوات خاصة أرسلت للعراق تتعاون مع السلطات العراقية، وأن هذه القوات قد نجحت في تصفية نحو 30 مقاتلًا في تنظيم داعش الإرهابي يحملون الجنسية الفرنسية لضمان عدم عودتهم مرة أخرى للبلاد.

شارك